شنت فصائل سورية معارضة وأخرى متطرفة هجوماً عنيفاً على مواقع استعادة قوات النظام السيطرة عليها شمال حماة وسط البلاد، تزامنًا مع استمرار الغارات الروسية والسورية على شمال غربي البلاد في منطقة «خفض التصعيد» بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «هجوماً عنيفاً بدأته مجموعات وفصائل أخرى على مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الجبين وتل ملح والحماميات بريف حماة الشمالي، حيث دارت معارك عنيفة بين الطرفين، وسط عمليات تمهيد مكثفة بأكثر من 340 قذيفة وصاروخاً مستهدفة كلاً من كفرنبودة والقصابية وتل هواش والحماميات والجبين وتل ملح والمغير ومحردة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريفي حماة وإدلب، بالتزامن مع إشعال العشرات من الإطارات المطاطية مستفيدة من دخانها الكثيف في محاولة للتشويش على الطائرات التي تحوم في سماء المنطقة».
وأشار «المرصد» إلى أن «طائرات النظام الحربية شنت غارات جديدة على بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، كما ارتفع إلى 22 عدد الغارات التي نفّذتها الطائرات الحربية الروسية على كلٍّ خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وحصرايا والزكاة واللطامنة وأطرافها شمال حماة، ودير سنبل بجبل شحشبو، في وقت ارتفع إلى 45 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على قرية الأربعين بريف حماة الشمالي، ومحور كبانة ضمن جبل الأكراد، وخان شيخون ومحيط كفرسجنة وكفرعين وتل عاس والهبيط والشيخ مصطفى في ريف إدلب الجنوبي. كما ارتفع إلى 460 عدد القذائف التي أطلقتها قوات النظام، أمس الخميس، على الشيخ مصطفى وكفرسجنة والهبيط وخان شيخون وعابدين وأم الصير وترملا في القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، ولطمين والصياد وكفرزيتا واللطامنة والزكاة بريف حماة الشمالي».
اقرأ أيضاً :
بشار الأسد يدعو إلى تطبيق اتفاق روسيا وتركيا بشأن محافظة إدلب
وكان «المرصد» قد أشار إلى أن 1122 شخصاً «قُتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة (خفض التصعيد) في 30 أبريل (نيسان) الفائت، بينهم 352 مدنياً بينهم 84 طفلاً و76 مواطنة».
وقُتل عشرة مدنيين في شمال غربي سوريا، الأربعاء، في قصف للقوات السورية، حسب «المرصد». وقال إن الغارات الجوية وأعمال القصف أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم طفلان في بلدة كفرعويد في محافظة إدلب.
وتجمع أهالي وأقرباء الضحايا في مقبرة البلدة بعد ظهر الأربعاء لمواراتهم الثرى في مقبرة جماعية. وجُمعت أشلاء أحد الطفلين ووُضعت في صندوق قبل دفنها، وفق مصور لوكالة الصحافة الفرنسية. وغُطى جثمان الطفل الآخر بغطاء أزرق مطرز.
وقُتلت امرأة في قصف طال ريف حماة الشمالي الذي تسيطر عليه فصائل جهادية، وفق «المرصد». كذلك قُتلت امرأة وطفلاها وأصيب زوجها، وفق «المرصد»، عندما استهدفتهم غارة جوية وهم يستقلون دراجة نارية في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي.
وتأتي أعمال القصف والغارات وسط تصاعد أعمال العنف في أجزاء من شمال غربي البلاد تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
وكان يفترض أن يجنّب اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر (أيلول) محافظة إدلب والمناطق المتاخمة لها هجوماً واسع النطاق لقوات النظام.
وتضم المحافظة نحو 3 ملايين شخص نصفهم تقريباً نزحوا من مناطق أخرى في سوريا.
لكنّ النظام السوري وحليفته روسيا صعّدا منذ أواخر أبريل الغارات الجوية والقصف على المنطقة فيما تدور اشتباكات على أطرافها.
وقُتل في الغارات والقصف على محافظة إدلب والمناطق المجاورة أكثر من 300 شخص منذ أواخر أبريل، حسب «المرصد». وقد أدى القصف إلى نزوح نحو 270 ألف شخص خلال شهر مايو (أيار) وحده، وفقاً للأمم المتحدة.
وتعرضت 24 منشأة صحية و35 مدرسة للقصف في التصعيد الأخير، وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
ويتوقع المحللون أن يواصل الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه ضرب المنطقة دون إطلاق هجوم كبير من شأنه أن يخلق حالة من الفوضى على أبواب تركيا.
قد يهمك أيضًا
قوات سورية الديمقراطية تبدأ حملة على تنظيم "داعش" في دير الزور
المروحيات السورية تواصل إلقاء "البراميل المتفجرة" على "مثلث الشمال"
أرسل تعليقك