انتقد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الأحد، الوضع السياسي الراهن في البلاد ووجود 3 حكومات، وقال إنها لم تحقق أي تقدم على الأرض لصالح المواطن،
وبسخرية لاذعة، قارن حفتر الذي زار بلدة عين مارة قرب مدينة درنة، بين وجود حكومة واحدة في الولايات المتحدة تضم 15 وزيرًا فقط، في مقابل ثلاث حكومات، تتكون كل منها من عشرات الوزراء, تتصارع على السلطة في ليبيا.
وقال حفتر في شريط فيديو تم توزيعه، إنه في ظل الحكومات المؤقتة لا يمكن أن تكون هناك زراعة أو صناعة أو إعمار وتنمية، مشيراً إلى أنه يجب أن تسخر كل إمكانيات الدولة لصالح مواجهة العدو.
وجاءت تصريحات حفتر في وقت طالب فيه ثلاثة وزراء في الحكومة المؤقتة الموالية للبرلمان وللجيش في شرق ليبيا، بإعادة تشكيل الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني وغير المعترف بها دوليا، وتتخذ من مدينة البيضاء في المنطقة الشرقية مقرا لها.
ودعا الوزراء الثلاثة وهم وزير الخارجية محمد الدايري ووزير الصحة رضا العوكلي، والمهدي حسن نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن، في رسالة موجهة إلى رئيس وأعضاء مجلس النواب الليبي إلى عقد جلسة لتقديم استقالاتهم وإعادة تشكيل الحكومة، التي اتهموا أيضا رئيسها الثني بالتخبط السياسي وانتزاع اختصاصات الوزراء.
وجاء في الرسالة التي حصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منها بتوقيع الوزراء الثلاثة، أن ثقة المواطن تزعزعت في هذه الحكومة خاصة بعد الفراغ الأمني الذي حدث في مدينة بنغازي بعد تحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية، كما لفتت إلى أن رئيس هيئة الرقابة الإدارية دعا في تقرير له مؤخرا إلى إعادة النظر في تشكيلة حكومة الثني حتى تستطيع أن تواكب هذه المرحلة وتقدم برنامج عمل فعلي وحقيقي يخدم الدولة والمواطن.
من جهته, تعهد المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي مجددا بقرب تحرير مدينة درنة التي تعتبر المعقل الرئيسي للجماعات الإرهابية في البلاد، وقال مخاطبا أعيان ووجهاء عين مارة, إن القيادة العامة للجيش الوطني منحت أكثر من فرصة للجماعات المتطرفة لدرنة لكي تسلم سلاحها وتحقن دماءها دون جدوى، وأكد أن عملية تحرير مدينة درنة باتت وشيكة، قبل أن يشيد بما وصفه بالدور الكبير الذي لعبته عين مارة في مكافحة الإرهاب وجماعاته وميلشياته المسلحة.
وقصفت قوات الجيش أمس مواقع للجماعات المتطرفة في المدخل الغربي لمدينة درنة, حيث أبلغ المتحدث باسم مجلس شورى مجاهدي درنة، قناة النبأ التلفزيونية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، أن قوات الجيش قصفت المدخل الغربي ومحور الظهر الحمر بالمدينة, لكنه أكد مع ذلك، أن الأوضاع في باقي المحاور مستقرة وقوات المجلس تحكم سيطرتها على كافة تمركزاتها بالمدينة.
إلى ذلك، شددت الأجهزة الأمنية المسؤولة عن تأمين وحماية منطقة الهلال النفطي الإستراتيجية من إجراءاتها حول حقول النفط، حيث أعلن قائد جهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى والشرقية العميد مفتاح المقريف، أنه أصدر تعليمات إلى آمري الوحدات والسرايا بالجهاز بضرورة أخذ الحيطة والحذر وتسيير دوريات في نطاق الامتيازات النفطية المكلفين بها، ووجود الأفراد بالأعداد الكافية بنقاط الحراسة.
وشدد على أنه على آمري الوحدات والسرايا المكوث بمقراتهم وعدم المغادرة إلا بإذن، قبل أن يطالب كافة الوحدات التابعة للجهاز بضرورة الإبلاغ عن أي طارئ أو تحركات، مشبوهة لأي عربات في حينه، موضحا أن هذه التعليمات سارية إلى حين شعار آخر، وذلك نتيجة الظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة.
استعاد الجيش الوطني خلال العام الماضي، السيطرة على منطقة الهلال النفطي والتي تضم أكبر أربع موانئ تصدير للنفط شمال شرق ليبيا بالكامل من تنظيم سرايا الدفاع عن بنغازي، إثر هجوم شنته مجموعات مسلحة على منطقة الهلال النفطي.
من جهة أخرى، أعلنت الأحد، المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا انتهاء عملية تسجيل الناخبين في الخارج، مشيرة في بيان لها إلى أنه تم إغلاق منظومة التسجيل بسجل الناخبين بالخارج، حيث تم تسجيل 6.6 ألف ناخب.
وتخطى عدد المسجلين 2.4 مليون ليبي منذ بدء العملية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو رقم يتخطى نسبة 50 في المائة من الناخبين الذين يحق لهم قانونا التصويت في أي عملية انتخابية.
وتسعى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لدعم عملية إجراء انتخابات قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث طرح رئيس البعثة غسان سلامة, أمام مجلس الأمن الدولي، خطة تتضمن الدخول في جولة مفاوضات نهائية لتعديل الاتفاق السياسي المتعثر، إضافة إلى وضع خريطة طريق لإنهاء المرحلة الانتقالية، تنتهي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام الجاري.
أرسل تعليقك