عدن - عبد الغني يحيي
هزَّت أصوات انفجارات عنيفة صباح اليوم الخميس، مناطق جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء. وأوضح سكان محليون ان طيران التحالف العربي شن غارتين على جبل النهدين المطل على دار الرئاسة في منطقة السبعين. وافادوا بأن انفجارين عنيفين سمع دويهما على اثر تلك الغارات. كما استهدفت غارات اخرى مواقع المليشيات الانقلابية في ضلاع همدان ولا زال الطيران يحلق حتى اللحظة.
وكان طيران التحالف قد شن في وقت متاخر من مساء امس الاربعاء عدة غارات جوية على مواقع للانقلابيين في جبل نقم اسفل تلال الريان.
وأعلنت المقاومة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأربعاء، مقتل 6 من مسلحي جماعة "الحوثي" وحلفائهم من قوات صالح، وإصابة 13 آخرين، خلال معارك وقعت في مدينة تعز، جنوبي غربي البلاد. وذكر المركز الإعلامي للمقاومة، في بيان، أن 3 من عناصر المقاومة قُتلوا، وأُصيب 5 آخرون بجرح مختلفة جراء معارك دارت بين الطرفين، في الجهة الشرقية والغربية للمدينة. كما أعلن مصدر طبي، إن 4 مدنيين لقوا حتفهم، وأُصيب 3 آخرون في قصف للحوثيين وقوات صالح، استهدف الأحياء السكنية، شمال وغربي تعز.
وأوضح المصدر أن قذيفة مدفعية أطلقها الحوثيون المتمركزون في المطار القديم، استهدفت منزلاً في حي حسنات، شرقي المدينة، وأدت إلى مقتل شقيقين، وإصابة ثالث، فضلا عن مقتل اثنين من المدنيين الآخرين في القصف نفسه، ليصل إجمالي القتلى المدنيين 4 أشخاص.
ويحاصر مسلحو "الحوثيين" مدينة تعز من منطقة الحوبان في الشمال، والربيعي في الشرق، فيما تحدها السلاسل الجبلية من الجنوب. وشنت مقاتلات التحالف العربي، أربع غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في ميناء مدينة المخا وساحل الميناء والقطاع العسكري بالمدينة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، غربي تعز، وفق شهود.
وأعلنت المقاومة الشعبية اليمنية أن سبعة من مسلحي جماعة "الحوثيين" قتلوا الأربعاء، في مواجهات في محافظة الضالع، جنوبي البلاد. وأفادت مصادر في المقاومة، بأن مواجهات تجددت اليوم بين الحوثيين والمقاومة في منطقة مريس، التابعة لمديرية قعطبة، شمالي محافظة الضالع، مما أسفر عن مقتل 7 من جماعة “الحوثي” وإصابة آخرين، دون أن يشير إلى عدد محدد للإصابات أو مدى خطورتها.
وفي مسقط، بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأربعاء، زيارة إلى العاصمة العمانية ، لعرض خطة دولية لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ قرابة عامين. وقالت مصادر مقربة من وفد جماعة "الحوثي" إن ولد الشيخ وصل مساء الاربعاء الى مسق آتيًا من الرياض حيث أجرى فيها مشاورات مع الأطراف اليمنية والدولية لمدة 5 أيام.
والتقى ولد الشيخ فور وصوله وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، الذي يقوم بدور الوسيط مع الحوثيين، وفقا للمصادر. ومن المقرر أن يلتقي، اليوم الخميس، بوفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح العالق في مسقط منذ السادس من أغسطس/أب الماضي بعد إغلاق مطار صنعاء، لعرض "خطة دولية" لحل النزاع اليمني، تم الاتفاق عليها مع سفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن .
وقالت مصادر حكومية، إن المبعوث الأممي يحمل رؤية للحل تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون وانسحابهم من المدن وتسليم السلاح الثقيل، وأنه مازال هناك خلافات بسيطة حول تحديد مواعيد تنفيذ تلك البنود، يفترض أن ينجح ولد الشيخ في إقناع وفد الحوثي بها.
