أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الأيادي متحدة والقلوب متوحدة وفريق العمل الإماراتي يعمل بروح واحدة، ودولة الإمارات العربية المتحدة ترحب بالعالم في «إكسبو دبي 2020».
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تدوينة عبر «تويتر»: «بدأ العد التنازلي لإكسبو.. أكبر حدث تستضيفه الإمارات... الأيادي متحدة.. القلوب متوحدة.. فريق العمل الإماراتي يعمل بروح واحدة.. سنسطر قصة جديدة للإمارات.. سنستضيف العالم.. وسندهش الشعوب».
إلى ذلك نشر حساب «تويتر» الرسمي لأخبار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تدوينة له جاء فيها: «مع أخي محمد بن راشد، الإمارات ترحب بالعالم في إكسبو دبي 2020، محطة جديدة مرتقبة في مسيرة نهضتنا الحضارية».
وتتضافر جهود جميع الوزارات والجهات الحكومية المحلية والاتحادية، بالإضافة إلى مشاركة فعالة من شركات القطاع الخاص لصنع إنجاز عالمي جديد بتوقيع دولة الإمارات في 20 أكتوبر 2020، حيث سترحب الإمارات بالعالم أجمع في احتفالية إنسانية لا تتكرر في إكسبو دبي، وترسخ مكانتها المرموقة كملتقى عالمي تتواصل عبره العقول ويصنع فيه المستقبل لتحقيق السلام الازدهار للبشرية جمعاء، وسيتحول موقع الحدث إلى حاضنة للابتكار والتواصل، ليترك لدولة الإمارات والمنطقة والعالم إرثاً مستداماً ونموذجاً لمجتمع قائم على التسامح والحب والشمول للجميع.
وخلال مسيرتها التنموية الاستثنائية أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم كل ما يمكن تحقيقه من إنجازات إذا ما اجتمعت الرؤية والعزيمة، ومن هنا يسعى «إكسبو 2020 دبي» إلى ممارسة دوره في إلهام الأجيال القادمة لإطلاق شرارة الإبداع والابتكارات التي سترسم ملامح مسيرة التقدم البشري في المستقبل.
وتحمل الإمارات في جعبتها حزمة من المفاجآت والإنجازات القياسية غير المسبوقة في سجل الحدث العالمي، والتي سيكتشفها العالم مع انطلاق الفعاليات في 20 أكتوبر 2020، إذ ولأول مرة في تاريخ إكسبو الدولي، ستتيح الإمارات لكل دولة من 192 دولة مشاركة في إكسبو 2020 جناحاً مستقلاً، ولأول مرة ستكون أجنحة الدول موزعة وفقاً لاختياراتها من بين الموضوعات الفرعية للحدث، وليس حسب موقعها في العالم، وبذلك سيكون «إكسبو دبي» الأكثر تنوعاً على الإطلاق في تاريخ هذا الحدث الدولي الممتد منذ 168 عاماً.
وستعرض البلدان المشاركة في أجنحتها محتوى وتجارب مرتبطة بالمواضيع الفرعية لإكسبو 2020، بالإضافة إلى عرض إنجازاتها الوطنية وطموحاتها وثقافاتها. وستساهم البلدان أيضاً في فعاليات برامج إكسبو عبر المشاركة في العروض في المساحات العامة المنتشرة في الموقع.
وتعمل الإمارات على أن يكون إكسبو 2020 الأكبر في تاريخ معارض إكسبو الدولية من حيث عدد الزوار الدوليين والأكثر تنوعاً وشمولية، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة زوار الحدث القادمين من خارج الدولة 70% من إجمالي الزوار، لتمثل أكبر نسبة زوار من خارج الدولة المُضيفة في تاريخ معارض إكسبو الدولية.
وستفتتح الإمارات في إكسبو 2020 الباب على عالم من العجائب والأمل أمام ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم. وعلى مدى 6 أشهر، ستقدم الدولة الكثير لجميع الزوار من مختلف الجنسيات والأعمار والاهتمامات.
