كييف - صوت الإمارات
صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن ضربة صاروخية روسية دمرت برجا تلفزيونيا في خاركيف في إطار مساعي الكرملين المستمرة لترهيب ثاني أكبر مدينة بأوكرانيا، التي تعرضت في الأسابيع الأخيرة لهجمات متكررة على نحو متزايد.
وقال زيلينسكي في كلمة ألقاها مساء الاثنين إن الغارة سعت إلى "جعل الرعب مرئيا للمدينة بأكملها ومحاولة الحد من اتصال خاركيف ووصولها إلى المعلومات".
تقع خاركيف شمال شرقي أوكرانيا على خط المواجهة الذي يبلغ طوله قرابة 1000 كيلومتر، حيث تخوض القوات الأوكرانية والروسية معركة منذ أكثر من عامين، مع غزو موسكو واسع النطاق لأوكرانيا.
ولم يتغير خط المواجهة إلا قليلا وسط حرب استنزاف تركزت في الغالب على المدفعية والطائرات المسيرة والخنادق. منذ أواخر مارس/آذار، كثفت روسيا ضغوطها على خاركيف بهدف استغلال نقص منظومات الدفاع الجوي في أوكرانيا، وقصفت شبكة الكهرباء المحلية وأصابت بنايات سكنية.
يوم الإثنين، ضرب صاروخ روسي من طراز ”كيه اتش-59″ برج التلفزيون الذي يبلغ ارتفاعه 250 مترا في خاركيف، ما أدى إلى انشطاره إلى نصفين تقريبا وإيقاف البث.
وقال مركز أبحاث مقره في واشنطن إن روسيا ربما تتطلع إلى شن هجوم بري على خاركيف. وأوضح “معهد دراسة الحرب” في تقييم له أن الكرملين ”يشن عملية جوية وإعلامية منسقة لتدمير مدينة خاركيف، وإقناع الأوكرانيين بالفرار، وتهجير ملايين الأوكرانيين داخليا قبل عملية هجومية روسية محتملة في المستقبل على المدينة أو في مكان آخر بأوكرانيا”.
وأضاف المعهد أن الوصول المتوقع لمساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا من شركائها الغربيين في الأسابيع المقبلة ربما دفع روسيا إلى تكثيف هجماتها قبل وصول المساعدات، وأن محاولة الاستيلاء على خاركيف وقتها من شأنها أن تشكل ”تحديا كبيرا” لقوات الكرملين. ولتجنب هذا، فإن القيادة العسكرية الروسية ”ربما تحاول تدمير مدينة خاركيف بضربات جوية وصاروخية وبطائرات مسيرة، والدفع من أجل نزوح داخلي واسع النطاق للمدنيين الأوكرانيين”، وفقا للمعهد.
في هذا الصدد، يعود مجلس الشيوخ الأميركي إلى واشنطن للانعقاد يوم الثلاثاء للتصويت على مساعدات حربية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا بعد أشهر من التأجيل.
وقال زيلينسكي إن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد له أن المساعدات ستشمل قدرات طويلة المدى وقدرات مدفعية.
وأضاف ”هناك أربع أولويات أساسية: الدفاع عن السماء، والمدفعية الحديثة، والقدرة بعيدة المدى، وضمان وصول حزم المساعدات الأميركية في أقرب وقت ممكن”. بيد أن أنباء أقل بهجة جاءت من الاتحاد الأوروبي، إذ لم تعط الدول الأعضاء التي تمتلك منظومات الدفاع الجوي ”باتريوت” إشارة واضحة يوم الإثنين على أنها قد تكون على استعداد لإرسالها إلى أوكرانيا، التي تسعى بشدة للحصول على ما لا يقل عن سبع من بطاريات الصواريخ.
من ناحية أخرى، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، صباح الثلاثاء، أن روسيا أطلقت 16 طائرة مسيرة من طراز ”شاهد” وصاروخين باليستيين من طراز ”إسكندر-إم” فوق المناطق الجنوبية والوسطى بأوكرانيا.
وأضافت أنه تم اعتراض جميع الطائرات المسيرة إلا واحدة. وفي أوديسا، أصيبت بناية سكنية خلال الهجوم الذي وقع أثناء الليل، ما أدى إلى إصابة تسعة أشخاص، حسبما قال حاكم المنطقة، أوليغ كيبر، على تطبيق ”تليغرام” يوم الثلاثاء. وأضاف كيبر أن من بين المصابين رضيعان، وطفلان يبلغان من العمر 9 و12 عاما.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك