ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد تخلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حلف "الناتو"

ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي

الاتحاد الأوروبي
برلين ـ جورج كرم

وقعت مناورة بالدبابات في معسكر سابق للجيش البريطاني في شمال ألمانيا، حيث يشاهد الضباط من قنطرة معدنية هذه المناورات الحية، في الوقت الذي يتدرب فيه الجيش الألماني على أحدث تحديث لدباباته من طراز ليوبارد 2، لكن هذه ليست وحدة عسكرية عادية، حيث إن الطواقم التي تعمل على الدبابات هي مزيج من الجنود الألمان والهولنديين الذين يعملون كلهم تحت قيادة واحدة، فيما يسمى بمحاولة ألمانية لإنشاء جيش أوروبي، هذا ليس مجرد تدريب مشترك، فقد تم دمج الجنود الهولنديين بالكامل في 414 دبابة للجيش الألماني، ويعيشون ويعملون مع نظرائهم الألمان، ويتلقى الجنود الهولنديون أوامر من ضباط ألمان، والعكس بالعكس.

وإذا سألت كبار الضباط عن مهمتهم، فستحصل على البيان الرسمي وهو "دفاع ألمانيا وهولندا يأتي في إطار حلف الناتو"، ولكن إذا سألت أطقم الدبابات، ستحصل على إجابة أبسط، حيث يقول كابت ألكساندر لوفر، الذي يقود فصيلا من أربع دبابات "إنه الدفاع عن أوروبا". ومع التهديد المتجدد للعدوان الروسي في ظل الرئيس فلاديمير بوتين، وتناقض الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن دور الولايات المتحدة كحامية للقارة، بدأت حكومات الاتحاد الأوروبي وجنرالاتها يسألون عما إذا كان بإمكان الكتلة الأوروبية الدفاع عن نفسها.

أوروبا وحيدة وسط نقص التمويل

وحين تسأل أي محلل عسكري، سيكون الجواب القصير هو أن أوروبا لا تستطيع الدفاع عن نفسها، حيث قامت قوات الناتو الألمانية مؤخرا بمحاكاة هجوم روسي على وحدة أمامية في التدريب، وفقا لأحد المصادر، فإن "الروس" يستطيعون التخلص من قوات الناتو الأوروبية في 18 دقيقة فقط، وبالنظر إلى رسائل ترامب المختلطة حول حلف شمال الأطلنطي، فقد وصف التحالف بأنه "عفا عليه الزمن" قبل أن يغير رأيه بعد ذلك، كما رفض في البداية الالتزام بالمادة الخامسة، شرط الدفاع المتبادل، وهذا أمر مثير للقلق.

ويبدأ سيناريو الكابوس بمثل هذا الهجوم على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في بولندا أو إحدى دول البلطيق. ويستحضر حلف الناتو بند الدفاع المتبادل، لكن المادة الخامسة لا تنص على إجراء عسكري، فهي تلزم أعضاء حلف الناتو فقط بتقديم مثل هذه الإجراءات "التي تعتبرها ضرورية".

ويصدر الرئيس ترامب كلمات قوية من الإدانة لروسيا  لكنه غير مستعد لخوض حرب معها، ومع استمرار تقدم القوات الروسية غربا، تُترك أوروبا للاعتماد على جيوشها الخاصة، وبينما تحتفظ روسيا بأكبر ألعابها الحربية منذ الحقبة السوفياتية، فإن عقود من تخفيضات الموازنة منذ نهاية الحرب الباردة قد تركت جيوش أوروبا غير قابلة للتجديد.

وفي وقت سابق من هذا العام، حذرت هيئة الرقابة العسكرية التابعة للبرلمان الألماني من أن القوات المسلحة للبلاد "غير مجهزة للوفاء بالمهام التي تسبقها".

وخلال الحرب الباردة، كان البوندسويهر الألماني الغربي هو خط الدفاع الأول في أوروبا، حيث كان هناك 3787 دبابة ونحو 500 ألف جندي نشط، اليوم لديها 179000 جندي، وفي فبراير / شباط، ظهر أن 95 فقط من دبابات ليوبارد الـ244 المتبقية تعمل، وفي عام 2014، حصل الجيش الألماني على عدد قليل جدا من الأسلحة التي كان على الجنود التدريب على استخدامها، لكن ليس فقط القوات المسلحة الألمانية من قللت من أسلحتها، فقد تخلصت هولندا آخر دباباتها المتبقية في عام 2011.

