سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية، على مناطق جديدة في مديرية نهم شرق صنعاء، عقب معارك عنيفة مع مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأكدت مصادر ميدانية أن الجيش الوطني سيطر على ثلثي النهدين وصالح، وعلى أجزاء واسعة من منطقة قرن ودعة المرتفعة المطلة على الطريق الرئيسي، الذي يربط نهم بالعاصمة صنعاء، مشيرًا إلى أن المعارك أدت إلى مقتل 12 من الحوثيين وأسر ثمانية آخرين.
ودعا الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، أفراد الجيش وأبناء القبائل إلى تفويت الفرصة على مليشيات الحوثي ومن خلفها إيران اللتين قال إنهما تسعيان للزج بهم في حروب عبثية على إخوانهم اليمنيين. وطالب الأحمر، أبناء محافظة صنعاء بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم إلى الاصطفاف خلف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في مواجهة الفوضى التي تسعى مليشيات الحوثي لنشرها.
وقُتل 33 من مليشيا الحوثي وقوات صالح خلال المعارك الدائرة منذ يومين في مديرية نهم شرق صنعاء، موضحة أن عشرة من أفراد الجيش والمقاومة قُتلوا في تلك المعارك. وتتركز المعارك حاليًا في منطقة وادي "محلي". وتسعى قوات الجيش للتقدم إلى الطريق الرئيسي الواصل إلى صنعاء لقطع الإمدادات عن ما تبقى من مواقع الحوثيين. وفي مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء، قصّفت قوات الجيش الوطني بالمدفعية معسكر الصمع. وتزامنًا مع هذه التطورات، تدور معارك شرسة بين الجانبين قرب معسكر التشريفات شرقي مدينة تعز.
وأعلن محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي عن انشقاق مقاتلين من جماعة الحوثي وانضمامهم في صفوف الشرعية، قائلًا إنهم باتوا أكثر قناعة من ذي قبل "بأن الميليشيات ليس لها مشروع غير القتل والدمار، وأن المشروع الظلامي الذي عبث باليمن أرضًا وإنسانًا يدفع كل ذي عقل إلى الاختلاف معه والوقوف ضده".
وسلم عدد من المقاتلين والقيادات الميدانية أنفسهم إلى المحافظ العكيمي، معلنين انشقاقهم عن جماعة الحوثي وانضمامهم إلى صفوف الشرعية، بينهم القيادي محمد الاهنوم أحد أقرباء القيادي الحوثي سام الملاحي المعين من قبل الانقلابين محافظًا للجوف. وكان العكيمي دعا قبل أيام، أبناء القبائل إلى مغادرة صفوف الانقلابين والعودة إلى جادة الصواب والالتحاق بصفوف الشرعية.
وقالت مصادر عسكرية يمنية إن قوات الجيش اليمني واصلت هجماتها المباغتة على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في محافظات إقليم تهامة، إذ شنّت هجمات في مدينة الحديدة ومديرية باجل التابعة للمحافظة، استهدفت خلالها عناصر من الميليشيات، وقصّفت القوات هجومها على نقطة تفتيش للميليشيات في منطقة الخشم، في محافظة حجة، إلى جانب وادي بن علي في مديرية الشغادرة، وأسفرت الهجمات عن وقوع قتلى وإصابات في صفوف الميليشيات.
ودعا محافظ محافظة الحديدة، رئيس اللجنة التنسيقية لمحافظي إقليم تهامة، عبد الله أبو الغيث، جميع الهيئات الإنسانية والإغاثية، لإنقاذ نازحي محافظة حجة، التابعة لإقليم تهامة، وانتشالهم من كارثة إنسانية تعصف بهم. وطالب في بيان "جميع المنظمات المحلية والدولية بالالتفات لكارثة المجاعة والتشرد التي تعصف بنازحي حرض وميدي وبكيل المير وحيران ومستبا وعبس، جراء تهجيرهم من منازلهم ومزارعهم، من قبل ميليشيات الحوثي وصالح التي انقلبت على الشرعية وفرضت حروبًا بالجملة ضد أبناء الإقليم التهامي خصوصًا واليمن عمومًا".
