بغداد ـ نهال قباني
تعدّ مدينة "تل أعفر" غرب الموصل، مركزًا لمعركة الهيمنة على شمال العراق، بين تركيا وإيران، لا سيما أنها كانت تمثل القاعدة الأمامية للدولة العثمانية في العراق، وأن غالبية سكان المدينة من التركمان، وأصبحت مركزًا لقادة "داعش" في الوقت الجاري، فهي محط أنظار العالم منذ انطلاق معركة الموصل.
وجاء ذلك عقب تحرك مقاتلي الميليشيات الشيعية المدعومين من إيران، لقطع خطوط الإمداد التي تصل إلى مقاتلي "داعش" في الموصل من سورية، لكن تحرك الميليشيات الشيعية إلى غرب الموصل في اتجاه تلك المدينة، سيؤدي إلى تحرك تركيا إلى الداخل العراقي بصورة أعمق، لمشاركة متداخلة الأطراف لتحرير الموصل.
ومنذ انطلاق المعركة على مدى أسبوعين، أصبحت الميليشيات الشيعية مثار للجدل في تلك المعركة التي تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قبل انطلاقها، بأن يكون دور الميليشيات الشيعية ثانوي بسبب تاريخهم في الانتهاكات ضد القرى والمدن السنية التي يدخلونها، لكن الواقع أنهم يتحركون نحو دخول المدينة.
وتعتبر الميليشيات الشيعية تابعة على الورق للجيش العراقي، لكنها ترجع بصورة مباشرة إلى إيران في أهم قراراتها، إضافة إلى تاريخها من العمليات الوحشية ضد المسلمين السنة في المدن العراقية، لا سيما تلك التي تم تحريرها من قبضة "داعش" في السابق.
وتشتكي مجموعات حقوقية من التجاوزات والانتهاكات السابقة التي تمت على يد الميليشيات الشيعية في المدن العراقية. وتصّر تركيا على أن يكون لها دور كبير في معركة تحرير الموصل، وترى أنه يجب عليها أن تضمن عدم تعرض المواطنين السنة في مدينة تل أعفر، لأي أذى على يد الميليشيات الشيعية، وتسعى إيران لذات الهدف وتريد السيطرة على المدينة، التي كان يوجد بها عدد كبير من الشيعة قبل سقوطها في يد "داعش".
أرسل تعليقك