طرابلس ـ فاطمة السعداوي
تتواصل اليوم الخميس في بلدة "أجخرة" غربي مدينة أجدابيا، فعاليات "ملتقى الحوار السياسي الليبي"، لتعزيز المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب. ودعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، المجتمعين إلى الوحدة، والتخلي عن السلاح والتوجه نحو المشاركة الفاعلة لبناء الوطن وإعماره، وجمع الكلمة والابتعاد عن الفرقة والتنازع، والعفو بين القبائل كافة، فيما أعلن العميد محمد الغصري المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" أن معركة تحرير سرت قد حسمت من الناحية العسكرية.
وكانت اللجنة التحضيرية للملتقى أبدت استغرابها لاعتذار المجلس الأعلى للدولة بقيادة عبدالرحمن السويحلي عن عدم الحضور والمشاركة، بحجة أن الملتقى يهدف إلى تشكيل الحكومة. واعتبرت في بيان أن الملتقى يعقد برعاية المجلس الأعلى للمصالحة، ويهدف إلى لم شمل الليبيين وتوحيد الصف والكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف، واجتماعهم على كلمة سواء هي ليبيا فقط لا غير.
من جانبه، دعا الممثل عن اتحاد طلاب ليبيا، سالم خبر، إلى ضرورة تحقيق الوفاق الوطني وعدم اتخاذ الشباب وقوداً في الصراعات السياسية. وقال إن "الأجيال المقبلة وطلاب ليبيا في الداخل والخارج ستحاكم المسؤولين حالياً في البلاد، إذا لم تنجح المصالحة، وجرى التفريط في الوطن". وأضاف: "نأمل في أن يكون اللقاء خطوة في اتجاه الوفاق. هدفنا المصالحة ولسنا طرفاً سياسياً"، مشدداً على ضرورة توحيد الصف والكلمة، وأن يكون للشباب الليبي دوره في المصالحة وإنهاء التشرذم.
وأعلن العميد محمد الغصري المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" أن معركة تحرير سرت قد حسمت من الناحية العسكرية، وأن بقايا "داعش" محاصرون وتائهون في منطقة صغيرة جداً. وأكد الغصري أن كل المنافذ أقفلت في وجه عناصر التنظيم من قبل المقاتلين وبالتنسيق التام مع سلاح الجو والبحرية، ولم يبق أمام بقاياهم إلا الاستسلام. وكان الغصري قال في تصريحات سابقة "إن قواتنا تفرض حصاراً محكماً على أفراد التنظيم من كل المحاور براً، وبحراً، وجواً، وإن كل محاولاتهم لفتح ممرات للهروب باءت بالفشل".
وأضاف قائلاً، مهمتنا ليست تحرير المدينة فقط، وإنما تخليص البلاد من خطر "داعش"، ولذا كنا حريصين جداً على إبقائهم داخلها حتى القضاء عليهم، وهو ما تم فعلاً. وكان سلاح الجو شن خمس غارات على مواقع التنظيم في المدينة.
وأكد مصدر عسكري مقتل أربعة مقاتلين من التنظيم كانوا متحصنين في أحد مساكن حي الجيزة، ولم يوضح المصدر جنسياتهم. وتعرضت إحدى آليات قوة تأمين الطريق الساحلي سرت أبوقرين- السدادة مصراتة، التابعة لقوات "البنيان المرصوص" لانفجار لغم أرضي زرعته الخلايا النائمة لتنظيم "داعش"، أمس.
واختطفت مجموعة مسلحة مدير إدارة الفروع بمصرف شمال إفريقيا في سبها، أبوبكر الظريف، في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد إطلاق أعيرة نارية في الهواء، وعثرت الأجهزة الأمنية على سيارته في الطريق الزراعي بحي عبد الكافي.
طالب عضو مجلس النواب، عيسى العريبي، عضوي المجلس الرئاسي عن المنطقة الشرقية فتحي المجبري وعلي القطراني، بالانسحاب فوراً من المجلس نظراً لما اعتبره وقوف بعض أعضائه ضد بناء الدولة.
وقال العريبي في تصريح إن "المجلس فشل لافتقاره إلى التماسك والنضج والقدرة على خلق فرص الحل، وكثرة الأخطاء والكبوات التي كان من السهل تجنبها، كما افتقد المجلس التواصل مع العديد من المدن والقبائل الليبية للحصول على التأييد الداخلي، بسبب سيطرة الإخوان المسلمين عليه".
وأعلن رفضه أن "يتحكم بمصير الوطن حزب لا يزيد عدد أفراده على ألف شخص، حيث يعمل الأعضاء التابعون لهذا الحزب داخل المجلس، على تأجيج الوضع بين أعضائه ولا يريدون أي وفاق بينهم، ويعملون على منع بناء دولة مدنية ومؤسسة عسكرية قوية تحمي البلاد وتحافظ على المسار الديمقراطي".
أرسل تعليقك