تشجيع الابتكار
وعبر الشعار الرئيسي للحدث «تَواصُل العقول وصُنع المستقبل»، تبني الإمارات منصة غير مسبوقة لتشجيع الإبداع والابتكار والتعاون العالمي في مجالات الفرص والتنقل والاستدامة، وهي الموضوعات الفرعية لإكسبو 2020 دبي، وذلك انطلاقاً من رؤية طموحة لا تعرف المستحيل تحشد الطاقات والإمكانات لإقامة حدث دولي يحتفي بإمكانيات التعاون البشري، ويلهم الزوار للتأثير بشكل إيجابي على البشر في كافة أرجاء المعمورة على المدى البعيد.
وتشكل موضوعات إكسبو الفرعية محركات مترابطة للتقدم، فموضوع الفرص يتمحور حول مهمة الكشف عن فرص جديدة للأفراد والمجتمعات، ومساعدتهم على تحقيق متطلباتهم اليومية وإلهامهم لتحقيق تطلعاتهم للمستقبل. وعبر موضوع التنقل، سيتم التركيز على توفير الوصول السهل إلى المعرفة والأسواق والابتكار بالعمل على الحلول والتقنيات التي تسهل حركة الأشخاص والأفكار والبضائع. فيما سيتم الأخذ بعين الاعتبار حماية البيئة والحفاظ عليها لأجيال المستقبل من خلال تحقيق المزيد بأقل أثر بيئي، وهو الموضوع الفرعي الثالث الاستدامة.
وسجل موقع إكسبو 2020 مراحل متقدمة، حيث تم إنجاز جميع الأعمال الإنشائية الرئيسية بشكل كامل، بما يشمل البنية التحتية التي اكتملت بنسبة 100% مع وجود بعض الأعمال المجدولة للفترة التي تسبق انطلاق فعاليات الحدث، التي تشمل وضع الطبقات الأخيرة من الأسفلت ووضع العلامات والإشارات الطرقية.
وتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية في ساحة الوصل التي تشكل الساحة المركزية في الموقع بشكل كامل، فيما يجري حالياً تركيب الألواح على هيكل القبة، التي ستنعكس عليها العروض الضوئية خلال الحدث، كما يجري تركيب أجهزة العرض الضوئي، وبحسب الجدول الزمني، سيتم الانتهاء من إنجاز ساحة الوصل بشكل كامل في أبريل المقبل، بما يشمل جميع مكوناتها من توصيلات كهربائية وضوئية ومرافق وحدائق ومسطحات مائية وغيرها.
وسيتم إنجاز جميع الأعمال الإنشائية لأجنحة موضوعات التنقل والاستدامة والفرص بنهاية العام الجاري، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الأعمال الداخلية في هذه الأجنحة ونقل المعروضات ومواد العرض الخاصة بكل جناح، وبحلول أبريل 2020 سيتم الانتهاء من جميع هذه الأجنحة على أن تنطلق بعدها عملية التشغيل التجريبية لغاية سبتمبر المقبل.
وشهد شهر /آيارمايو الماضي الإعلان عن اكتمال الأعمال الإنشائية في مناطق الموضوعات الـ 3، والتي تضم 86 مبنى متعدد الاستخدامات تتوزع على 3 بتلات هي الفرص والاستدامة والتنقل، التي تمثل الموضوعات الثلاثة لإكسبو 2020 دبي، وتم تسلم شهادات إنجاز من بلدية دبي. ويتم حالياً الانتهاء من التصاميم الداخلية بالتعاون مع الدول التي توجد أجنحتها ضمن أبنية المناطق، على أن يتم الانتهاء من جميع التصاميم وتنفيذها بحلول يوليو 2020، بالإضافة إلى فترة الاختبارات التشغيلية بعد إنجاز أعمال التصميم لغاية سبتمبر، ويشمل ذلك الأجنحة المستقلة التي تقوم الدول ببنائها، والتي تصل إلى 84 جناحاً، وبدأت ما يقارب 30 دولة إنشاءات أجنحتها في حين لا تزال أجنحة بعض الدول الأخرى في مرحلة التصميم، كما باشرت طيران الإمارات وإينوك وموانئ دبي العالمية بناء أجنحتها.
