الفلسطينيون يخشون من انهيار السلطة بسبب اتفاقية أوسلو بعد 25 عامًا على توقيعها
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فشلت القيادات في تأسيس جبهة متماسكة وموحدة من أجل الحصول على الاستقلال

الفلسطينيون يخشون من انهيار السلطة بسبب "اتفاقية أوسلو" بعد 25 عامًا على توقيعها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الفلسطينيون يخشون من انهيار السلطة بسبب "اتفاقية أوسلو" بعد 25 عامًا على توقيعها

مراسم توقيع "اتفاقية أوسلو" في 13 سبتمبر/ أيلول 1993
القدس المحتلة - ناصر الأسعد

احتفل سكان أريحا، عندما تم التوقيع على اتفاقات "أوسلو" للسلام قبل 25 عامًا، واعتبرها الفلسطينيون موطئ قدم لما كانوا يثقون به لتصبح دولتهم الجديدة، حيث يعود تاريخها إلى 11 ألف سنة، وكانت تحت الحكم الذاتي قبل أي مكان آخر في الضفة الغربية، لكن لم يتغير شيء كما كانوا يتوقعون.

الفلسطينيون يخشون من انهيار السلطة بسبب اتفاقية أوسلو بعد 25 عامًا على توقيعها

المستقبل الفلسطيني الرائع الذي استحضرته أوسلو "فخًا مريرًا"
وافتتح كازينو جديد وسط ضجة كبيرة في عام 1998 لإغراء المقامرين الإسرائيليين، وأصبح فارغا منذ عام 2000، عندما تم منعهم من دخول المدينة، ثم حصل المستشفى العام الذي يعود تاريخه إلى عقدين من الزمن على مصعد بفضل تبرع من اليابان، ولعل أشهر مؤسسة للحكم الذاتي في المدينة هي السجن، الذي يخشى على نطاق واسع تحويله إلى زنزانة للسجناء السياسيين.

ولقد أصبح المستقبل الفلسطيني الرائع الذي استحضرته أوسلو، فخا مريرا، فاتفاقات أوسلو، التي تم الكشف عنها لأول مرة في حديقة البيت الأبيض بمصافحة بين الرئيس الإسرائيلي إسحق رابين ونظيره الفلسطيني ياسر عرفات في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، وبلغت ذروتها باعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت إسرائيل قد حظرتها منذ فترة طويلة كمنظمة متطرفة، ومن بين أول الاتفاقيات الرسمية في الجهد التدريجي لحل الصراع الذي مضى عليه قرن من الزمان.

ودعت الأطراف إلى إبرام اتفاق سلام شامل بحلول عام 1999، وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، وبالنسبة لإسرائيل، تحقيق هدف الأرض مقابل السلام الذي طال أمده، ولكن اليوم، ومع ذلك فإن عملية أوسلو محتضرة، لأنها لم تسفر عن اتفاق سلام ولا دولة فلسطينية.

وبشأن إنجازها الأساسي الوحيد الدائم هو السلطة الفلسطينية، التي أُنشئت كحكم ذاتي مؤقت، ولكنها مازالت مستمرة بعد عقدين من تاريخ انتهاء صلاحيتها، قد خطت السلطة خطوات واسعة في توفير الخدمات الأساسية وخلقت فرص عمل لحوالي ربع قوة العمل، لكنها نمت بشكل أوتوقراطي بشكل متزايد وأصيبت باتهامات بالفساد.

اتفاق أوسلو بمثابة كارثة للشعب الفلسطيني
ويعتقد نحو ثلاثة من كل أربعة فلسطينيين أن الظروف أسوأ من قبل توقيع الاتفاقات، حيث قال أحمد ضراغمة، 26 سنة، وهو موظف من طوباس في شمال الضفة الغربية، كان في أريحا ليجتمع بصديق تم إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي "كان اتفاق أوسلو بمثابة كارثة للشعب الفلسطيني، لا يوجد عمل، أعمل لدى السلطة الفلسطينية، رغم أنني أعارضها. "

وإن ما عانت منه السلطة الفلسطينية وانهيار عملية السلام تشهد على مقدار ما كسبته إسرائيل، لقد جعلت أوسلو الفلسطينيين مسؤولين عن ضبط أنفسهم في الضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى تحسينات واسعة في الأمن الإسرائيلي من التطرف في السنوات الأخيرة وبتكلفة قليلة لإسرائيل، لقد أعطت السلطة مسؤولية توفير الخدمات مثل الصرف الصحي والمستشفيات التي كانت ستكلف إسرائيل، كقوة محتلة، مئات الملايين من الدولارات، وقد سمحت لإسرائيل بتأجيل انسحاب أوسع من الضفة الغربية، على ما يبدو إلى أجل غير مسمى، إلا أن ما يجب على الفلسطينيين إظهاره خلال هذه السنوات الخمس والعشرين هو سجل أكثر تشوشا، وحكاية تحذيرية حول الكيفية التي ستتأخر بها الدولة المتأخرة بالفعل ويمكن أن تتحول إلى دولة مرفوضة.

وقال علاء تارتير، وهو مستشار برنامج لشبكة السياسة الفلسطينية "إذا كنا نتحدث عن السلطة الفلسطينية، فقد فشلت فشلا ذريعا، كخطوة نحو تقرير المصير، أو نحو إعمال الحقوق السياسية والإنسانية للفلسطينيين، فقد فشلت مرة أخرى، ولكن إذا كنا نتحدث عن توفير الوظائف كنوع من البيروقراطية، فعندئذ نجحت."

