أكد عبدالرحمن كعبار، 23 عاما، يدرس طب أسنان في جامعة بليموث، أنه أرسل مبلغ 500 جنيه إسترليني في أواخر عام 2016 إلى أخيه بمساعدة صديقه، بدر الدين قزقز، وكان شقيقه مسلحا في سورية، وزعم أنه يريد إجراء عملية في أنفه.
وسافر شقيقه الأصغر، محمد كعبار، إلى سورية عبر تركيا في وقت سابق من ذلك العام للانضمام إلى جماعة "جبهة فتح الشام" المتطرفة، والتي كانت تعرف في السابق باسم "النصرة"، والتي كانت تحارب القوات الحكومية.
واعترف كعبار بالفعل بحيازة ونشر مواد متطرفة يمكن أن يستخدمها شخص ما يخطط لهجوم متطرف، وقالت هيئة الادّعاء الملكية إن هذه المواد تضمنت نصائح بشأن صنع القنابل والخطف واستخدام السموم.
وأُخبرت محكمة شيفيلد كراون أن المواد المخالفة أظهرت أن كعبار يدعم بقوة استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية ودينية.
واستمعت هيئة المحلفين إلى اعتراف كعبار بمعرفة أن شقيقه كان يقاتل مع الجماعة، لكنه نفى علمه أن الأموال كانت لتمويل التطرف، بدلا من أنه أرسلها لأخيه للحصول على مشورة طبية للقيام بعملية في الأنف.
يواجه عواقب ما فعل
واعتبر كعبار، الذي يعتقد بأن شقيقه لا يزال في سورية، مذنبا في الصف الثاني لتمويل التطرف، عندما عرض إرسال مبلغ آخر إلى أخيه في يوليو / تموز 2017، رغم أن التحويل لم يتم، اعترف بأنه مذنب في تمويل التطرف في جلسة استماع سابقة.
ويحكم على كعبار وقزقز، وهو أيضا 23 عاما من شيفيلد، في 25 سبتمبر / أيلول، وخارج المحكمة، قال ديش وولش، من النيابة العامة "استطاع الادعاء إثبات أن عبدالرحمن كعبار وبدر الدين قزقز كان يؤمنان بتأسيس دولة إسلامية من خلال استخدام العنف الذي كانوا على استعداد لتمويله".
واعترف كعبار بحصوله على عدد من المنشورات العنيفة، من الواضح أنه يحمل وجهة نظر متطرفة للعالم، وكان على استعداد للعب دور نشط في التطرف، ويجب عليه الآن مواجهة العواقب، وقال المحقق سيمون أتكينسون، رئيس التحقيقات في مكافحة التطرف الشرطي شمال شرق "كان كعبار صاحب عقلية جذرية واهتمام نشط في التطرف، لم يكن بحوزته مواد متطرفة فحسب، بل كان يشاركها أيضا ويشجع الآخرين على القيام بنشاط متطرف".
شقيقه طلب منه أموالا
ونقل كل من كعبار وقزقز المال إلى شقيق كعبار الذي يقاتل في سورية، ومن المرجح جدا أنهم سيشتبهون على الأقل بأن الأموال ستستخدم لتعزيز قضية الجماعات المتطرفة، وتمويل النشاط المتطرف المحتمل.
وسمعت محكمة شيفيلد كراون، أن محمد كعبار نشر لقطات لمعركة شارك فيها في سناب شات في أغسطس/ آب 2016، وأظهرت تعرضه لإطلاق النار في سيارة ولقطات للانفجارات ومبان مشتعلة ولقطات له يشن هجوما، لكن عبدالرحمن شجعه، قائلا "أنت هناك الآن، والأمور هادئة، وستظل حتى النهاية، لا تعود، واصل المسيرة".
وطلب محمد المال لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، مضيفا "برجاء إرسال المال بسرعة، الشتاء قادم وأحتاج إلى معدات"، وأجاب أخوه "فهمت.. سأبذل قصارى جهدي"، وتمكن في نهاية المطاف من الاستعانة بصديق، بدر الدين قرقز، وإرسال 500 جنيه إسترليني نقدا في موقف سيارات تيسكو، والذي تم تحويلها في ما بعد باستخدام ويسترن يونيو. وفي شهر يونيو/ حزيران التالي، طلب المزيد من المال، قائلا "أحتاج إلى شراء بعض المعدات، لدي عملية في الأنف، وعلي تغطية نفقات المعيشة".
وطلب محمد من أخيه أن يطلب من والدهما، لكن رده كان "قالا عليك أن تتكيف مع البيئة، أنت في الوطن الأم، يموت الناس من الجوع والعطش. عليك أن تعد نفسك أنك قد لا تتمكن من تناول الطعام بعض الأيام، وهذه هي الحياة التي اخترتها".
وأخبره عبدالرحمن أنه لا يمكن أن يرسل سوى 100 جنيه إسترليني إلى 150، لكن محمد أصر على أنه يحتاج إلى المال بشكل عاجل، ويريد نحو 500 دولار على مدى الشهرين المقبلين، مضيفا "الشتاء قادم قريبا، حاول إقناع أبي وأمي، الطريق آمن تماما مثل آخر مرة لا داعي للقلق".
وأوقف في منزل العائلة بشيفيلد في اليوم التالي، وأقر بالفعل بأنه مذنب في ثلاث تهم تتعلق بحيازة سجلات مفيدة للتطرف، و12 جريمة لنشر منشورات متطرفة.
أرسل تعليقك