وسيتم الإنجاز الكامل لكل من قرية إكسبو ومركز دبي للمعارض ومركز التسوق، التي تقع جميعها خارج المنطقة المسورة لإكسبو 2020، بحلول الشهر الثاني من العام المقبل، وتضم قرية إكسبو التي يتولى مركز دبي التجاري العالمي تطويرها 2200 وحدة سكنية ستخصص للإيجار بشكل كامل للمشاركين في إكسبو 2020 خلال فعاليات الحدث على امتداد 6 أشهر
تنوع
ويشغل موقع إكسبو 2020 دبي مساحة إجمالية قدرها 4.38 كيلومترات مربعة، فيما ستشغل المنطقة المسوّرة في المعرض حوالي 2 كيلومتر مربع من موقعه، ويزخر الحدث بأيقونات معمارية متنوعة يأتي في مقدمتها جناح دولة الإمارات الذي يمتد على مساحة طابقية تصل إلى 1500 متر مربع، ويشكل أحد المعالم البارزة في الموقع والجناح الأكبر فيه، ومن المتوقع أن يجذب أعداداً كبيرة من الزوار. والجناح مُصمم على شكل صقر في وضع الطيران يتحرك جناحاه هيدروليكياً.
وسيستعرض الجناح القصة الرائعة لدولة الإمارات منذ أن كانت ملتقى الطرق قديماً بين الشرق والغرب، إلى أن أصبحت مركزا عالميا نشطا اليوم من خلال التعاون وتبادل المعرفة. ويحكي الجناح قصة الدولة كمركز تواصل عالمي، مؤكداً على رؤية قادة الدولة لإقامة مجتمع متقدم ومسالم بخطط طموحة للمستقبل. وستحتفي الفعاليات الضخمة في الجناح بالثقافة الإماراتية وإنجازاتها. ويبلغ ارتفاع الجناح 4 طوابق وتبلغ مساحته الإجمالية 1500 متر مربع. وسيضم مساحة مخصصة للضيافة في الطابق العلوي ومعارض تعرض الثقافة الإماراتية والإنجازات.
أيقونة هندسية
وتأتي ساحة الوصل كأيقونة هندسية جوهرية، إذ تشكل المركز الرئيسي للحدث وقلبه النابض باعتبارها نقطة تتوسط الموقع للالتقاء والتواصل والاحتفالات الرئيسية. وتغطي الساحة التي يبلغ قطرها 130 متراً قبة فولاذية يصل حجمها إلى 724 ألف متر مكعب وارتفاعها إلى 67.5 متراً، متجاوزاً طول برج بيزا المائل في إيطاليا. وستشكل قبة الوصل شاشة عرض مبتكرة بنطاق 360 درجة، وستوفر تجربة غامرة لملايين الزوار خلال إكسبو 2020 دبي. ويصل وزن المُكوّن الفولاذي في تاج قبة ساحة الوصل إلى 550 طناً، وبطول 22.5 متراً.