الهجمات المتطرفة تؤدي إلى توتر العديد من الإسرائيليين
وإذا كانت أوسلو قد أخفقت بالفلسطينيين، فإن جزءا من هذا الفشل ينفذ نفسه، أدت زيادة الهجمات المتطرفة بعد توقيع أوسلو، والتي أعقبتها الانتفاضة الثانية التي اندلعت في عام 2000، إلى توتر العديد من الإسرائيليين في عملية صنع السلام، وفي النهاية دفعت إسرائيل إلى تهميش العملية.

ولقد ترك الفلسطينيون في مأزق محزن، حتى عندما فشلت قيادتهم بثبات في تأسيس جبهة متماسكة وموحدة من أجل الاستقلال، وأصبح بيروقراطيو السلطة أكثر فاعلية في إدارة ومراقبة حياة سكان الضفة الغربية.

ولا يزال الشعب الفلسطيني في مأزق عميق بلا جدوى، وتظل احتمالاته خافتة أكثر من أي وقت مضى، وتنقسم الهيئة السياسية، وربما بشكل لا رجعة فيه، بين السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس وحركة فتح التي ينتمي إليها، في الضفة الغربية، وحركة حماس التي عارضت أوسلو وتسعى للقضاء على إسرائيل، في قطاع غزة، تبقى جهود المصالحة فاشلة.

والسيد عباس في الثمانينيات من عمره ومريض، ليس لديه خليفة واضحة، تم انتخابه مرة واحدة فقط في عام 2005، وهو الآن في السنة الرابعة عشرة لما كان من المفترض أن يكون حكمه لمدة أربع سنوات فقط، بعد أن أخرج منتقديه، أصبح أكثر قمعا للمعارضة، حتى على موقع "فيسبوك."

وفي إسرائيل، يلاشى معسكر السلام الذي دعم أوسلو بسبب موجات العنف، ويناقش الجناح اليميني المهيمن ما إذا سيكون لإدارة الاحتلال هيمنة إلى الأبد أو إعلان النصر وضم الكثير من أراضي الضفة الغربية، وزيادة عدد المستوطنين الإسرائيليين هناك، في ما يعتبره الكثير من العالم انتهاكا للقانون الدولي، حيث تضاعف العدد أكثر من ثلاثة أضعاف، ليصل إلى حوالي 400 ألف مستوطن، ويعيش 200000 آخرين في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل والتي يدعي الفلسطينيون أنها عاصمة لهم في المستقبل.

وبما أن العالم العربي غير مهتم إلى حد كبير بالوصول إلى مساعدة الفلسطينيين، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقلب المبادئ الأساسية لكل من حاول التوسط في السلام، وهو يتفاخر بأنه أخذ القدس "خارج مائدة المفاوضات" من خلال الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، ويعمل على تقليل مشكلة اللاجئين عن طريق محاولة تجريد أحفادهم من وضع اللاجئين، ورفض حتى تأييد حل الدولتين، وهو الهدف الذي قاد الفلسطينيين إلى أوسلو في المقام الأول.

الفلسطينيون عالقون بعد التعلق بحلم أوسلو
وكل ذلك يترك الفلسطينيين عالقين، بعد أن سعوا وراء حلم أوسلو، والآن أصبحوا في غرفة مغلقة، الترتيب الأمني لأوسلو هو الذي أعطى الفلسطينيين المسؤولية عن الأمن الداخلي، ولكن بالتنسيق مع إسرائيل، وبالتالي خفض الاتفاق الحاجة إلى قيام الجنود الإسرائيليين بدوريات في مناطق معادية للضفة الغربية، وحماية قيادة السلطة ضد حماس.

لكنها أيضا تلقي قوات الأمن الفلسطينية، والقيادة كمتعاونين في نظر العديد من الفلسطينيين الذين يرون مكاسب قليلة من مساعدة إسرائيل على حماية نفسها، ويريد سبعة من كل 10 فلسطينيين وقف التنسيق الأمني، وفقا لاستطلاع جديد أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.

ومن الناحية الاقتصادية أيضا، يخدم الترتيب الحالي مصالح إسرائيل، فالجهات المانحة للسلطة الأجنبية تدعم الخدمات الحكومية في الضفة الغربية، مما يعفي إسرائيل من الالتزام بالفلسطينيين، وفي هذا السياق، قال ناثان ثيرال، مدير المشروع العربي الإسرائيلي في مجموعة الأزمات الدولية "لديك مجموعة كاملة من الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يعتمدون على  السلطة الفلسطينية في كل شيء، والآن يبدون خوفًا حقيقيًا من إمكانية مساهمة أوسلو في انهيار السلطة الفلسطينية.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون يخشون من انهيار السلطة بسبب اتفاقية أوسلو بعد 25 عامًا على توقيعها الفلسطينيون يخشون من انهيار السلطة بسبب اتفاقية أوسلو بعد 25 عامًا على توقيعها



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية

GMT 21:47 2020 الخميس ,13 شباط / فبراير

موديلات عباية مخصّرة تفضلها النجمات

GMT 08:04 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"نينتندو" تطلق لعبة "Mario Kart Tour" رسمياً لمنصتي "أندرويد" و"iOS"

GMT 02:24 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

9 أسباب تجعلك تشرب حليب القرفة كل ليلة قبل النوم

GMT 19:53 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في لبنان اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2019
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates