توجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الأحد، إلى السعودية، في إطار جولة تشمل أيضًا دولة الإمارات، وذلك عشية العقوبات الجديدة التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها ضد إيران، ووسط تهديد طهران بتوسيع الصراع، فيما أكد ترامب، ووسط توتر كبير مع طهران، أنه في حال تخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي العسكري فإنه سيكون "أفضل أصدقائهم".
وصرَّح غلام علي رشيد، أحد قادة "الحرس الثوري" بأنه "في حال اندلع صراع، فلن تتمكن أي دولة من التحكم في نطاقه وتوقيته".
وحذَّر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، في القدس، أمس، إيران من إساءة تفسير قرار الرئيس ترمب بإلغاء الضربات الأخيرة ضدها على أنه "ضعف"، وأكد جاهزية بلاده لتوجيه الضربة في الوقت وبالشكل اللذين يختارهما، كما دعا المبعوث الأميركي إلى إيران برايان هوك، أمس من الكويت، المجتمع الدولي إلى الضغط على طهران "لخفض التصعيد".
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن وسطاء دوليين، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، يخوضون سباقاً مع الزمن لإقناع طهران قبل قمة "مجموعة العشرين" الأسبوع الحالي، في اليابان، بعدم استفزاز واشنطن، وأيضاً بالتراجع عن العودة لتخصيب اليورانيوم في 27 من الشهر المقبل.
ترامب يبقي الخيار العسكري مطروحًا
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب السبت، وسط توتر كبير مع طهران، أنه في حال تخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي العسكري فإنه سيكون "أفضل أصدقائهم"، وقال، "لن نسمح لإيران بحيازة سلاح نووي، وحين يقبلون بذلك، سيكون لديهم بلد غني، وسيكونون سعداء جداً وسأكون أفضل أصدقائهم. آمل أن يحدث ذلك"، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت وكالة "رويترز" فنقلت عن ترامب قوله في تصريحات في حديقة البيت الأبيض "إنه سيفرض عقوبات إضافية على إيران في مسعى لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، مضيفاً أن العمل العسكري لا يزال مطروحًا".
وأدلى ترامب بالتصريحات لصحافيين في البيت الأبيض وذلك بعدما ألغى أول من أمس الجمعة، ضربة عسكرية ضد إيران كانت تستهدف الرد على إسقاطها طائرة عسكرية أميركية مسيّرة.
وقال الرئيس الأميركي قبل توجهه إلى منتجع كامب ديفيد، "نحن نجهز عقوبات إضافية على إيران... في بعض الحالات نتحرك ببطء، وفي حالات أخرى نتحرك بسرعة".
وأوضح الرئيس الأميركي أنه سيجري في كامب ديفيد مشاورات مع عدد من المسؤولين بخصوص إيران، مضيفًا، "إذا تصرف المسؤولون الإيرانيون بشكل سيئ، فإنهم سيمرون بفترة بالغة السوء"، وتابع، "لنأمل أن يكونوا أذكياء... وإذا تمكنا من إعادة إيران إلى سكة إعادة الإعمار الاقتصادي، فسيكون ذلك أمراً رائعًا"، بيد أنه في الانتظار "سنواصل ونفرض عقوبات إضافية".
رفض الحرب وتضاعف التصريحات العدائية
وتؤكد طهران وواشنطن أنهما لا تريدان الحرب، لكنهما تضاعفان التصريحات العدائية والمناوشات، وقال ترمب الجمعة، إنه تخلى في آخر لحظة عن توجيه ضربات انتقامية بعد إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة. وعلق السبت مازحًا، "الجميع كان يقول عني إنني أهوى الحروب والآن يقولون إنني حمامة".
وأوضح وفقًا لما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أنه لم يتقرر أي شيء حتى الآن بشأن إيران، مشيرًا إلى أنه محاط بمستشارين يدلون بوجهات نظر متباينة جدًا، وقال "إنه إذا كان جون بولتون مستشار الأمن القومي من "الصقور"، وكثيرًا ما يدافع عن "سياسة متشددة"، فإن آخرين "يتبنون سياسة أخرى" و"الوحيد الذي سيتحمل (المسؤولية) هو أنا"، وفقًا لترمب.
وكان ترامب قال مساء أول الجمعة، "إنه لا يريد حربًا مع إيران، لكنه أضاف أن هذه الدولة يمكن "محوها" في شكل لم يسبق له مثيل، إذا اندلعت حرب"، وجاء ذلك في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" ونقلت عنها وكالة أنباء "بلومبرغ" السبت.
وقال الرئيس في سلسلة من التغريدات الجمعة، "إن الولايات المتحدة كانت مستعدة ليلة الخميس للرد في 3 مواضع مختلفة ولكن ألغيت الغارات قبل 10 دقائق من تحرك الطائرات"، وأكد في أخرى، "لست في عجلة من أمري، جيشنا أعيد بناؤه، وجديد، وعلى استعداد للمضي قدماً، وإلى حد بعيد هو الأفضل في العالم"، وفقًا لما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن ترمب المعروف بتصريحاته الحربية وتهديداته، هو أيضاً من أشد منتقدي التدخلات العسكرية الأميركية، كما يؤكد بشكل واضح إعلانه عن إلغاء ضربات جوية على إيران في اللحظة الأخيرة.
واعتبرت الوكالة أن أحداث الأيام الأخيرة قد تكون من اللحظات المهمة في رئاسته، مشيرة إلى "تساؤلات حول استراتيجيته ومقاربته للملفات الجيوسياسية المعقدة".
وترمب الحريص على الحفاظ على قاعدته الانتخابية والوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية في 2016، يؤكد أن الحروب الكثيرة في الشرق الأوسط كلفت الولايات المتحدة كثيراً من الناحية المادية والخسائر البشرية.
وقال الخميس في المكتب البيضاوي، "قلت إنني أود الخروج من هذه الحروب التي لا تنتهي. ركزت حملتي على هذا الموضوع"، لكن الرئيس الأميركي غالباً ما يستخدم لهجة حربية من التغريدات العفوية إلى الخطابات الرسمية. فبعد أن توعد كوريا الشمالية بـ"نشر النار والغضب"، هدد إيران بتدميرها بكل بساطة، وكتب في تغريدة منتصف مايو / أيار، "إذا أرادت إيران المواجهة فستكون نهايتها رسمياً. لا تهديدات بعد اليوم للولايات المتحدة!"، بحسب تقرير الوكالة الفرنسية.
ويفتخر ترمب بانتهاج استراتيجية مغايرة لأسلافه أرفقت برفع الموازنة العسكرية، ما قد يرغم خصوم واشنطن على اللجوء إلى التفاوض. لكن مراقبين ومعارضين يشعرون بالقلق من مخاطر انزلاق أميركا إلى حرب. وأعلن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الخميس، "لا يريد الرئيس ربما خوض حرب لكننا نخشى من أن يقع في حرب عن طريق الخطأ"
قـــــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًأ :
وزير الخارجية الأميركي يرجِّح أن تكون إيران وراء الاعتداءات في الخليج
مايك بومبيو يؤكد أن واشنطن مستعدة للحوار مع طهران "دون شروط مسبقة
أرسل تعليقك