وتشكل أجنحة الموضوعات الـ 3 المتمثلة في الفرص والتنقل والاستدامة ركيزة أساسية في موقع الحدث، حيث سيوفر جناح التنقل فرصة مثيرة ومُحفزة للفكر، وسيعرض كافة أشكال التنقل وأنواعه عبر العصور، وكيف أثر تطور التنقل في التقدم البشري منذ أن خطونا أولى خطواتنا خارج أفريقيا وحتى العالم الرقمي المترابط في عصرنا الحالي. ويسلط الجناح الضوء على ابتكارات الإنسان ودوافعه لتحسين الحياة التي مكنته من أن يصل إلى ما وصلنا إليه، وسنستمر في ذلك بتطبيق علوم الرياضيات والفلك في الاستكشاف؛ فهناك عقول عظيمة تمكنت في الماضي من تطبيق تلك العلوم لرسم خرائط كوكب الأرض والمعالم الجغرافية، وهو ما وفر لنا جميعاً دقة أكبر سهلت من عملية الاستكشاف ولقاء ثقافات جديدة وتبادل المعلومات والأفكار والثقافات والبضائع.
وسيصحب جناح الفرص الزوار في جولة لاكتشاف الذات والصحوة، لإبراز الدور المهم الذي يمكن أن يؤديه كل فرد للمساهمة في إحداث التغيير من أجل عالم مستقبلي أفضل. ستمكّن هذه التجربة الزوار من فهم التحديات العالمية التي تواجه البشرية من خلال إطار أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالماء والغذاء والطاقة. ويدعو الجناح الزوار ليكونوا جزءاً من المهمة العالمية حتى عام 2030 وتعريفهم على ثلاثة مرشدين، أفراد ملهمين كان لأعمالهم الصغيرة تأثير إيجابي على مجتمعهم. وأخيراً، يوفر جناح الفرص دعوة للعمل، ويطلب من كل زائر أن يصبح جزءاً من مهمة عالمية لصنع مستقبل أفضل للجميع.
تواصل
وأما جناح الاستدامة «تيرّا» فسيكتشف إمكانية اكتفاء المباني ذاتياً فيما يهدف إلى التأثير على آلاف الزوار من خلال تمكينهم من فهم الأثر البيئي للخيارات التي يتخذونها يومياً. ويدعو إكسبو الزوار من خلال الجناح إلى إعادة التواصل مع العالم الطبيعي المُدهش في كل مكان، وإلى التمعن في خطورة الوضع البيئي الراهن، والتفكّر بأنفسهم؛ ليتخذوا قرارات أكثر وعياً.
ويُشكل الجناح قطعة مُبتكرة وفريدة من الهندسة المعمارية التي وصلت إلى أقصى حدود التصميم المُستدام، ويستكشف الجناح أحدث التقنيات التي تُسلط الضوء على الفرص المُتاحة للبشر لكي يعيشوا في تناغم مع البيئة الطبيعية. وصُمم المبنى ليكون مُطابقاً لمواصفات معيار لييد (LEED) البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء، وهو أعلى معيار للهندسة المعمارية في الاستدامة.
وجرى تطوير الجناح باستخدام نهج التصميم السلبي وأحدث تقنيات المباني الخضراء، ويطبق الجناح أعلى المعايير الممكنة للاستخدام الفعال وإعادة الاستخدام للطاقة والمياه. فقد استخدم أكثر من 2800 لوح لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس بقوة إنتاج أربعة غيغاوات ساعة سنوياً، فيما سيضمن النظام الرمادي لإعادة استخدام المياه عدم هدر قطرة مياه واحدة كُلما أمكن إعادة استخدامها.
6300
يُغطي جناح الاستدامة «تيرّا» ومحيطه مساحة تقدر بحوالي 6300 متر مربع، ويمكن لـ 4400 زائر أن يتجولوا فيه كل ساعة في زيارة مدتها 45 دقيقة تقريباً. وسيبقى الجناح لما بعد إكسبو 2020 دبي كمركز علمي ومركز للأطفال، ليحمل رسالة الاستدامة إلى المُقِيمين والسياح.
قد يهمك أيضًا :
محمد بن زايد آل نهيان يفتتح "منطقة الحصن" وسط العاصمة أبوظبي
محمد بن زايد يستعرض التعاون مع شركتي "تاليس" و"إل 3 تكنولوجيز"
أرسل تعليقك