أكد المتحدث باسم التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، مساء الثلاثاء، أن الحوثيين حوَّلوا ميناء الحديدة، غربي اليمن، إلى "قاعدة عسكرية ونقطة انطلاق لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر". وأضاف في تصريحات لقناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، أن "عمليات التحالف مستمرة حتى إعادة الشرعية الى كامل الأراضي اليمنية، وأن ميناء الحديدة سيعود اليوم أو غدا الى السلطة الشرعية".
ولفت عسيري الى أن التحالف لم يطالب الأمم المتحدة، بحماية ميناء الحديدة، ولكنه طالب بالإشراف على المساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن ميناء الحديدة، أصبح "قاعدة عسكرية .. ونقطة انطلاق لهجمات الحوثيين على خطوط الملاحة في البحر الأحمر، وتهديد الملاحة الدولية"، وأن الحوثيون يستخدمونه أيضا "لتهريب الأسلحة".
وبشأن قارب اللاجئين الأفارقة الذي تعرض للهجوم الخميس الماضي قبالة ميناء الحديدة ما أسفر عن مقتل 42 شخصا، قال عسيري: "قارب اللاجئين تعرض لنيران الانقلابيين الحوثيين، والحادثة أثبتت أنهم يستغلون الميناء للاتجار بالبشر".
وفي قاعدة العند الجوية، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الميليشيات الحوثية وقوات صالح، لا يمكنها فرض التجربة الإيرانية على اليمنيين، مشيراً إلى أن العالم أجمع والدول العربية والإسلامية تقف مع الحكومة الشرعية، واستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابين.
وأوضح أن لدى الحكومة خطةً لدخول كل أفراد المقاومة الشعبية في دورات تدريب، حيث يمثلون جيش اليمن الجديد. وقال في كلمة له أثناء حفل تخريج إحدى دفعات عناصر المقاومة وانضمامهم الى صفوف الجيش الوطني في قاعدة العند "نحن لا ندعو للحرب، وإنما للسلام، ولكن لا يمكن للحوثي أن يفرض علينا التجربة الإيرانية".
وخاطَبَ الرئيس اليمني الخريجين قائلاً: "شكراً لكم، وأتمنى لكم النجاح، استطعتم الدفاع عن وطنكم وعلى الأرض والعرض، والدين الحنيف، كما نقول لكم إن العالم معكم، والدول العربية والإسلامية إلى جانبكم، لدينا خطة لدخول كل أفراد المقاومة في دورات تدريب، وهي جيش اليمن الجديد".
من جانبه، أوضح الناشط الحقوقي اليمني رأفت الزامكي، أن فشل التجربة الإيرانية في اليمن أمر مفروغ منه، لأن اليمن بتاريخه وجذوره وعروبته يقف سداً منيعاً أمام أي مشاريع فارسية أو خارجية أياً كان نوعها لتغيير تركيبته أو نسيجه الاجتماعي. وأشار الزامكي، وهو الأمين العام للمركز الاستشاري للحقوق والحريات، ومقرّه جنيف، إلى أن الحوثيين حاولوا بلا جدوى تطبيق بعض الممارسات الإيرانية في مناطقهم، إلا أنه حتى سكان صعدة رفضوا بقوة الآيديولوجيا الإيرانية ووقفوا ضدها.
وتقول مصادر إقليمية وغربية، إن إيران ترسل أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين إلى جماعة الحوثي المسلحة في اليمن، لتزيد الدعم لحليفتها الشيعية في حرب أهلية قد تغير نتيجتها ميزان القوى في الشرق الأوسط. وقالت مصادر مطلعة على التحركات العسكرية لـ"رويترز" طلبت عدم الكشف عن هويتها: إن إيران زادت في الشهور الأخيرة دورها في الصراع المستمر منذ عامين؛ حيث كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم. ويضاهي ذلك نفس الإستراتيجية التي انتهجتها لدعم حليفتها جماعة حزب الله اللبنانية في سوريا.
وقال مسؤول إيراني كبير، إن الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران لبحث سبل "تمكين" الحوثيين. وذكر المسؤول: "في هذا الاجتماع اتفقوا على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي". وأضاف قوله: "اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط".
وطالبت جماعة "أنصار الله الحوثية" وحزب "المؤتمر الشعبي" العام، حلف شمالي الأطلسي "الناتو" بالتحقيق في الأسلحة التي يستخدمها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن. وزعم بيان للجماعة وحزب المؤتمر الشعبي العام: أن " التقارير الفنية المصورة التي وثقت الصاروخ المستخدم في قصف مجلس عزاء داخل بيت النكعي في مديرية أرحب بتاريخ 16 فبراير 2017 أنه يحمل الرقم التسلسلي المخزني التابع لحلف الناتو".
ودعا البيان الدول الأوروبية والولايات المتحدة، أعضاء حلف الناتو إلى بحث ملابسات استخدام أسلحة تابعة للحلف في قصف المدنيين في اليمن وارتكاب جرائم حرب.
وفي تعز، اغتال مسلحون مجهولون الليلة الماضية، أحد أفراد المقاومة الشعبية، في شارع 26 سبتمبر، وسط مدينة تعز. وأوضحت المصادر، أن مسلح أطلق النار على أحد أفراد المقاومة، ثم قام بنهب سلاحه والدراجة النارية التي كان يستقلها، ولاذ بالفرار.
أرسل تعليقك