الحكومات تتطلع إلى تقاسم العبء من خلال التعاون العسكري

ولأنها غير قادرة على تعويض النقص وحدها، فإن الحكومات تتطلع إلى تقاسم العبء من خلال التعاون العسكري، حيث يقول اللفتنانت جنرال يورغ فولمر ، رئيس أركان الجيش الألماني "التعاون الدولي هو الشرط الذي لا غنى عنه لتطوير القوات المسلحة القوية اليوم، لقد تم الاعتراف بهذه الحاجة من قبل جميع الدول الأعضاء في الناتو، وفي حالة الجيش الألماني، يعتبر التعاون الدولي حقيقة ".

وفي العام الماضي وسط ضجة كبيرة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن التعاون المنظم الدائم (Pesco)  بيسكو، وهو إطاره الجديد للتكامل العسكري، لكن البرنامج تعثر بسبب الاقتتال الداخلي بين الدول الأعضاء حول ما ينبغي أن يكون عليه تركيزه، وقد تم تأجيل خطط مشاريع التسلح الرئيسية، وبغض النظر عن اتفاقية الحدود المفتوحة الجديدة للقوات العسكرية، فإن كل ما تم الاتفاق عليه هو سلسلة من مشاريع الحيوانات الأليفة الصغيرة في عدد قليل من الدول الأعضاء، ولكن تبحث البلدان عن طرق بديلة للتعاون.

وبسبب إحباطها من بطء وتيرة "بيسكو"، أطلقت فرنسا مبادرة التدخل الأوروبية الخاصة بها لبناء قوة رد فعل سريع يمكن نشرها في مناطق الاضطرابات في الخارج، وتسعى بولندا، التي يثير قلقها النوايا الروسية على جانبها الشرقي، إلى التوصل إلى اتفاقها الثنائي مع الولايات المتحدة من أجل إقامة القوات الأميركية بشكل دائم في البلاد خارج الناتو، وأشارت إلى أنها على استعداد لاستثمار ما يصل إلى ملياري يورو في الخطة.

رومانيا وجمهورية التشيك يعتزمان اتباع خطى هولندا

وتعتزم رومانيا وجمهورية التشيك اتباع خطى هولندا وإدماج لواء في الجيش الألماني في إطار مفهوم بيسكو. ويقول الجنرال فولمر "نريد أن نصبح أكثر أوروبية، لكننا نريد أن نبقى كذلك عبر الأطلسي، وبالتالي العمل المشترك يعزز الدول الأوروبية والتحالف عبر الأطلسي، سيستمر الجيش في هذا الطريق ويعمل كرائد ونموذج للتنفيذ العملي للإرادة السياسية من أجل تعاون أعمق للقوات المسلحة الأوروبية".

واتهم منتقدو ألمانيا بمحاولة إنشاء جيش أوروبي تحت قيادتها، ولكن يقول فولمرز "إذا كان هناك في نهاية المطاف جيش أوروبي أو جيش لأوروبا، فلا يمكنني أن أقول ذلك، إنها قضية سياسية للحكومات الأوروبية والبرلمانات". ولكن ليس هناك خطأ في أن 414 كتيبة الدبابات هي واجهة للمشروع، هناك تيار مستمر من الزوار إلى المعسكر البريطاني، بما في ذلك ملك هولندا، الذي ظهر في الزي الرسمي وقاد دبابة.

ويقول قائد الكتيبة ماركو نيماير "الأمر يسير على ما يرام، ما فعلناه هنا هو أننا أظهرنا ما يمكن فعله فيما يتعلق بدمج الجنود من جيوش وطنية مختلفة، الآن الأمر متروك للسياسيين ليقرروا أين يذهبون.".

ويقول الميجور كريس سيفرس، القائد الثاني في القوات الهولندية "بالنسبة لهولندا، كانت الفائدة الواضحة هي حصولنا على دبابات من جديد، وبعد تخلي هولندا عن آخر دباباتها في عام 2011، أتاح الدمج مع الجيش الألماني الوصول إلى دبابات ليوبارد الجديدة"، مضيفا "كل ما جلبناه هو زينا ومظهرنا الجيد".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي ألمانيا تقرر إنشاء جيش أوروبي للدفاع عن القارة ضد التوسع الروسي



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates