عشية بدء جولة المفاوضات اليمنية في السويد، أعلنت جماعة "الحوثيين"، اليوم الخميس، عن شن هجوم جوي بطائرة مسيّرة على تجمعات لقوات للتحالف العربي والجيش اليمني في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء وسط اليمن. وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم "الحوثيين" أن سلاح الجو التابع للجماعة نفذ هجوما جويا بطائرة "قاصف1" على تجمعات لقوات التحالف والجيش اليمني في منطقة "الفرضة" بمديرية نهم.
وطائرة "قاصف 1" طائرة هجومية من دون طيار تعمل بالبنزين وبمدى 150 كيلومترا، وتحمل رأسا حربيا وزنه 30 كيلوغراما وتستطيع التحليق لمدة 120 دقيقة.
مفاوضات السويد: فشل جديد؟ أم تقدم؟
أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، عن أن جولة مشاورات بين الأطراف اليمنية، ستبدأ اليوم الخميس، في العاصمة السويدية "ستوكهولم"، بعد وصول وفدي الحكومة الشرعية وجماعة "الحوثي" الانقلابية. وقال غريفيث، في تغريدة عبر "تويتر"، "يود المبعوث الخاص الإعلان عن استئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمينة، في السويد، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2018. وتوجه بالشكر لحكومة السويد إزاء استضافتها المشاورات، ولحكومة الكويت لتسهيل سفر وفد الحوثيين من صنعاء إلى ستوكهولم.
ومن المرتقب أن يعقد اليوم في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، بتوقيت السويد، مؤتمر صحافي ستكون وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم أبرز المتحدثين فيه، وستجيب على أسئلة أبرزها الوقت المحدد للمشاورات، وهو السؤال الذي لم يجب عليه أحد حتى اللحظة، رغم وجود تسريبات تفيد بأن 14 من ديسمبر هو الحد النهائي للمشاورات اليمنية.
موقف الحكومة اليمنية الشرعية ثابت ولا تراجع
وكان وفد الحكومة اليمنية الشرعية وصل الى "ستوكهولم" أمس،لإجراء محادثات سلام مع ممثلين لجماعة الحوثي الإيرانية في مسعى جديد من الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة في البلاد. وأكدت الحكومة اليمنية، الأربعاء، عزمها على تحقيق خطوات إيجابية لبناء الثقة في المشاورات المرتقبة مع الحوثيين في السويد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية اليمني، ورئيس الوفد الحكومي المفاوض، خالد اليماني، خلال لقائه بالعاصمة السعودية الرياض، رئيسة رابطة أمهات المعتقلين (يمنية أهلية حقوقية)، أمة السلام الحاج، قبيل مغادرة فريق الحكومة المفاوض إلى السويد.
ونقلت وكالة "سبأ" اليمنية الرسمية عن اليماني تأكيده على "عزم الحكومة تحقيق خطوات إيجابية لبناء الثقة في مشاورات السويد". وأوضح اليماني أن ما يتقدم سيكون "من خلال الاتفاق وتنفيذ إجراءات إطلاق سراح كافة الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرًا".
وفي تصريحات أخرى لـ"الشرق الأوسط"، قال اليماني إن "هناك قضية مهمة جدا. سنطالب بإطلاق سراح الجميع. وسنتبادل قوائم الأسرى والمعتقلين المقترحة مع الحوثيين من طرفنا وطرفهم، بحيث نتأكد من هوية الأشخاص الموجودين في هذه القائمة. أيضاً هناك مسألة أخرى، لقد نبهنا المبعوث بأنه في الوقت الذي سنطلق فيه مقاتلين حوثيين سيشاركون في استدامة هذه الحرب الظالمة ضد شعبنا اليمني، هم سيطلقون سراح مواطنين اعتقلوهم من شوارع صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، وقد يقبضون عليهم مجدداً أو يعتقلون آخرين، نحن نريد من الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها بالمطلق ألا يكون هناك اعتداء على كرامة الناس أو اتخاذ أسلوب البلطجة، على غرار ما تفعله إسرائيل التي تعتقل الناس وتعيد اعتقالهم حتى تتاجر بهم لاحقاً أو تفاوض بهم على قضايا أخرى".
وكشف مصدر في الأمم المتحدة، أنه من المستبعد أن يلتقي الجانبان مباشرة في المحادثات، التي ستجرى في قلعة "جوهانسبيرغ" التي أعيد ترميمها خارج ستوكهولم، وإن مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن سيقوم هو وفريقه بجولات مكوكية بينهما في المشاورات التي ستكون الأولى منذ 2016.
السعودية تدعم مشاورات السلام وفق المرجعيات الثلاث
من جهته، السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، على دعم بلاده مشاورات السلام وفق المرجعيات الثلاث، وجهود المبعوث الأممي للتوصل إلى حل بين الأطراف اليمنية.
وقال السفير في اتصال مع "الشرق الأوسط" إن "التحالف منذ اليوم الأول يدفع بالاتجاه السياسي ويدعمه، ونجح في تحقيق ذلك من خلال جمع الأطراف على الطاولة، وبالتالي نأمل أن تحقق هذه الخطوات نتائج إيجابية للوصول إلى حل سياسي شامل وفقاً للمرجعيات".
وأضاف؛ لا ننسى أن السعودية على رأس الداعمين للشعب اليمني عبر جملة مساعدات مباشرة وغير مباشرة، سواء من خلال المنظمات الإنسانية المختلفة، وعلى رأسها مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والإغاثية، أم من خلال مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة لليمن، الذي سيكمل سنته الأولى الشهر المقبل، وقدّم مساعدات واسعة في الجانب الإنساني والاقتصادي لليمنيين، وأسهم بشكل فعال في وصول المساعدات للمحتاجين في المدن الأكثر احتياجاً فضلاً عن إيصال المساعدات لمناطق لم يسبق لأحد أن يصلها.
وتابع قائلاً؛ إن السعودية قدمت 2.2 مليار دولار دعماً للبنك المركزي، ما أعاد الثقة للريال اليمني وارتفاعه خلال أقل من شهر، مائة في المائة، كما دشن البرنامج السعودي لإعمار وتنمية اليمن جملة مشروعات في الضالع وعدن والجوف ومأرب وحضرموت وسقطرى والمهرة، وأسهم في دعم اليمن بالوقود بما يربو على 60 مليار دولار من المشتقات النفطية لضمان تشغيل الكهرباء للمناطق المحررة لليمن. وزاد؛ يجب ألا ننسى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي أكد خلالها في افتتاح أعمال دورة مجلس الشورى السعودي قبل أسابيع أن مساعدة اليمن واجب على المملكة وهذا هو ديدن إسهامات المملكة في هذا المجال بشكل عام.
أما محمد عبدي مدير مكتب اليمن لدى المجلس النرويجي للاجئين فقال: "إذا مضت المشاورات بشكل إيجابي، فسوف نشهد أثرا فوريا على الناس في اليمن. سيقل عدد من يضربهم العنف ومن يفرون منه، وسيقل عدد من يُدفعون صوب أقسى سبل العيش". وأضاف في بيان "وبنفس القدر، إذا أخفقت المشاورات أو تعثرت، ستتعثر أيضا آمال وقف انزلاق اليمن المطرد إلى أتون الجحيم".
وأغلقت السلطات السويدية المكان وشوهدت عدة عربات تابعة لأجهزة الطوارئ خارج القلعة قبيل المحادثات، التي ستركز على محاولة الاتفاق على خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية.
أرسل تعليقك