تواصلت الاشتباكات بوتيرة عنيفة في منطقة "تلول الصفا" عند الحدود الإدارية لريف دمشق مع بادية السويداء، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، وسط عمليات قصف من قبل القوات الحكومية السورية على مناطق سيطرة التنظيم وتواجده، ترافقت مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، تمكنت على إثرها القوات الحكومية السورية من تحقيق من التقدم في المنطقة، ومعلومات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال.
وتزامن استمرار الاشتباكات مع محاولات التوصل لتوافق والتقدم في خطوات عملية الإفراج عن المختطفين والمختطفات من ريف السويداء، حيث وردت معلومات عن طلب تنظيم "داعش" فدية مالية عن كل مختطف ومختطفة لديه، ومطالبته بأسرى للتنظيم موجودين في معتقلات النظام وسجونه. وجاءت هذه المطالبات بعد عرقلة عملية إعدام التنظيم، للمواطنة ثروت فاضل أبو عمار، لعملية التفاوض التي كانت متقدمة ونجحت في الإفراج عن 27 طفلاً ومواطنة مختطفات لدى مجموعات مسلحة في السويداء، فيما كان رصد المرصد السوري اعتصامات وتظاهرات في المدينة، منذ 48 ساعة، مع مطالبات للنظام بالإسراع في الإفراج عن المختطفين خشية إعدام المزيد منهم، فيما شهدت الساعات الـ 24 الأخيرة تصاعد وتيرة الاشتباكات ومقتل عناصر وضباط من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، ما رفع إلى 311 على الأقل تعداد القتلى من عناصر تنظيم "داعش" ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت، بينما ارتفع إلى 166 على الأقل، عدد عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من "حزب الله" اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة الى ضباط برتب مختلفة من القوات الحكومية السورية أعلاهم برتبة لواء، كما تسببت الاشتباكات بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لدمار وأضرار في ممتلكات مواطنين، كذلك وثق المرصد السوري 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، أعدموا من قبل تنظيم “داعش” وأطلق النار عليهم، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآ
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر يوم الأربعاء، أن محافظة السويداء تشهد تبعات عملية الإعدام التي طالت إحدى مختطفات السويداء لدى تنظيم "داعش"، متمثلة بانسحاب لجنة التفاوض الرئيسية، في مسألة مختطفي ومختطفات محافظة السويداء والمؤلفة من الدكتور سامر أبو عمار، – الدكتور سعيد العك، -الأستاذ أسامة أبو بكار، -الأستاذ عادل الهادي، وجاء هذا الانسحاب وفق ما أكدته مصادر موثوقة للمرصد السوري على خلفية عدم تواصل الروس والنظام معهم، وعدم وجود أقنية اتصال مع تنظيم “داعش”، بالإضافة للأسباب التي أوردتها اللجنة في بيان وردت إلى المرصد السوري نسخة منه والذي جاء فيه:: "عملنا جاهدين للوصول إلى النتائج المرجوة، والتي كنا نتمنى أن تكلل بإطلاق سراح المختطفين، ولكن للأسف لم نصل إلى هذه النتيجة، وذلك لأسباب عديدة أهمها عدم إرسال الجهة الإرهابية الخاطفة، أية مطالب ليتم عرضها ومناقشتها، وكانت المعوقات التي واجهتها اللجنة عديدة، ولا مجال لذكرها الآن، ولهذا نعلن اعتذارنا عن الاستمرار بعملنا، وإننا إذ نعتذر عن متابعة مهامنا كلجنة، فإننا نضع أنفسنا كأفراد في خدمة هذه القضية، ومستعدون للتعاون مع أية جهة تعمل لتحقيق هذا الهدف النبيل".
استمرار الاشتباكات بين "داعش" و"قسد"
وفي محافظة دير الزور، تواصلت الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة بالتحالف الدولي من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جنسيات سورية وغير سورية من جهة اخرى، على محاور في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث استمرت الاشتباكات في منطقة موزان بمنطقة السوسة، في الجيب الأخير للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث تمكنت قوات قسد من تحقيق تقدماً في المنطقة، بغطاء من عمليات القصف المكثف، بعد أن سيطرت على مساحات واسعة من المنطقة، وتمكنها من فتح طريق من منطقة موزان يصل بين بلدة الباغوز وبادية دير الزور، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة على محاور القتال بين طرفي الاشتباك، في محاولة من قوات سوريا الديمقراطية تحقيق مزيد من التقدم ومحاولة النظيم صد هذا التقدم، ومعلومات مؤكدة عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، فيما كان المرصد السوري نشر قبل ساعات أنه ارتفع إلى 222 على الأقل عدد مقاتلي وقادة تنظيم "داعش"، الذين قتلوا في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، كما ارتفع إلى 119 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، من عناصر قسد الذين قضوا في الاشتباكات ذاتها، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة
قصف جوي وبري يستهدف "داعش" شرقي نهر الفرات
