أعلنت القوات الليبية الخاصة "الصاعقة" عن عدد قتلاها الذين سقطوا خلال المعارك التي دارت ضد التنظيمات الإرهابية بـ"العمارات 12"، الواقعة بين بوصنيب وقرية المجاريس في منطقة قنفودة غرب بنغازي شرق البلاد. وأكدت في بيان لها الخميس، أن 19 من عناصرها قُتلوا خلال شهر فبراير/شباط الماضي، بالإضافة إلى 15 جريحًا، بينهم مَن تلقى العلاج وغادر المستشفى وبينهم مَن لا يزال يتلقى الخدمات الصحية والرعاية اللازمة.
ونعت القوات الخاصة، أمس الخميس، الضباط وضباط صف والجنود والعناصر المساندين لهم، وعبَّرت ومنتسبوها عن تعازيهم الحارة ومواساتهم لأسر شهداء الواجب.
وأفاد مصدر من مجلس شورى ثوار بنغازي مقتل عصام المغربي، مراسل مركز السرايا، الجناح الإعلامي التابع للمجلس. وقال المصدر، إن المغربي الملقب بـ"النبراس" أصيب منذ يومين بشظايا صاروخ طيران أجنبيٍ موجه استهدف عمارات الـ12، آخر مواقع سيطرة الثوار بالمحور الغربي لمدينة بنغازي.
وتحاصر قوات عملية الكرامة منطقة عمارات 12 منذ عدة أسابيع بعد انسحاب قوات شورى الثوار من مناطق واسعة في قنفودة غرب المدينة.
وفي موسكو، ناقش رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تطور الوضع السياسي والجهود المبذولة لتحقيق التسوية للأزمة الليبية الراهنة، بحسب ما نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي عبر صفحته على موقع "فيسبوك".
جاء ذلك خلال لقاء السراج مع لافروف ونائبه ميخائيل بغدنوف، خلال زيارته إلى موسكو التي بدأها الأربعاء، رفقة وفد ضم نائبه أحمد معيتيق والنائب الأول لرئيس مجلس النواب إمحمد شعيب، والمفوض بوزارة الخارجية والتعاون الدولي محمد الطاهر سيالة، وآمر جهاز الحرس الرئاسي العميد نجمي الناكوع، والمستشار السياسي لرئيس المجلس الرئاسي طاهر السني. وفي بداية اللقاء رحب لافروف بالسراج والوفد المرافق له مشيداً بجهوده لتحقيق الوفاق بين الأطراف السياسية الليبية ومؤكداً على حرص روسيا على عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، بحسب المكتب الإعلامي للرئيس المجلس الرئاسي.
وقال وزير الخارجية الروسي إن روسيا تريد أن ترى ليبيا دولة موحدة ومزدهرة، تعتمد على مؤسسات دولة قوية ولها جيش موحد يمتلك قدرات وإمكانيات متطورة، معتبرا أن من مصلحة الشعب الليبي أن يتحقق ذلك.
وأضاف لافروف أن ليبيا الموحدة المزدهرة تساهم في تعزيز الأمن الإقليمي وتوفر الظروف الملائمة لأن تستعيد ليبيا علاقاتها المتكاملة مع جميع الشركاء وبينهم روسيا، مشيرا إلى مايعيشه الشعب الليبي من معاناة من جراء الأزمة، وقال إن وحدة شعب ووحدة أراضي ليبيا قد أخل بها.
وجدد لافروف للسراج تضامن روسيا مع الشعب الليبي، كما أكد على أن الجانب الروسي مهتم بتقديم المساعدة في تجاوز المشاكل التي يواجهها الليبيون. وأضاف أن موسكو واثقة من أن الشعب الليبي وحده قادر على تجاوز الازمة الراهنة وتحقيق المصالحة عبر حوار وطني شامل. وذكر لافروف للوفد الليبي أن التجربة السابقة أظهرت أن محاولات فرض حلول جاهزة من الخارج محكوم عليها بالفشل، مشدداً على ضرورة توفير الظروف الملائمة لليبيين أنفسهم لتسوية مشاكلهم، بحسب ما نشره المكتب الإعلامي للسراج.
بدوره أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج أن علاقات متينة لها جذور راسخة تربط بين ليبيا وروسيا، مؤكدًا حرص ليبيا على استمرار هذه العلاقات وتفعيلها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وكذلك تفعيل الاتفاقات الثنائية التي تربط ليبيا مع روسيا.
وشدد السراج على ضرورة أن تحترم جميع الأطراف الاتفاق السياسي ومخرجاته، مؤكدا أن المجلس الرئاسي مازال حريصاً على التواصل مع جميع الأطراف لتوسيع قاعدة التوافق السياسي بحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.
ودعا السراج الجميع إلى الجلوس معاً لتجاوز هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن، كما دعا الأطراف الإقليمية إلى المساهمة بشكل إيجابي في هذه العملية، مشددا على أن الوضع في ليبيا مستمر في التدهور مالم يتحقق الوفاق، معربا عن قناعته بأن روسيا قادرة على لعب هذا الدور الإيجابي بفضل علاقاتها مع مختلف الأطراف الليبية. وتابع أن الوقت يمر ولا يسمح بمزيد من المناورات السياسية التي تحاول أطراف ليبية اللعب عليها.
أرسل تعليقك