جنيف ـ سامي لطفي
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الأوضاع في سورية لاتزال تبعث على القلق؛ بسبب تدهور الأمن وفشل مختلف المبادرات الدبلوماسية قبل تنفيذها، وغياب أية حلول في الآجال القريبة مما يساهم في إطالة مأساة الأزمة وتفاقم معاناة الشعب السوري.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير عبيد سالم الزعابي مندوب الامارات الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى في جنيف، أمام الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، في إطار الحوار التفاعلي حول التحديث الشفوي للجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، ورحب خلالها بأعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة، معبراً لهم عن تقديره لما بذلوه من جهد في أداء مهمتهم وللتحديث الشفوي الذي قدموه حول تطور الأوضاع في سوريا وفقاً لقرار مجلس حقوق الإنسان 28/20.
وقال: إنه بالرغم من بعض الآمال الظرفية التي شاهدناها من حين إلى آخر فإن الوضع الأمني يزداد حدة بسبب الهجمات العشوائية التي يقوم بها النظام السوري وميليشياته من خلال القصف الجوي على القطاعات الحيوية مثل المستشفيات والعيادات والمدارس وتدمير المنازل وتشريد المواطنين، إضافة إلى استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان مثل التعذيب والاختفاء القسري والحجز التعسفي وغيرها من أعمال العنف الجسدي والمعنوي. وأكد أنه وفقاً لموقفها الثابت فإن دولة الإمارات تدين كافة هذه الانتهاكات كما تدين الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المتطرفة مثل تنظيم "داعش" الإرهابي وما يقوم به من مجازر في حق المدنيين، وتدعو كافة الدول إلى ضرورة مساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات ومنعهم من الإفلات من العقاب.
وأعرب السفير الزعابي عن قلق دولة الإمارات البالغ إزاء الوضع الإنساني المأساوي في العديد من المدن السورية، وهي تدين بشدة استهداف السكان المدنيين وفرض حصار جماعي عليهم من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة لا سيما في شرق مدينة حلب. وكحلٍّ عاجل لهذا الوضع أعلن أن دولة الإمارات تنضم إلى كافة المبادرات الداعية إلى وقف الأعمال العسكرية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين المحاصرين، كما تجدد دولة الإمارات التزاماتها الدولية في مواصلة دعمها للتخفيف من معاناة الأشقاء السوريين، حيث قامت دولة الإمارات بتقديم 137 مليون دولار أميركي كمساعدة جديدة خلال المؤتمر الرابع للمانحين الذي عقد في لندن في بداية هذه السنة، علماً بأن المساعدات الإنسانية الإماراتية للمتضررين السوريين بلغت منذ عام 2012 وحتى نهاية عام 2015 ما يعادل 600 مليون دولار أمريكي أي ما نسبته 0.15% من الدخل القومي الإجمالي لدولة الإمارات، فيما بلغت قيمة المساعدات للدول المجاورة لسوريا والمستضيفة للاجئين السوريين ما يعادل ملياري دولار أميركي.
كما أعرب عن ترحيب دولة الإمارات باستنتاجات لجنة التحقيق الدولية، داعياً في هذا الصدد إلى دعم التوصيات التالية: وقف الهجمات العشوائية على المناطق المدنية المأهولة، والسماح بوصول لجنة التحقيق الدولية إلى التراب السوري؛ بغية القيام بمهمتها وإنهاء الحصار ومواصلة التمويل وتأمين سبل الدعم الأخرى للعمليات الإنسانية وتوسيع نطاقها والسماح لكافة الأطراف بوصول المساعدات إلى المتضررين وبشكل آمن ودائم ودون شروط، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، وتسهيل الوصول إلى المفقودين عبر الاختفاء القسري.
وفي ختام كلمته، أكد السفير الزعابي أن دولة الإمارات تتابع عن كثب الاتصالات والمشاورات الدولية الجارية حالياً بشأن الوضع في سوريا، وتأمل في أن تنجح هذه الجهود في إنهاء المعاناة الطويلة للشعب السوري، مع التأكيد مجدداً على أهمية الحل السياسي في سوريا، وفقاً لمرجعية "جنيف 1" باعتبارها الحل الأمثل للحفاظ على وحدة التراب السوري وسيادته واستقلاله الوطني.
الجدير بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان يعقد دورته الثالثة والثلاثين في جنيف في الفترة من 13 إلى 30 سبتمبر/أيلول.
أرسل تعليقك