أنقرة ـ جلال فواز
يصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، يوم الخميس المقبل، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة رسمية تستغرق يومَين لبحث آخر التطورات الإقليمية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية. ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء، بن علي يلدرم.
وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يبحث البلدان تنسيق جهودهما لدعم المعارضة السورية في مواجهة هجوم لقوات الأسد على حلب بدعم من روسيا منذ انهيار وقف إطلاق النار في سورية. وتسعى الحكومة التركية إلى تعزيز التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي، عبر محاولات الوصول إلى اتفاقيات تجارة حرة وتعزيز الفرص الاستثمارية المتبادلة.وسبق أن صرح كبير مستشاري وكالة دعم وتشجيع الاستثمارات في رئاسة الوزراء التركية، مصطفى كوصو، مؤخرًا، أن حكومة بلاده ستبحث مع المملكة العربية السعودية، ملف توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، في أقرب وقت ممكن. وأضاف أن الحكومة التركية ستعلن عن حزمة من الحوافز والتسهيلات للمستثمرين الخليجيين، قبيل نهاية العام الجاري، لتعزيز استثماراتهم في البلاد.
ويصل عدد الشركات السعودية المستثمرة في تركيا إلى أكثر من 700 شركة، بإجمالي استثمارات تصل إلى أكثر من ملياري دولار؛ وفقًا للحكومة التركية. وسبق أن أعلنت الحكومة عن تقديم تسهيلات وميزات خاصة بالمستثمرين السعوديين، الراغبين في الاستثمار في مجال الصناعة في تركيا؛ كالإعفاء الضريبي والجمركي، والأرض المجانية، والقروض الميسرة.
وشهدت العلاقات السعودية التركية، منذ أكثر من عام ونصف، نقلة نوعية، تجلت عبر التقارب والتنسيق حول إدارة أزمات المنطقة وتهيئة الأرضية لتعزيز التحالف الإسلامي، واتخاذ مواقف أقل حدة، لإعادة رسم ملامح العلاقات، بما يضمن بقاء الأزمات المحيطة بالرياض وأنقرة تحت سيطرة الدولتَين المحوريتَين في المنطقة.
ومنذ وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم في المملكة، مطلع العام 2015، نشطت الدبلوماسية التركية لإعادة فتح العلاقات بين البلدين، في محاولة لكسر عزلتها الإقليمية بعد أن حولت تركيا معظم جيرانها العرب إلى أعداء.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أعرب عن "أمله في أن تستمر علاقات الصداقة بين الشعبين التركي والسعودي حتى يوم القيامة، وتمنى أن تتطور هذه العلاقات في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية بشكل مستمر". جاء ذلك في تصريحات صحفية عقب مشاركته في حفل استقبال أُقيم أنقرة بمناسبة الذكرى الـ84 لليوم الوطني للمملكة.
وأضاف قورتولموش أن "تركيا والسعودية دولتان مهمتان في المنطقة ولديهما علاقات صداقة قديمة" معبراً عن سعادته بالمشاركة في اليوم الوطني السعودي.
أما السفير التركي لدى العاصمة السعودية الرياض يونس دميرر، فقد سبق أن أشاد بوقوف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً إلى جانب تركيا في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف الشهر الماضي. وأوضح دميرر أنّ المواقف الرافضة التي تبنّتها المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً، تجاه محاولة الانقلاب الفاشلة، كانت واضحة وصريحة، مشيراً أنّ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أعلن دعمه وتضامنه مع تركيا، من خلال اتصاله شخصياً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما ثمّن دميرر مواقف الإعلام السعودي الذي تابع أحداث محاولة الانقلاب عن كثب، مبيناً أنّ السعوديين أعربوا عن امتنانهم حيال تضحيات الشعب التركي والجهود التي بذلتها الدولة لإفشال محاولة الانقلاب، وذلك من خلال منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً أنّ الشعب السعودي أشار وبقوة إلى أنّ استقرار تركيا يعادل استقرار المنطقة برمتها.
أرسل تعليقك