نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس، دور الانعقاد العادي الرابع والأخير من الفصل التشريعي الـ17 للمجلس الوطني الاتحادي، بحضور سمو أولياء العهود ونواب الحكام والشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين.
وبدأ الافتتاح بوصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كان في استقباله رئيس المجلس وأعضاء اللجنة التي شكّلها المجلس لاستقبال سموّه، بعدها انتقل إلى قاعة زايد، حيث استهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم تلاوة آيات عطرة من كتاب الله الحكيم، تفضّل بعد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإعلان افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الـ17 بالنطق السامي، متمنياً لأعضائه التوفيق في أداء مهامهم.
وعقب ذلك تمت تلاوة المرسوم الاتحادي رقم 159 لسنة 2022، بدعوة المجلس الوطني الاتحادي للانعقاد في دوره العادي الرابع من الفصل التشريعي الـ17، الذي جاء نصّه: «نحن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد الاطلاع على الدستور، وبناءً على ما عرضه رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وموافقة مجلس الوزراء رسمنا بما هو آتٍ.. المادة الأولى: يدعى المجلس الوطني الاتحادي إلى الانعقاد في دوره العادي الرابع من الفصل التشريعي الـ17، صباح الاثنين الموافق 21 نوفمبر من عام 2022. المادة الثانية: على رئيس المجلس الوطني الاتحادي تنفيذ هذا المرسوم، وينشر في الجريدة الرسمية».
وألقى رئيس المجلس الوطني الاتحادي، كلمة افتتاحية أعرب فيها عن تقدير أعضاء المجلس بتفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بافتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السابع عشر إيذاناً ببدء صفحة جديدة من مسيرة العمل التشريعي والرقابي في الدولة.
وقال غباش: «بهذه المناسبة يطيب لي أن أرحب بكم جميعاً ويشرفني ويسعدني أن ارفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، حفظهم الله جميعاً، على الدعم المتواصل للمجلس بما يُمكّنه دوماً من عمله على أكمل وجه، سيراً على ذات النهج الذي أرساه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسون طيب الله ثراهم جميعاً، من قيّم ومبادئ مازالت محفورة في وجداننا، وتأكيداً على مضي القيادة الرشيدة في تدعيم مؤسسات الاتحاد وتقويتها».
وأضاف: «لقد آثرت أن أبدأ كلمتي بما تؤكد عليه دوماً قيادتنا الرشيدة من أنه سيظل منهج راحة المواطن وسعادته ورعايته الأساس في كل خططنا نحو المستقبل، وأن التنمية الاقتصادية هي الأولوية وأن السيادة والأمن مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه، فكما نعيش هذا النهج واقعاً حيّاً بحكم أن المواطن الإماراتي كان وسيظل محور اهتمام ورعاية قيادة الدولة، فإنه قناعة من المجلس الوطني، بذلك طوال أدوار انعقاده الثلاثة المنتهية وفي كل مناقشاته المستفيضة والمتعمقة لمشاريع القوانين وللموضوعات العامة، حرص على أن يكون أكثر قرباً وتجاوباً مع قضايا الوطن والمواطن، حيث يعمل بتنسيق كامل وبتوافق مستمر مع الحكومة لأداء مهامه التشريعية والرقابية على نحو تحظى فيه بوافر اهتماماته قضايا التعليم ونوعيته ومستواه، والإسكان والرعاية الصحية والتوطين، وتوفير البنية التحتية بكامل خدماتها، وما يرتبط بتنمية المجتمع ورعاية كل فئاته».
وتابع غباش: «كما يؤكد المجلس دوماً على الدور المحوري لاقتصاد دولتنا بوصفه مصدراً من أهم مصادر قوتها وريادتها العالمية، وبوصفه الركيزة الأساسية لتوفير كل متطلباته الحديثة والكريمة التي يعيشها المواطنون والمقيمون على أرضها.
وكذلك فإن المجلس حاضر وفاعل في الدبلوماسية البرلمانية مع قطاع عريض من دول العالم وبالتنسيق المستمر مع وزارة الخارجية لتعزيز المكانة المتميزة والمشرّفة التي تحظى بها الدولة بين كافة دول العالم، وتأكيداً لسياسة الدولة في التسامح والتعايش والتعاون مع الآخرين لتحقيق السلم والأمن الدوليين، ومؤكداً أيضاً على أن للدولة سيفاً ودرعاً متمثلاً في قواتنا المسلحة الباسلة التي تحمي حدودها وتصون كرامتها».
