طرابلس ـ فاطمة سعداوي
شهدت العاصمة الليبية طرابلس ليل الخميس الجمعة، توترًا أمنيا شديدًا جراء تجدد الاشتباكات المسلحة بين بعض المليشيات في حي السياحية شهدت تبادلا عنيفًا لإطلاق النار، بين الأطراق المتصارعة. وأفاد مصدر أمني محلي بأن الاشتباكات وقعت بين "لواء الحلبوص مصراته" والقوة المتحركة الأمازيغية، فيما حدثت اشتباكات على طريق المطار بين مليشيات "أبوسليم" التي يقودها اغنيوة الككلي الذي يسيطر على هذه المنطقة ومليشيات صلاح البركي.
وأفاد شهود عيان سماع تبادل للذخيرة الحية وتحرك لسيارات الإسعاف، في محيط الاشتباكات، وشهدت منطقة تاجوراء اشتباكات بين مؤيدين للجيش وأفراد من مليشيات محسوبة على "الإخوان" والجماعة الليبية المقاتلة. وأكدت مصادر خروج شباب من تاجوراء بقيادة العميد ناصر تاجوري فى مسيرات احتجاجية.
وفي سرت، أكد مصدر طبي في المستشفى الميداني أن المستشفى استقبل قتيلين و15 جريحًا من قوات "البنيان المرصوص" جراء مواجهات الخميس مع عناصر تنظيم "داعش"، في محور حي مساكن شعبية الجيزة البحرية في المدينة. وقال المصدر مساء الخميس، إن قوات "البنيان المرصوص" سيطرت على مواقع تنظيم "داعش" في الحي، وهم يحاصرون من تبقى من عناصره في آخر معقل لهم.
وكان مستشفى مصراتة المركزي أعلن في وقت سابق أمس عبر صفحته على موقع "فيسبوك" إنه استقبل شهيدًا واحدًا قضـي في الاشتباكات ضد تنظيم داعش الإرهابي بمدينة سرت، و8 جرحى من مصراتة، زليتن، طرابلس، الخمس، وإصاباتهم متفاوتة بين خفيفة ومتوسطة وحرجة.
وأعلن المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" أن طلائع المشاة لقواته تقدمت أمس في منطقة الجيزة البحرية آخر معاقل تنظيم "داعش" في مدينة سرت، بعد قصف مركز بالمدفعية الثقيلة والدبابات لمواقع التنظيم صباح الخميس.
وفي طرابلس، أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، الخميس، استبعاد 24 من أعضائه، بينهم رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين، لرفضهم الاعتراف بـ"اتفاق الصخيرات" الموقع في المغرب نهاية العام الماضي برعاية أممية.
وقال النائب الثاني لرئيس المجلس محمد امعزب في بيان، إنه تم استبعاد 24 عضوًا من المجلس لرفضهم اتفاق الصخيرات، وتمسكهم بشرعية المؤتمر الوطني. وأوضح أن المستبعدين من أعضاء المؤتمر الوطني العام ممن رفضوا الالتحاق بالمجلس الأعلى للدولة، ومن بينهم نوري بوسهمين، رئيس المؤتمر. وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد محاولات من المجلس الأعلى للدولة حث هؤلاء الأعضاء على الالتحاق بالمجلس، ولكنها باءت بالفشل.
يشار إلى أن اتفاق الصخيرات يقضي بأن يلتحق أعضاء المؤتمر الوطني العام بالمجلس الأعلى للدولة الذي يرأسه عبد الرحمن السويحلي، والذي يعتبر بمثابة هيئة استشارية عليا لكافة مؤسسات الدولة، بما فيها الحكومة.
وفي روما، قال وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، إن بلاده تسعى الى إحلال الوحدة في ليبيا عن طريق إقامة اتصالات بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، فائز السراج، والقائد العام في الشرق المشير أركان حرب خليفة حفتر.
وجاء حديث جينتيلوني خلال مداخلة له في "جامعة لويس" في العاصمة الإيطالية روما، مساء الأربعاء، في إطار سلسلة الاجتماعات مع الوزراء التي تنظمها الجامعة. وأكد الوزير الإيطالي في حديثه أمام الحضور أن "لإيطاليا دورًا ومصلحة في هذه القضية"، لأن "معظم المهاجرين الذين يصلون في بلادنا يصلون إليها عبر ليبيا"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "آكي."
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، قد صرح مطلع الأسبوع الجاري بأنه مستعد للقاء خليفة حفتر، وأي شخصية سياسية أو عسكرية لحل الأزمة الليبية.
وسط ذلك، فتحت العديد من المدارس في مدينة بنغازي الليبية أبوابها أخيرا، وعلت الفرحة وجوه الطلبة الذين أجبروا قسرا على ترك مقاعد الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وشهد يوم أمس إقبالا على الدراسة في مدارس الإناث والذكور في المدينة، حيث انتظم الطلبة في الطابور الصباحي قبيل دخولهم إلى فصولهم، وهو مشهد غاب كثيرا عن مدارس نبغازي.
وكان اليوم الدراسي الأول في مدرسة الشعلة الاثنين الماضي، متأخرا نحو شهرين عن الموعد المتعارف عليه لفتح المدارس في مطلع سبتمبر/ايلول. وقالت نائبة مديرة مدرسة "الشعلة "الإبتدائية في المدينة أماني العقوري إن هناك إقبالًا رائعًا وغير متوقع، حتى أن هناك طلبة غير مسجلين جاءوا ليلتحقوا بالدراسة. وأشارت إلى أن الاستقرار الأمني له دور كبير في انتظام الدراسة، معبرة عن أملها في عدم عودة الاضطرابات إلى المدينة.
وتحدثت معطيات رسمية ليبية في وقت سابق عن تضرر 124 مدرسة من جراء الاشتباكات في المدينة، وحرم القتال نحو 63 ألف طالب من الذهاب إلى مدارس في المدينة خلال العامين الماضيين.
أرسل تعليقك