ويأمل المبعوث الأممي، خلال جولة مباحثاته الجديدة في مسقط، أن يعلن وفد الحوثي وصالح، التزامهم باستئناف قرار وقف إطلاق النار والإعلان عن هدنة لمدة 72 ساعة تسبق الدخول في الجولة الجديدة، بعد موافقة حكومية "مبدئية" على تلك الهدنة.
ومن المتوقع أن تعقد شروط الحوثيين من جهود المبعوث الأممي ومسار السلام، لاسيما بعد أن أعلن الوفد الحكومي رفضه لتلك الشروط. وقال الوفد، إن وضع الحوثيين لشروط مسبقة للحل السياسي "تعد عرقلة واضحة لجهود المبعوث الأممي، وجهود الدول الراعية للحل السياسي في اليمن، ومحاولة لشرعنة الانقلاب"، في إشارة إلى سيطرة الحوثيين وقوات صالح.
وذكر الوفد أن تلك الخطوة، "تأتي امتداداً لخطوات سابقة قوبلت برفض واستنكار المجتمع الدولي وتؤكد بشكل جلي رغبة التحالف الانقلابي "الحوثي وصالح" في الإصرار على خيار الحرب، والإمعان في استخدام القوة ، وانتهاج العنف لتدمير البلاد".
ويصادف اليوم الخميس، مرور 60 يوما على رفع مشاورات السلام التي عقدت في الكويت منذ 21 أبريل/نيسان وحتى 6 أغسطس/أب الماضي، دون تحقيق أي تقدم جوهري في جدار حل الأزمة اليمنية.
ووثقت لجنة حكومية يمنية مقتل 408 مدنيين وإصابة 187 آخرين ضمن 602 انتهاكا ارتكبت في البلاد، خلال عامي 2015 و2016، في إطار الحرب المتصاعدة منذ قرابة عامين. وقالت "اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان"، عبر بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، إن فرقها الميدانية العاملة في جميع محافظات اليمن، وثقت 602 انتهاك ارتكبت بحق مدنيين يمنيين، وأسفرت عن مقتل 408 مدنيين، و187 جريحا.
وأوضحت أن الانتهاكات ارتكبت في كافة المحافظات اليمنية في فترات مختلفة من العامين 2015 و2016. وأشارت الى أن من بين الانتهاكات 25 ادعاء باستهداف مدنيين بالقذائف، و12 حالة بقصف الطيران (في إشارة للغارات التي تشنها طائرات التحالف العربي)، في كل من محافظات: "تعز (وسط)، وأمانة العاصمة صنعاء، والحديدة (غربي)، وحجة (شمال غربي)، وإب (شمالي)"، دون أن تشير إلى عدد ضحايا هذه الانتهاكات.
وذكرت اللجنة الحكومية أنها وثقت ضمن الانتهاكات 299 واقعة اعتقال، و13 حالة إخفاء قسري، و49 قضية تفجير منازل، و21 حالة تجنيد أطفال، و13 واقعة تهجير قسري، وقعت جميعها في "أمانة العاصمة" (المركز الإداري لصنعاء)، ومحافظات صنعاء، وحجة ، والجوف، وذمار، وعمران.
كما وثقت اللجنة، حسب البيان، استهداف مركزين ثقافيين، و4 وقائع مداهمة وتدمير دور عبادة، و3 حالات احتلال لمدارس ومنشآت حكومية، و14 واقعة إدعاء تعذيب. ورصدت وقوع 53 حالة اقتحام منازل في صنعاء، والمحويت (شمالي)، وذمار (وسط)، وأمانة العاصمة، و3 حالات زرع ألغام أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين، وواقعة منع وصول مساعدات إغاثية تضرر منها قرابة 220 شخصا. ودعت جميع الأطراف في البلاد إلى الإلتزام بمبادئ حقوق الإنسان والتوقف عن ارتكاب الانتهاكات التي تقوض فرص الأمن والسلام.
أرسل تعليقك