وتجدّدت المواجهات في مناطق التماس بين محافظتي لحج وتعز، عقب محاولات فاشلة لميليشيات الحوثي وصالح اختراق جبال ومواقع استراتيجية، تحت سيطرة مقاتلي الجيش اليمني بمديرية المضاربة، وباب المندب شمال غربي محافظة لحج. وأوضح أحمد الصبيحي المتحدث باسم جبهات الصبيحة، أن القوات خسرت اثنين من مقاتليها أمس وهما فهد عبد الله المحولي وصفوان مريبش المحولي، إثر إصابتهما بقذائف استهدفت مواقع الجيش اليمني بمنطقة المشرف المحاذية لمنطقة الاحيوق، في حين سقط قتلى من ميليشيات الحوثي وصالح إثر رد مدفعية الجيش في المنطقة ذاتها. وفي جبهات كهبوب الاستراتيجية المطلة على ممر الملاحة الدولية باب المندب؛ تواصل قوات الجيش اليمني عملياتها العسكرية في التصدي للميليشيات والتقدم ناحية مديرية ذباب التابعة لمحافظة تعز.
وعلى صعيد تطورات الجبهات في مناطق بيحان في محافظة شبوة (شرق البلاد)، تتواصل المواجهات بشكل متقطع في بيحان العليا وعسيلان، عقب فشل الميليشيات في إحراز أي تقدم في المناطق النفطية التي تمثل العمق وتربط محافظة شبوة، في محافظات مأرب والبيضاء وحضرموت. وكشفت مصادر محلية وعسكرية، عن تحركات واستعدادات مكثفة تجريها قيادات قبلية وعسكرية في بيحان ومحافظة شبوة، بعد التغيرات الأخيرة التي أجراها الرئيس منصور هادي، بتعيين قيادات عسكرية رفيعة في اللواءين 19 و21 مشاة في بيحان، ومعلومات عن انطلاق حملة عسكرية ضخمة، لتحرير ما تبقى من مناطق مديريتي بيحان وعسيلان من 16 مديرية تضمها محافظة شبوة منها 95 في المائة تحت سيطرة قوات الشرعية اليمنية. وتأتي تلك التطورات في ظل الانتصارات المتتالية التي تحققها قوات الجيش اليمني، في جبهات نهم بمحافظة صنعاء وفي الجوف وصعدة وميدي والبيضاء.
وتواصل قوات الجيش اليمني تقدمها إلى معسكر التشريفات، شرق تعز، بعد تقدمهم إلى أسوار المعسكر وسيطرتهم على مبان كانت تتمركز بها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، علاوة على إفشالها لمحاولات الميليشيات المتكررة، في مختلف جبهات القتال الغربية والجنوبية والشمالية، للتقدم إلى مواقعها واستعادة مواقع تم دحر الميليشيات منها. وتمكنت قوات الجيش اليمني من نزع الكثير من العبوات الناسفة، التي كانت معدة للتفجير في مدرسة صلاح الدين، المجاورة لمعسكر التشريفات التي يفصل بينهما الشارع الرئيسي، الذي يصل إلى بوابة القصر الجمهوري، حيث كانت معدة للتفجير في المدرسة ومحيط المدرسة، في حين استكملت تطهير المبنى الثاني من المدرسة.
وأوضح الرئيس عبد ربه منصور هادي، أن حضرموت لا يمكن أن تكون بيئة جاذبة للتطرف والإرهاب. والملف الأمني والاقتصادي كان أبرز ما ناقشه الرئيس هادي في اجتماعه بالسلطة المحلية والتنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية في حضرموت. وأكد أن المحافظة تتعافى اليوم من الإرهاب، مشيرًا إلى أن الميليشيات الانقلابية لم تدخلها، ولكن حضرموت عانت من وطأة عدو آخر هو الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تم التخلص منها أخيرًا.
أرسل تعليقك