وأوضح أن «المجلس يدرك أن عملاً جاداً ينتظر الأعضاء جميعاً ليبدأ به خمسينية جديدة من عمر الدولة يستهدون فيها بالمبادئ العشرة التي توافقت عليها القيادة الرشيدة»، مشيراً إلى أنه «بالرغم مما يعانيه الوضع الدولي من مشكلات عديدة يشهدها ويعيشها الجميع، فإنه يكفي للوصول إلى أهداف الدولة تكاتف الشعب الوفي وراء قيادته المخلصة الرشيدة نحو هدف واحد وضعه الآباء المؤسسون ويستكمله الأبناء المخلصون، وهو أن تظل الإمارات وطن الأمن والأمان والسلام والرخاء وحصناً حصيناً بقيادة لا تعرف إلا النجاح تلو النجاح وبشعب أخلص لوطنه ولقيادته ويؤكد ممثلوه في المجلس الوطني الاتحادي العهد والوفاء لتلك القيادة لكي تدوم بلادنا دار عز وفخر».
عقب انتهاء مراسم افتتاح دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الـ17، تم رفع الجلسة، وقام أعضاء المجلس بتوديع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام والشيوخ وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين.
وشهدت الجلسة الإجرائية التي أعقبت الجلسة الافتتاحية انتخاب كل من عضوي المجلس، أحمد عيسى الكشف وسمية سالم السويدي، مراقبين للمجلس، فيما جري تشكيل لجان المجلس العامة، وهي: لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية والطعون، ولجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية، ولجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية، ولجنة شؤون التقنية والطاقة والثروة المعدنية، ولجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام، ولجنة الشؤون الصحية والبيئية، ولجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، ولجنة الشؤون الإسلامية والأوقاف والمرافق العامة، ولجنة الشكاوى.
11 مرسوماً اتحادياً
اطلع المجلس على 11 مرسوماً اتحادياً بالتصديق على اتفاقات ومعاهدات دولية أبرمتها الحكومة، كما اطلع على ثماني رسائل صادرة للحكومة تتضمن طلب المجلس الموافقة على مناقشة ثمانية موضوعات عامة هي «سياسة الحكومة بشأن السلامة الغذائية، واستراتيجية الحكومة في شأن البحث والتطوير، وسياسة الحكومة بشأن معايير وبرامج منح الزواج وبرامج تأهيل المقبلين على الزواج، وسياسة الحكومة بشأن الطفولة والتعليم المبكر، وسياسة الحكومة بشأن تعزيز مشاركة المواطنين في القطاع الصحي، وسياسة الحكومة بشأن تنظيم التعليم العالي الخاص، وسياسة الحكومة في شأن الذكاء الاصطناعي، واستراتيجية الحكومة في شأن تطوير البنية التشريعية والتنظيمية لدعم القطاع الصناعي».
5 مشاريع بقوانين
اطلع أعضاء المجلس على خمسة مشاريع بقوانين اتحادية واردة من الحكومة أحيلت بقرار من رئيس المجلس إلى اللجان المعنية، منها اثنان تمت إحالتهما إلى لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام، هما مشروع قانون اتحادي بشأن تنظيم الهيئة العامة للرياضة، ومشروع قانون اتحادي بشأن الرياضة، وثلاثة مشاريع قوانين أحيلت إلى لجنة الشؤون الصحية والبيئية، وهي «مشروع قانون اتحادي بتعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم (4) لسنة 2015 في شأن المنشآت الصحية الخاصة، ومشروع قانون اتحادي بشأن تعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم (10) لسنة 2002 في شأن مزاولة مهنة الطب البيطري، ومشروع قانون اتحادي بشأن مزاولة بعض المهن الصحية».
دقيقة حداد
استهل المجلس الوطني الاتحادي جلسته الإجرائية الأولى، أمس، بالوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على روح عضو المجلس الوطني الاتحادي الراحل، علي جاسم آل علي، رحمه الله، تلاه أداء العضو خالد عمر راشد الخرجي، اليمين الدستورية عضواً في المجلس، خلفاً للمرحوم العضو علي جاسم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
منح أكاديمية ومكافآت مالية لمتفوقي الثانوية العامة في دبي
محمد بن زايد يهنئ سلطان عمان بذكرى اليوم الوطني
أرسل تعليقك