واشنطن ـ يوسف مكي
ولد جان فيليب أبو زيد في 28 أكتوبر/تشرين الأول من العام 1951 ، في أسرة لبنانية مسيحية، وهاجر أجداده من قرية "مليخ" قضاء جزين في جنوب لبنان إلى كاليفورنيا في أواخر القرن التاسع عشر. اهتم والد أبو زيد الذي كان "ميكانيكياً " عامل صيانة في البحرية الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية، بتربيته بعد أن توفيت والدته بالسرطان وهو طفل صغير.
تخرَّج أبو زيد من الأكاديمية العسكرية الأميركية المرموقة في "وست بوينت" في نيويورك، عام 1973، وحصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة "هارفارد"، كما درَّس في "جامعة عمَّان" في سبعينيات القرن الماضي، وتخرج منها وهو يتحدث العربية بطلاقة.
حمل لقب "العربي المجنون"
عُرف أبو زيد بين زملائه بلقب "العربي المجنون" والخبير بشؤون الشرق الأوسط. وشغل الجنرال اللبناني الأصل مناصب سياسية وعسكرية كثيرة. فقد كان الرجل الثاني في القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط أثناء "غزو العراق" عام 2003.
أعد خلال دراسته في جامعة "هارفارد"، أطروحة عن سياسات المملكة العربية السعودية الدفاعية، ونالت إعجاب وتقدير نداف سفران، مدير "مركز دراسات الشرق الأوسط" في الجامعة.
واحتفظ سفران بنسخة من تلك الأطروحة المؤلفة من 100 صفحة، قائلاً :"لقد كانت هذه الأطروحة من أفضل ما رأيت منذ مسيرة عملي في "هارفارد" منذ أكثر من 30 عاماً".
تجربة غزو العراق.
كُلف أبي زيد من قبل الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الأبن، بالذهاب إلى قاعدة "العديد" في قطر عام 2003، وكان ذلك قبل يومين فقط من "الغزو الأميركي" للعراق.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" يتمتع أبي زيد بتأييد معظم مسؤولي الإدارة الأميركية، إذ يرى هؤلاء أنه "أكثر الجنرالات خبرة في الشؤون العربية".
وتولى أبي زيد عام 1991، قيادة فرقة من المظليين نفذت عمليات أمنية في إقليم كردستان العراق ضد القوات العراقية خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين.
وبحسب صحيفة "فاينانشال تايمز"، قام أبو زيد بتحويل فرقة عسكرية مدربة من أجل القتال إلى فرقة لحفظ السلام في المناطق الكردية التي كانت تشهد مواجهات بين الجنود العراقيين والبشمركة الكردية".
خرج من تجربة العراق بمهارات جديدة، وبحسب مقال نشره عام 1993 في مجلة "ميليتري ريفيو" قال : "كان على الجنود أن يفهموا قوانين اللعبة ودرجة النظام المطلوبة بشكل جيد من أجل الحفاظ على هدوئهم في أكثر الظروف صعوبة واستفزازاً". وأضاف:" حصلت أخطاء في تجربتنا تلك، لكننا خرجنا منها بدروس علمتنا كيف نحفظ السلام".
أرسل تعليقك