دبي - جمال ابو سمرا
جاء استقبال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ضيفه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الإثنين الماضي، في مطار أسمرة بالعناق، معلنا لحظة تاريخية بين البلدين بإنهاء "حالة الحرب" بينهما، ليضعا حدا لعداء استمر نحو 20 عاما، تتويجا لرعاية دولة الإمارات العربية المتحدة للمصالحة بين البلدين، في إطار دبلوماسيتها الهادئة والحكيمة، وجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أجل الوصول إلى نهاية لذلك الصراع الدامي بين البلدين.
وتطورّت العلاقات سريعا بين البلدين توجت بزيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إثيوبيا السبت، مدشنا صفحة جديدة من السلام في منطقة القرن الأفريقي، بفضل الوساطة الإماراتية التي اعتمدت على القوة الناعمة والدبلوماسية الحكيمة التي لطالما عرفت ووصفت بها القيادة الإماراتية الرشيدة، إذ استطاع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحكمة مستقاة من الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أن ينهي خلافا استمر عقدين من الزمان بين إثيوبيا وإريتريا بفضل حسن النوايا والعمل الدؤوب.
وأشاد وزير الخارجية الإثيوبي ورقينه جبيو، بالجهود التي قادها الشيخ محمد بن زايد، والتي أدت إلى التوصل إلى هذا الاتفاق، وأوضح الوزير الإثيوبي أن ما وصل إليه البلدان كان بفضل الجهود التي بذلها كصديق لإريتريا وإثيوبيا، موجها الشكر إليه على الدور البالغ الأهمية الذي لعبه في تحقيق الانفراجة الدبلوماسية بين أديس أبابا وأسمرة.
كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عقد جلسة محادثات رسمية مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، في أديس أبابا، في 15 يونيو/ حزيران الماضي، تناولت تعزيز علاقات الصداقة والتعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكد أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تولي أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع إثيوبيا وبخاصة في ظل البيئة الاستثمارية الجاذبة فيها والتطور الاقتصادي الكبير الذي تشهده. وأشار إلى النمو المتسارع في حجم الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا والمستقبل الواعد لهذه الاستثمارات التي تشمل العديد من المجالات الحيوية التي تهم البلدين الصديقين.
وشدد الجانبان على أهمية مضاعفة المجتمع الدولي جهود تحقيق السلام والأمان في المنطقة والعالم إضافة إلى ترسيخ مفاهيم التسامح والحوار والتعايش المشترك بين مختلف شعوب العالم، كما شهد وآبي أحمد توقيع دولة الإمارات وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية مذكرات تفاهم تهدف إلى تعزيز الشراكات الثنائية والتعاون بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
وجرى بحث مختلف جوانب العلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية وإمكانية تنميتها في مختلف القطاعات الحيوية ذات الاهتمام المشترك وتكثيف التنسيق بشأن إيجاد فرص تعاون جديدة تخدم تطلعات البلدين لتقوية وتوثيق الروابط الثنائية.
واستعرض الجانبان السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية وتنمية التعاون المشترك بين البلدين، كما تم استعراض آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان في ختام اللقاء سعي البلدين إلى تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من أوجه التعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة ويسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.
أرسل تعليقك