كذلك نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم الخميس الـ 4 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، عمليات قصف جوي وبري طالت مناطق في الجيب الأخير لتنظيم “داعش” عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن الطائرات التابعة للتحالفف الدولي بدأت بقصف مناطق في الجيب الخاضع للتنظيم قبيل منتصف ليل أمس، عقب سماع دوي صوت انفجار يرجح أنه ناجم عن تفجير التنظيم لسيارة مفخخة على خطوط التماس بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم “داعش”، حيث شوهدت سيارتا إسعاف تنطلق نحو مناطق تواجد النقاط الطبية العسكرية، حاملة عدداً من الجرحى، ولا يعلم ما إذا كان هناك مقاتلون قضوا في التفجير.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان توجه رتل للتحالف الدولي مؤلف من 6 عربات عمر و4 شاحنات محملة بالصواريخ والمواد اللوجستية، نحو المناطق المتاخمة للجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، في حين تتواصل الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية وعناصر التنظيم في محوري الشجلة والسوسة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ضمن المحاولات المستمرة لقسد بغية تحقيق تقدم في المنطقة، فيما يسعى التنظيم لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية، ومنع "قسد" والتحالف الدولي من تحقيق مزيد من التقدم، والذي يهدف لإنهاء وجود التنظيم في شرق الفرات، عبر السيطرة على جيبه الأخير، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 24 ساعة الفائتة، بالصوت والصورة، استقدام التحالف الدولي لمجموعات عسكرية من قوات المارينز الأمريكية، إلى محيط هجين، حيث جرى استقدامهم على متن طائرة عسكرية حطت بالقرب من منطقة هجين، وحملت الطائرات على متنها جنود من التحالف الدولي بالإضافة لمعدات عسكرية، بالتزامن مع المعارك المستمرة في المنطقة وهجمات النظيم المعاكسة التي تهدف لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف خصومه، ومعلومات مؤكدة عن تسبب الاشتباكات على محاور السوسة والباغوز بسقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، كذلك كانت تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال المعارك المتواصلة من إلقاء القبض على 6 على الأقل من تنظيم “داعش” بينهم امرأة ومن ضمنهم من جنسيات سورية وآسيوية وجزائرية.
عملية اختطاف تطال قيادياً في جيش مقاتل عامل في ريف إدلب واتهامات توجه لهيئة تحرير الشام باعتقاله بعد سلسلة اختطافات سابقة شهدتها المحافظة ومحيطها
وفي محافظة إدلب أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحين مجهولين اختطفوا قيادياً في جيش إدلب الحر، من ريف معرة النعمان في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، حيث رصد المرصد السوري اختطافه خلال تواجده في أرضه الزراعية في منطقة كفرنبل بريف معرة النعمان، دون معلومات عن الجهة التي اختطفته، وسط اتهامات لهيئة تحرير الشام بتنفيذ عملية الاختطاف واقتياده إلى أحد مقاره، في حين كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 3 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري من العام 2018، أنه جرت عملية خطف جديدة جرت في مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي الإدلبي، حيث أقدم مجهولون على خطف مواطن من أمام أحد المساجد في المدينة فجر اليوم الأربعاء الـ 3 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري، كذلك جرى أمس الثلاثاء، اختطاف شقيقين اثنين من قبل مسلحين مجهولين، في منطقة معارة أخوان في شمال إدلب، وذلك ضمن تصاعد عمليات الخطف والاعتقالات في محافظة إدلب على وجه الخصوص، منذ اعتقال هيئة تحرير الشام للمحامي (ياسر السليم) في الـ 22 من شهر سبتمبر الفائت من العام الجاري حيث جرى اعتقاله برفقة شخص آخر، لتعود وتفرج على الآخر وتبقي على السليم معتقل لديها دون معرفة مصيره حتى اللحظة.
كما أن المرصد السوري رصد خلال الفترة هذه 15 حالة اعتقال، تمثلت باعتقال تحرير الشام لياسر السليم عقبها عدة حالات اعتقال وخطف حتى يوم الأربعاء الماضي، إذ اعتقلت تحرير الشام رجلاً من قرية جوزف في جبل الزاوية الواقعة في القطاع الجنوبي واقتادته إلى سجن العقاب، كما اعتقلت الهيئة اثنين من النشطاء في قرية كنصفرة بجبل الزاوية، كما جرى خطف مدني من قبل مجهولين عند طريق سراقب – كفرعميم، وخطف شقيقين اثنين في معرة أخوان، ورجل جرى خطفه من قبل مجهولين قبل أن يتم العثور على جثته بعد يومين مرمية أمام منزله في بلدة كفرنبل، وقيادي من هيئة تحرير الشام جرى خطفه وقتله وفصل رأسه عن جسده في منطقة عين شيب غرب مدينة إدلب، و5 أطفال جرى خطفهم في منطقة القياسات، وأخيراً حادثة الخطف التي تمت اليوم في مدينة خان شيخون فجراً بحق رجل.
وأكد السليم أن الكثيرين طلبوا منه حذف المنشور، فيما أكد بأنه "دعوة لإسقاط النظام وليست للمصالحة معه"، وأنه لن يقوم بحذف المنشور حتى وإن جرى سجنه في سجن العقاب التابع لهيئة تحرير الشام، والذي يعد أحد السجون سيئة الصيت، وتحدث السليم في منشور آخر، أن "البديهيات لا تحتاج لذكرها، وكيف لمن يدعو لسقوط الأسد أن يتبنى فكرة المصالحة معه"؟!، وحذر المخبرين من عدم رفع تقارير إلى الجهات الأمنية و"أن النظام السوري" لم يستطع سجنه رغم الأخطار في بادية انطلاقة الثورة، فيما تسود حالة من التوتر والتخوف على حياتهما.
أرسل تعليقك