دبي - صوت الإمارات
تؤثر الأمراض المدارية المهملة على حياة أكثر من 1.7 مليار نسمة، حيث تُصيب واحداً من كل خمسة أشخاص في العالم، يعيشون في أكثر المجتمعات فقراً وتهميشاً في أنحاء المعمورة، كما تعد الأمراض المهملة مسؤولةً عن 170 ألف حالة وفاة يمكن منعها، وتسبب الإعاقات التي تديم دورة الفقر من خلال إبقاء ملايين الكبار دون عمل والصغار دون تعليم.ورسخت دولة الإمارات هذا الالتزام تجاه مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة في عام 2017 من خلال صندوق بلوغ الميل الأخير- وهي مبادرة مدتها 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار، أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا جيتس ومختلف الشركاء عام 2017. ويهدف صندوق بلوغ الميل الأخير، الذي يديره صندوق استئصال الأمراض المدارية المهملة END، إلى تمهيد الطريق للقضاء على داء العمى النهري من خلال البناء على النجاحات السابقة، واستكمال الجهود الجارية، وتقليل البصمة العالمية للمرض.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في توفير الدعم الإقليمي والدولي للمبادرات الصحية، والتنموية والإنسانية التي تستهدف البلدان والمجتمعات المحتاجة. ويعتبر إطلاق هذا الصندوق جزءاً من الجهود الدولية لتخليص العالم من مرضين مهلكين يمكن الوقاية منهما.وعلى الرغم من توافر طرق العلاج الفعّالة، غالباً ما نجد أن المجتمعات المهددة بالأمراض الإستوائية المُهملة تعاني صعوبة في الوصول إلى الأدوية الوقائية. وبنفس الوقت، فإن إمكانية الوصول المحدودة إلى وسائل الرعاية السريرية الأساسية تعني أن بإمكان أعراض المرض الاستوائي المهمل أن تستمر دون معالجة، مسببة حالات إعاقة كارثية مثل العمى والتشوّهات.
20 مرضاً
ويُعتبر مصطلح «الأمراض المدارية المهملة» مصطلحاً شاملاً يُستعمل حالياً لوصف مجموعة من 20 مرضاً منقولاً من الممكن الوقاية منها ومعالجتها، وتسبب هذه الأمراض تحديات صحية وإعاقات وتشوهات وتصيب ضحاياها بالعمى في بعض الأحيان، كما تشكل تهديداً لمستقبلهم على المستوى البدني، والاقتصادي، والاجتماعي. وبالرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في السنوات القليلة الماضية، تدرك دولة الإمارات وشركاؤها أنه لا بد من بذل مزيد من الجهود لتحقيق الهدف.وبالرغم من أن الأمراض المدارية المهملة نادرة في البلدان الغنيّة، إلا أنها تبقى تهديداً ماثلاً على الدوام في البلدان الفقيرة، حيث يعاني الناس من أكثر من مرض مداري مهمل دفعة واحدة. وتواجه هذه البلدان ضعفاً في إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة، وخدمات رعاية صحية محدودة والتقلبات المناخية بسبب تغير المناخ تحديات تفاقم انتشار تلك الأمراض بينما تُبقي المجتمعات حبيسة الفقر.وتهدف خارطة الطريق الجديدة لمنظمة الصحة العالمية على مدى السنوات العشر القادمة إلى خفض بنسبة 90% في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج ضد الأمراض المدارية المهملة، وتحقيق خفض بنسبة 75% في سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة والمتعلقة بأمراض المناطق المدارية المهملة وتحقيق الهدف المتمثل في قضاء 100 دولة على مرض مداري مهمل واحد ،والقضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة،خفض بنسبة 75% في عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض المنقولة بالنواقل (مقارنة بعام 2016).
العمى النهري
ويعد «الأونكوسيركياسيس» أو العمى النهري مرضاً يصيب العيون والجلد تسببه دودة طفيلية وينتقل عبر التعرض للسعات متكررة من الذباب الأسود المصاب، ويحدث المرض الطفيلي بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية، رغم أن ما يزيد عن 99% من الأشخاص المصابين يعيشون في أفريقيا.ويوشك مرض دودة غينيا أن يصبح المرض الثاني الذي يتم القضاء عليه في تاريخ البشرية، وسيكون المرض الوحيد الذي سيتم القضاء عليه دون استخدام العقاقير الطبية أو اللقاحات.ولعل الميل الأخير في رحلة استئصال مرض دودة غينيا قد يكون الأكثر صعوبة. فمنذ عام 2015، تفاوت عدد الحالات ما بين 20 و 30 حالة، ويمثل ظهور حالات الإصابة عند الكلاب تحديات جديدة ترتبط بنقل مصادر المياه وتلوثها، وسيتطلب تحقيق القضاء على مرض دودة غينيا التزاماً مستمراً من المانحين والشركاء للوصول بعدد الحالات إلى الصفر.ولا يزال داء دودة غينيا يستوطن 4 بلدان وتم في عام 2018 رصد 28 حالة للإصابة بالمرض في كل من: تشاد وجنوب السودان ومالي وإثيوبيا، وقد انخفض معدل الإصابة بمرض دودة غينيا منذ عام 1985 بنسبة 99%.وعلى الرغم من أن الملاريا كانت السبب الرئيسي للوفاة في العالم قبل أقل من قرن من الزمان، إلا أن الجهود العالمية قلصت بشكل كبير عدد حالات الإصابة بالملاريا والوفيات في السنوات الأخيرة منذ عام 2000، وتم منع أكثر من مليار حالة إصابة بالملاريا وإنقاذ 7 ملايين شخص ومع ذلك، لا تزال الملاريا تشكل تهديداً كبيراً للأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الفقيرة، وخاصة النساء والأطفال على الرغم من إنفاق مليارات الدولارات لإنهاء الملاريا وتم إجراء الكثير من البحوث، إلا أن الاستئصال لا يزال هدفًا بعيد المنال.
الملاريا
وتعد دولة الإمارات من بين أكبر المانحين لدعم جهود دعم القضاء على الملاريا، بما في ذلك شراكة الإدارة القائمة على النتائج لإنهاء الملاريا وهي منصة عالمية لتنسيق العمل لتخليص العالم من الملاريا، فيما تعمل دولة الإمارات أيضًا بصفتها الرائدة في مجال الإدارة القائمة على النتائج وتساهم في إجراء بحوث تشغيلية جديدة وجهود دفاع إضافية من أجل القضاء على الملاريا من «شراكة دحر الملاريا». ومع أنه حدث انخفاض ملحوظ في حالات الإصابة بالملاريا والوفيات على مدى السنوات الـ 15 الماضية، لكن يمكن فعل الكثير لحماية الأطفال والأسر من هذا المرض وتعزيز الجهود لإنهائه.ويسبب داء الفيلاريات اللمفاوي (LF) تشوهات مؤلمة ومرئية، بما في ذلك الأطراف المتضخمة بشكل كبير، ويمكن أن تؤدي إلى عجز دائم، تحدث العدوى عندما تنتقل الطفيليات الفيلارية إلى البشر عن طريق البعوض، وعادة ما يتم الحصول عليها في مرحلة الطفولة، ما تسبب في أضرار خفية للنظام اللمفاوي، ويمكن القضاء على المرض عن طريق وقف انتشار العدوى من خلال العلاج الكيميائي الوقائي
وقــــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــــــــضًأ :
الإمارات تشارك العالم الاحتفال بـ" اليوم العالمي للأمراض المدارية المُهملة"
الإمارات من أكبر المانحين لدعم جهود مكافحة المرض
أرسل تعليقك