حضرموت - امير باعويضان
نجحت قوات النخبة الحضرمية، على ساحل حضرموت، في السيطرة على كامل مديرية دوعن في هضبة حضرموت، فجر الثلاثاء، في عملية عسكرية نوعية، اضطرت تنظيم "القاعدة"، الذي كان يسيطر بشكل جزئي على المديرية وينتشر فيها، إلى الانسحاب بشكل كامل إلى الجبال، ودخلت قوات عسكرية ضخمة تابعة للنخبة الحضرمية، إلى وادي دوعن، في الساعات الأولى من صباح الإثنين، وانتشرت في كافة أرجاء المديرية.
واندلعت مواجهات مسلحة بين عناصر القاعدة، وقوات النخبة الحضرمي، فور دخول الأخير إلى دوعن، مشيرًا إلى أن حجم القوات العسكرية للنخبة، اضطرت مسلحي القاعدة للانسحاب، وأوضح مصدر عسكري، بأن العملية، اعتمدت على عنصر المفاجئة ومباغته عناصر القاعدة، مما أدى إرباك العناصر المتطرّفة، مشيرًا إلى أن حملات عسكرية مدعومة من طيران التحالف ستنطلق لملاحقة عناصر التنظيم الفارة، في الجبال والهضاب، خلال الأيام القبلة.
وأعلنت المنطقة العسكرية الثانية في ساحل حضرموت، حالة الطوارئ في مديرية دوعن وحظر التجوال، ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً وحتى الخامسة فجرًا، تحسبًا لأي طارئ، كخطوة أولى لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار بالمديرية، ودعت المنطقة العسكرية الثانية، المواطنين في دوعن، للإبلاغ عن أي حالة اشتباه لعناصر القاعدة، أو سيارات تابعة للتنظيم، مع الاحتفاظ بسرية المعلومات وهوية الشخص المبلّغ، وقبل دخول قوات النخبة لدوعن بأيام، كانت الأطقم المسلحة التابعة للقاعدة، منتشرة في شوارع المديرية، وتتجوّل بشكل يوحي بسيطرة عناصر التنظيم على المديرية، الذي قابله غياب للقوات الحكومية التابعة إلى المنطقة العسكرية الأولى.
وتأتي عملية تحرير دوعن بعد تزايد نشاط عناصر القاعدة في المديرية، واستهدافها لمراكز أمنية ونقاط عسكرية، كان آخرها هجوم عناصر التنظيم على نقطة للحزام القبلي التابع للنخبة والمرابط بهضبة حضرموت، في الاول من مارس الماضي، والتي راح ضحيتها 4 من جنود النخبة، المنتميين لقبائل سيبان، احد اكبر قبائل حضرموت، مما دعا كافة مشايخ ومقادمة معظم القبائل الحضرمية، لعقد لقاءا بهذا الخصوص، أصدرت خلاله بيان، دعا لإعداد وثيقة والتوقيع عليها من قبل جميع القبائل الحضرمية لصون دماء أبناء حضرموت وملاحقة العناصر الإرهابية، وتأييد دعوات السلطة المحلية بالمحافظة والنخبة الحضرمية، في تصعيد حملاتها العسكرية ضد عناصر التنظيم.
وعاود بعدها التنظيم تنفيذ عدة هجمات على مراكز الشرطة بالمديرية في 17 مارس، في حين نسفت عناصره، مبانٍ مهجورة للشرطة في منطقتي صيف والضليعة، بعد أن تركها أفراد الشرطة، بناءً على توجيهات الأجهزة الأمنية بالمديرية، اقرت تغيير مواقع مراكز الشرطة، من المناطق التي ينتشر فيها عناصر التنظيم.
وتتبع مديرية دوعن في السابق، عسكريًا إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، وتخضع إداريًا إلى ساحل حضرموت، إلا ان عجز قوات المنطقة العسكرية الأولى عن فرض الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر المسلحة في وادي حضرموت، الذي تنشط فيه هذه العناصر، منح فرصة لقوات النخبة الحضرمية، بالتقدم اتجاه وادي دوعن ونشر قواتها فيه، منذ الفترة التي تلت تحرير هذه القوات للساحل، وتشكيلها لما يعرف بالحزام القبلي، الذي كان إلى قبل تحرير المديرية، يعد فاصلا بين المناطق التابعة لحماية النخبة في دوعن، عن تلك الخاضعة لسيطرة المنطقة الأولى والعناصر المسلحة، وتعد سيطرة قوات النخبة الحضرمية على مديرية دوعن، الإنجاز العسكري الأهم للنخبة الحضرمية، منذ تحريرها عاصمة المحافظة "المكلا"، وعموم المناطق الساحلية بحضرموت من تنظيم القاعدة، في 24 أبريل/نيسان 2016، الذي سيطر عليها لمدة عام كامل، ونجحت في فرض الأمن والاستقرار في هذه المناطق بعد التحرير، مما أدى إلى نمو في الحركة التجارية والاستثمارية، وتحسن ملحوظ في الخدمات.
ووعد محافظ حضرموت، اللواء الركن "احمد سعيد بن بريك"، خلال إعلان البيان الختامي لـ "مؤتمر حضرموت الجامع"، الذي اختتم بالتزامن مع احتفالات ساحل حضرموت في الذكرى الأولى على تحريره من القاعدة، بحسم وضع وادي حضرموت عسكريا الذي يخضع إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى، الموالية لنائب الرئيس، علي محسن الأحمر، والتي ينتمي جميع جنودها لمناطق شمالية.
وخرج مؤتمر حضرموت الجامع، بقرارات وتوصيات عدة، إلى جانب إعلان المحافظة إقليما مستقلا، من بينها إنشاء منطقة عسكرية واحدة في ساحل و وادي حضرموت تتكون من قيادة وجنود ينتمون للمحافظة نفسها، في إشارة للمطالبة بإلغاء المنطقة العسكرية الأولى، وإحلال مكانها قوات النخبة الحضرمية التي ينتمي كل أفرادها من حضرموت.
أرسل تعليقك