طالب أعضاء مجلس الأمن الدولي بالتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من "اتفاق ستوكهولم" بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وميليشيات "الحوثي" المدعومة من إيران، ووضع اللمسات الأخيرة على المرحلة الثانية من إعادة انتشار القوات في الحديدة، مبدين استعدادهم للنظر في تدابير إضافية ضد الذين يعرقلون تنفيذ الاتفاقات التي جرى التوصل إليها.
وأصدر أعضاء مجلس الأمن بياناً بالإجماع جددوا فيه تأييد الاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين الحكومة اليمنية والحوثيين في ديسمبر/كانون الأول الماضي في ستوكهولم، مؤكدين أهمية أن تنفذ الأطراف تلك الالتزامات من دون تأخير لصالح الشعب اليمني. وإذ أبدوا الدعم الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن مارتن غريفيث ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار جنرال مايكل لوليسغارد، دعوا كل الأطراف إلى مواصلة الانخراط بحسن نية معهما.
إقرا أيضًا: غوتيريش يدعو الى نشر ما يصل إلى 75 مراقبا للهدنة في مدينة الحديدة ومينائها
ورحب أعضاء المجلس بالتقدم الذي أحرزته الأطراف في اجتماع لجنة تنسيق إعادة الانتشار في 16 فبراير/شباط 2019 و17 منه في شأن خطط إعادة انتشار القوات على النحو المنصوص عليه في اتفاق ستوكهولم. ورحبوا بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه حول المرحلة الأولى من إعادة الانتشار المتبادل للقوات من موانئ الصليف وراس عيسى والحديدة، وكذلك من الأجزاء الحيوية المرتبطة بالبنية التحتية الإنسانية في المدينة. وطالبوا بالتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى.
كما رحب أعضاء مجلس الأمن باتفاق الأطراف من حيث المبدأ على المرحلة الثانية من إعادة الانتشار المتبادلة للقوات، داعين إياهم إلى مواصلة الانخراط البناء مع رئيس لجنة التنسيق ومضاعفة الجهود خلال الاجتماع التالي للجنة في الأيام المقبلة على وجه السرعة ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق المرحلة الثانية.
وأكد أعضاء مجلس الأمن أهمية الوصول العاجل إلى المرافق الإنسانية، بما في ذلك مطاحن البحر الأحمر، مرحبين بالترتيبات المتفق عليها من قبل الأطراف في اجتماع لجنة التنسيق. ولاحظوا بقلق القيود التشغيلية التي يواجهها العاملون الإنسانيون في اليمن، معبرين عن بالغ القلق من استمرار تدهور الحالة الإنسانية في كل أنحاء اليمن، إذ إن 80 في المائة من السكان (24 مليون نسمة) يحتاجون الآن إلى المساعدة الإنسانية. ودعوا الأطراف إلى التيسير السريع والآمن من دون عوائق لتدفق الإمدادات الإنسانية ووصول العاملين الإنسانيين إلى كل أنحاء البلاد. وحضوا المجتمع الدولي على النظر في تمويل إضافي لخطة الاستجابة الإنسانية 2019.
كما عبر أعضاء المجلس أيضاً، عن قلقهم إزاء استمرار ورود تقارير من انتهاكات لوقف النار، مطالبين الأطراف باغتنام هذه الفرصة للتحرك نحو سلام مستدام من خلال ممارسة ضبط النفس وخفض التصعيد، واحترام التزامات اتفاق استوكهولم والتحرك إلى الأمام مع التنفيذ السريع. وذكروا بطلبهم من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يقدم تقريراً عن عدم الامتثال، من قبل أي طرف، بالقرارين 2451 و2452. وأبدوا استعدادهم للنظر في تدابير إضافية ضد الذين يعرقلون تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وشدد أعضاء مجلس الأمن في بيانهم على أهمية أن تكفل كل أطراف النزاع حماية المدنيين، بما في ذلك الفئات الأضعف مثل الأطفال، مطالبين كل الأطراف بالوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك احترام مبدأ التناسب والتمييز، والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ودعوا الأطراف إلى مضاعفة الجهود الرامية لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات اتفاق تبادل الأسرى وإنشاء لجنة التنسيق المشتركة في تعز، ملاحظين أن هذه ستمثل خطوات كبيرة لتدابير لبناء الثقة.
كذلك رحبوا بالمشاركة البناءة للأطراف مع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، مشددين على ضرورة انتشارها وتشغيلها بأسرع وقت ممكن. ودعوا الأطراف إلى مواصلة ضمان أمن وسلامة موظفي البعثة، وتسهيل حركتهم السريعة مع معداتهم وإمداداتهم الرئيسية من دون عوائق إلى اليمن وداخله.
وأكدوا ضرورة إحراز تقدم نحو تسوية سياسية شاملة للنزاع، وفقاً لما دعت إليه القرارات والبيانات الرئاسية ذات الصلة من مجلس الأمن، فضلاً عن مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ودعوا الأطراف إلى المشاركة بصورة بناءة مع المبعوث الخاص في الوفاء بالالتزامات المتفق عليها في ستوكهولم، مع تأكيد أهمية المشاركة الكاملة للنساء والمشاركة ذات المعنى للشباب في العملية السياسية.
وجدد أعضاء مجلس الأمن دعواتهم من أجل التنفيذ الكامل لقرارات المجلس، بما في ذلك القرارات 2216 و2451 و2452 والامتثال لبياناتهم، مؤكدين عزمهم على النظر في تدابير إضافية، بحسب الاقتضاء، لدعم تنفيذ كل القرارات ذات الصلة. وشددوا على التزامهم القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
قد يهمك أيضًا:
الإمارات تشدد في مجلس الأمن الدولي على الصلة بين تغير المناخ والأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعًا لبحث الأزمة السياسية في فنزويلا السبت
أرسل تعليقك