تولي الإمارات أهمية كبيرة للشباب وتمكينهم ليكونوا قادرين على تحمّل المسؤوليات، والابتكار والإسهام في رفاه المجتمع، بما يسهم في بناء
مستقبل مستدام للدولة، حيث اتخذت خطوات متعددة لضمان المشاركة الفاعلة لهم والاستماع إلى آرائهم، وتعزيز روح القيادة لديهم، انعكس ذلك
عبر تعيين معالي شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب وهي في عمر 22 لتصبح أصغر وزيرة في العالم، فضلاً عن إطلاق العديد من
المبادرات وإنشاء مجلس الإمارات للشباب، ومراكز الشباب، وإنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب، وغيرها من الخطوات التي تعكس اهتماماً لا
حدود له يعكس رؤية الدولة لشبابها لاستشراف المستقبل.
تمكين الشباب
وشكل اختيار المزروعي فرصة كبيرة لتحقيق تطلعات الشباب، وعكس رؤية الحكومة في تمكينهم في مختلف المستويات والمراحل، فيما ضمت
حكومة المستقبل التي تم تشكيلها في فبراير 2016، ثمانية وزراء جدد، خمسة منهم من النساء، كما ضم التعديل الوزاري الجديد في
2017 مجموعة من القيادات الشابة تماشياً مع رؤية الحكومة الجديدة، التي تعتبرها حكومة عبور للمئوية الإماراتية الجديدة، هدفها تطوير
المعرفة، ودعم العلوم والأبحاث وإشراك الشباب في قيادة المسيرة.
واعتمد مجلس الوزراء في 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب الذي يمثل تطلعات وقضايا الشباب لدى الحكومة، ويضم نخبة من الشباب
والشابات، ليكونوا مستشارين للحكومة في قضايا الشباب، حيث يختص المجلس بوضع استراتيجية للشباب بما يتوافق مع التوجهات المستقبلية
للدولة من خلال خطة المئة يوم.
ويعد المجلس دراسات لدور الشباب في تنمية المجتمع من خلال فتح كافة القنوات للاستماع إلى آرائهم والتحديات التي يواجهونها من أجل تقديم
الحلول اللازمة لتفعيل المشاركة الإيجابية لهم في مختلف القطاعات في الدولة، والتعرف إلى آرائهم في أهم القضايا التي تهمهم، والإسهام في
تعزيز الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة لديهم، وتمثيلهم في المحافل الدولية، و بعد إعلان تشكيل مجلس الإمارات للشباب، تم إعلان تشكيل
7 مجالس محلية للشباب على مستوى الإمارات لتكون صوتاً للشباب.
مناقشة التحديات
وتهتم المجالس الوزارية للشباب الذي يتم اختيار أعضائها من الموظفين الشباب في وزارة معينة، بتقديم الدعم للقيادة العليا في الوزارة من
خلال مناقشة التحديات التي تواجه العمل، والخروج بأفضل التوصيات، فيما تعمل المجالس المؤسسية كأذرع تمثيلية للشباب في كافة مؤسسات
القطاع الخاص والعام في الدولة، وتهدف المجالس العالمية للشباب الإماراتي إلى تعزيز مشاركة المبتعثين الإماراتيين من خلال إنشاء منصة
تمثيلية لهم، تحت إشراف وإدارة سفارات الإمارات ومجلس الإمارات للشباب، وتمنح هذه المجالس شباب الإمارات المبتعثين فرصة لنقل
أفضل الممارسات في كافة المجالات الموجودة في الخارج إلى داخل الدولة، ليتم تطبيقها تحت رعاية مجلس الإمارات للشباب والجهات
المعنية.
وأطلقت الحكومة في 2017 مركز الشباب، والذي يعتبر منصة لالتقاء الشباب، وتبادل الخبرات، واحتضان الأفكار والإبداعات، حيث
يستقبل المركز الشباب من الطلبة، والموظفين أو رواد الأعمال وذلك من الفئة العمرية 15 إلى 35، وعقد المركز العديد من الفعاليات التي
تتوافق مع طموحات وتطلعات الشباب، وتعزز تنمية قدراتهم ومهاراتهم، كما يوفر المركز مساحات عمل وتفاعل مشتركة للشباب من أصحاب
المشاريع، والباحثين، والمبرمجين، والعاملين في مجال الإعلام، بالإضافة إلى توفير فرص للعمل التطوعي، فضلاً عن ذلك فإنه يضم معملاً
للابتكار، ومقاهي، وجلسات للعصف الذهني.
وأنشأت الحكومة في 2018، المؤسسة الاتحادية للشباب، التي تنسق مع مجالس الشباب المحلية في وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات
الشبابية في الدولة، وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب، كما تتولى
المؤسسة إنشاء المراكز والأندية الشبابية في الدولة وإدارتها، وتنظيم الفعاليات وورش العمل والأنشطة فيها، وإنشاء قاعدة بيانات للمجالس
الشبابية، وتوثيق بياناتها وأنشطتها وفعالياتها بالتنسيق مع تلك المجالس، واقتراح برامج العمل.
تلبية الاحتياجات
وأطلقت مؤسسة الإمارات في 2016 مؤشر رفاهية وتنمية الشباب على مستوى الدولة.
ويعتبر هذا المؤشر الأول من نوعه في المنطقة لقياس احتياجات الشباب وتلبيتها، ويساعد المؤشر الدولة في وضع سياسات واستثمارات أكثر
تطوراً لتعزيز فرص الشباب في الدولة، ويعتمد على مسح لتقييم الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للشباب من كافة أنحاء الدولة، كما
يوفر تحليلاً لاحتياجاتهم في كافة المجالات الرئيسي
وتفر الإمارات فرصاً تعليمية متميزة للشباب، بالإضافة إلى المنح الدراسية سواء داخل دولة الإمارات أو في الخارج، فضلاً عن الدعم المقدم
لهم في مجال ريادة الأعمال والمشاريع التجارية، وذلك من خلال تخصيص عدد من الصناديق المالية والجوائز التي توفر الدعم والمساندة لرواد
الأعمال من الشباب في كافة المراحل عبر كافة قطاعات تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويشمل هذا صندوق خليفة لتطوير المشاريع،
وجائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها.
استراتيجية
أعدت كل من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة استراتيجية وطنية لتمكين الشباب من أجل تحقيق رؤية
الإمارات 2021، وتنص الاستراتيجية على التزام الدولة التام برعاية الشباب، وتحديد الأولويات والاتجاهات، ومجالات العمل التي تجسد
هذا الالتزام.وتكمن أهميتها في تجسير الفجوة بين واقع الشباب ومتطلبات تحقيق أو تنفيذ استراتيجية الدولة في مختلف المجالات، والمواءمة
بين مبادرات الشباب ورؤية الإمارات 2021، وتعزيز التعاون والتواصل مع الجهات المعنية بتمكين الشباب على مستوى الحكومة
الاتحادية، والمحلية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني
قد يهمك أيضًا:
رئيس الإمارات يأمر بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي
الشيخ خليفة بن زايد يعلن يوم 15 كانون الأول 2019 عاماً للتسامح
أرسل تعليقك