واشنطن ـ يوسف مكي
يبدأ ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الاثنين، زيارة عمل رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبار المسؤولين في الادارة الأميركية الجديدة، تتناول تطورات الوضع في المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية عشية القمتين العربية والاسلامية والأميركية اللتين ستستضيفهما المملكة العربية السعودية.
وترتبط الإمارات بعلاقات حيوية ومتينة وشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحظى بدعم متواصل من قيادة البلدين، وهناك حرص على دفعها بشكل مستمر إلى الأمام، بما يحقق الخير لشعب البلدين الصديقين. وتعد زيارة الشيخ محمد بن زايد الحالية لواشنطن الثالثة خلال العامين الماضيين، إذ قام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية في شهر أبريل/نيسان 2015، ثم شارك في القمة الخليجية الأميركية في منتجع "كامب ديفيد" الرئاسي الأميركي في 14 مايو/ايار 2015، وشكلت تلك الزيارات نقلة نوعية في مسار العلاقات الإماراتية - الأميركية، كما أكدت في الوقت ذاته التقدير الأميركي لدور الإمارات ومواقفها المسؤولة والمتوازنة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وعملت دولة الإمارات على توسيع وتنويع خيارات تحركها السياسي على الساحة الدولية، وتعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى والقوى الإقليمية المؤثرة والناشئة في آسيا وإفريقيا وأميركا وغيرها. وتأتي الولايات المتحدة الأميركية في طليعة القوى الكبرى التي تستهدف دولة الامارات تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية معها في المجالات كافة، بالنظر إلى ما تمثله من أهمية كبرى، لكونها تعد قوة دولية فاعلة في تفاعلات النظام الدولي، خاصة بالنسبة إلى قضايا منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عما تمتلكه من خبرات متقدمة في العديد من المجالات التكنولوجية والنووية والفضاء، وهي المجالات التي يمكن لدولة الإمارات الاستفادة منها وهي تمضي بخطى ثابتة نحو اقتصاد المعرفة.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات العربية المتحدة، ولها سفارة فيها منذ عام 1974، وطيلة هذه المدة شهدت العلاقات نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعسكرية. وشهدت العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة في هذا الإطار دفعة جديدة خلال المرحلة الأخيرة، برزت من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، التي تميزت بدعم الإمارات للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب.
وترتبط دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية بعلاقات تعاون وثيقة ومتميزة، تعززت بصورة كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، يعبّر عنها تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين، وحرص واهتمام البلدين على الاستمرار في تعزيز وتطوير تلك العلاقات، في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتا البلدين لتطوير العلاقات الثنائية، وبما يسهم في تحقيق المصالح والمكاسب المشتركة.
وأكدت سفارة الإمارات في واشنطن أن دولة الإمارات والولايات المتحدة تشتركان في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، وعلى مدى السنوات الـ25 الماضية تعاونت الإمارات والقوات الأميركية على ستة محاور من التحالفات العسكرية، بدءاً من حرب الخليج الأولى إلى كوسوفو وأفغانستان وليبيا والمعركة الحالية ضد "داعش".
وتشير التقارير إلى أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة تشهد تطورات كبيرة ومثمرة خلال السنوات الماضية، بما يؤكد حرص قيادة البلدين على دفع وتعزيز تلك العلاقات في كل المجالات، فيما يعد حوار السياسات الاقتصادية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية فرصة مهمة لبحث المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتعريف بالإجراءات المحددة فيما يخص أي سياسات أو مشاريع قيد التنفيذ، وتم منذ انعقاد حوار السياسات الاقتصادية الأول تحقيق العديد من الإنجازات، ومنها استضافة دبي الدورة الثالثة للقمة السنوية العالمية لريادة الأعمال، وتطبيق نظام التأشيرة الجديد الخاص بمواطني دولة الإمارات الراغبين في زيارة الولايات المتحدة الأميركية، وتوقيع مذكرة تفاهم بين كل من مصدر ومجلس دبي الاقتصادي مع بنك الصادرات والواردات الأميركي.
وفي الاجتماع الخامس العام الماضي 2014 لحوار السياسات الاقتصادية بين الإمارات والولايات المتحدة، بحث المسؤولون من الجانبين أساليب تسهيل السفر بالطرق القانونية إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتعزيز البيئة التنظيمية، وإضفاء الطابع الرسمي على آليات ربط الأعمال التجارية الأميركية بمنظمات التدريب والتطوير في دولة الإمارات، واستكشاف فرص التعاون في المجالات التجارية الرئيسة كالطاقة والرعاية الصحية.
أرسل تعليقك