موسكو ـ ريتا مهنا
كان من المفترض أن يتفاجأ الجميع، حيث حملة المرشحة الرئاسية الروسية كسينيا سوبتشاك الخاصة بالرحلات إلى الشيشان وإنغوشيا، الجمهوريات المضطربة على الحدود الجنوبية لروسيا والتي تعتبر من المناطق المنعزلة، وقبل جولتها نوقشت قليل من التفاصيل بنغمات تآمرية، ولم يكن هناك أي ضمان للترحيب بزيارة المرشحة الموالية للمثليين.
وكانت الشرطة في انتظارها وترافقها خطوة بخطوة على الطريق لملاحقتها، والتحقق من جواز سفرها وتصويرها واتخاذ الإجراءات، وقد ألغيت الاجتماعات قبل أن تبدأ، وفي بعض اللقاءات كانت الأضواء تتحول بعيدا عنها في المنتصف، وحين وصلت إلى العاصمة الشيشانية غروزني في منتصف نهار الأحد، كان واضحا أنها لن تلتقي الزعيم الأكبر في المنطقة رمضان قاديروف، كما كانت تأمل.
وقضت المرشحة الرئاسية ساعات معدودة في العاصمة الشيشانية قبل مغادرتها إلى المطار، وفي غياب الاجتماعات، اعتمدت في وجودها على شيئين، حيث قدمت نفسها كامرأة تحتج على محاكمة الناشط المحلي أيوب تيتيف، 60 عاما، والذي اعتقل بتهمة حيازة المخدرات منذ أسبوعين، وثانيا أنها تريد السير في الشارع العرضي الخاص بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأسرة قاديروف، بيد أن هذا الشارع كان مهجورا يوم الأحد، وأغلقت المتاجر، على الرغم من إعلان العكس، ويبدو أنه ليس من قبيل الصدفة، وكل ما كان هناك هو رجل يصلح سيارة مشروب قهوة "الإسبريسو"، وتحدثت معه السيدة سوبتشاك، سألته لماذا تشرب القهوة، صرخ في وجهها وقال إن القهوة سيئة للخيول، في إشارة إلى نكتة متداولة في الشيشان، ولكنه بعد ذلك طالبها بالمغادرة من المكان، والرحيل من بلاده، ومن ثم ظهرت مجموعة من الرجال تتراوح اعمارهم من 25 إلى 30 عاما، كانوا على اتصال ببعضهم البعض ليطالبوها بالرحيل، واختبأ قائد المجموعة تحت غطاء محرك السيارة المواجه للسيدة سوبتشاك، وقال لها "لماذا جئتي هنا أيتها الصحافية الفاشلة".
وأصبحت السيدة سوبتشاك حديث الصحافة في جميع أنحاء روسيا، ولكنها قررت في نهاية اليوم التوجه إلى الإقليم لتواجه الرجال الأقوياء، حيث الاحتجاجات التي دعا إليها اليكسي نافالني، المعارض الروسي، والتي يراها البعض تقويضا لها، حيث انتقد حملتها بشدة، ووصف ترشيحها بانه غير جدي وخاطئ، ودعا إلى مقاطعة الانتخابات لكسر آمال الحكومة في مشاركة قوية، وقد منعت الحكومة الروسية نافالني من المشاركة في الانتخابات بحكم قضائي، وبالتالي قرر تنظيم الاحتجاجات للاعتراض على ما يحدث، ولكن كان عدد الحضور أقل بكثير من المظاهرات الأخرى في العام الماضي، وانتشرت الشرطة في كل مكان واستهدفت المقر الإقليمي للمعارض.
وقالت السيدة سوبيتشاك" إنها لم تخطط لتزامن ما حدث مع الاحتجاجات، فقد أعددت له منذ وقت طويل، وكان هذا في نفس الوقت الذي أعلن فيه نافالني مقاطعته، وأنا لست هنا للحديث عن المعارضين الآخرين، كما أن منافسي هو بوتين وليس نافالني"، وأكدت أن الهدف من رحلتها هو تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان في منطقة تتجاهلها وسائل الإعلام عادة، ولفتت إلى أن بعض السكان المحليين استقبلوها جيدا، والذين أعربوا عن املهم في تغيير حياتهم الميؤوس منها.
أرسل تعليقك