دمشق - نور خوام
قُتل 9 مدنيين وأصيب 12 آخرون، مساء الخميس، جراء قصف بالأسلحة الثقيلة شنته قوات الجيش السوري على منطقة الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق الواقعة ضمن "مناطق خفض التوتر". وأفاد محمود أدهم، المسؤول في الدفاع المدني بالغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، في تصريح صحافي، بأن القوات الحكومية استهدفت مدينة "دوما" وبلدتي "سقبا" و"عين ترما" بالأسلحة الثقيلة. وأشار أدهم أن القصف أدى إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة 12 آخرين، وإلحاق خسائر مادية كبيرة في المنطقة.
وأعلن مركز "حميميم" الروسي للمصالحة في سورية، أن سكان الغوطة الشرقية يتهمون مسلحي "جبهة النصرة" بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية، حسبما أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية. وجاء في بيان صدر عن المركز الروسي: "ألقى العديد من سكان البلدات السورية في الغوطة الشرقية باللوم على مقاتلي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بقيامهم بالاستيلاء على مواد الإغاثة الإنسانية ومن ثم طرحها للبيع بأسعار مرتفعة".
وأضاف البيان: "قام المركز بإرسال 500 طرد من المواد الغذائية للسكان المحتاجين في بلدات الغوطة الشرقية. وفي إطار المساعدات الطبية التي يجريها الطاقم الطبي العسكري الروسي، تم تقديم المساعدات الطبية والإسعاف لـ 112 من السكان المحليين، بينهم 32 طفلا". وأشار البيان إلى أن المركز الروسي قام بتوزيع 3 أطنان ونصف الطن من المساعدات الإنسانية لسكان بلدة الدروشة في محافظة ريف دمشق السورية.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أعلن عن ارتفعا إلى 7 على الأقل بينهم طفل عدد الشهداء الذين قضوا جراء مجزرة نفذتها القوات الحكومية بقصفها بالصواريخ أماكن في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية. بينما ألقت طائرات مروحية مساء الخميس مزيداً من البراميل المتفجرة على مواقع خاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل في أطراف مزرعة بيت جن بريف دمشق الغربي، دون معلومات عن تسببها بخسائر بشرية، وكان نشر المرصد السوري نشر امس أنه يشهد الريف الجنوبي الغربي للعاصمة دمشق، قصفاً مكثفاً من قبل القوات الحكومية بالقذائف الصاروخية المدفعية، بالتزامن مع قصف عنيف ومتواصل من قبل الطائرات المروحية على مناطق في بيت جن ومزارعها ومناطق أخرى في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس الـ 26 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2017، إلقاء مروحيات النظام نحو 50 برميلاً متفجراً استهدف مناطق في مزرعة بيت جن ومناطق أخرى بالقرب منها.
وعلم المرصد السوري أن القوات الحكومية تسعى من خلال هذا القصف المكثف، إلى التمهيد لعملية عسكرية لإنهاء تواجد هيئة تحرير الشام والفصائل المقاتلة والإسلامية في ما تبقى من الحدود السورية – اللبنانية، وفي حال تمكنت من استعادة السيطرة على المنطقة هذه التي تبلغ مساحتها نحو 150 كلم مربع، تضم قرى وبلدات بيت جن وبيت سابر وبيت تيما وكفر حور ومزارع وتجمعات سكنية أخرى، فإنها ستكون قد استعادت كامل ريف دمشق الغربي والجنوبي الغربي والشمالي والشمالي الغربي، حيث لا تزال هناك نحو 8 كلم كخط طول يتواجد فيه مقاتلو الفصائل وتحرير الشام على الحدود السورية – اللبنانية من ضمنها نحو 5.5 كلم على الحدود مع مزارع شبعا. وترافق القصف مع عدة هجمات من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، والتي تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على تلة ومواقع كانت الفصائل وتحرير الشام تسيطر عليها، وقضى وقتل خلال هذه الاشتباكات العشرات من مقاتلي وعناصر الطرفين.
وفي محافظة إدلب، أصيب شاب من بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية بريف إدلب الشمالي الشرقي، وذلك جراء استهدافه من قبل قناص الفصائل الإسلامية المحاصرة للبلدة. وفي محافظة درعا، قصفت القوات الحكومية مساء الخميس اماكن في درعا البلد بمدينة درعا، في حين جددت الفصائل وهيئة تحرير الشام قصفها الصاروخي على مناطق خاضعة لسيطرة جيش "خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم “داعش” في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، دون أنباء عن إصابات إلى الآن.
أما في محافظة دير الزور، فقد نفذت طائرات حربية مساء الخميس المزيد من الضربات على أماكن في ريف البوكمال الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، كذلك تواصل القوات الحكومية قصفها الصاروخي على أماكن لا تزال تحت سيطرة تنظيم “داعش” بمدينة دير الزور، وسط سماع دوي انفجارات هزت المدينة، ولا معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر تنظيم “داعش” من جانب آخر، على محاور في مدينة دير الزور، بعد أن كانت القوات الحكومية أعادت تثبيت سيطرتها في المواقع التي خسرتها في حويجة صكر، ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد تمكن القوات الحكومية من تحقيق تقدم جديد في المنطقة، وإعادة تثبيت سيطرتها في كامل حويجة صكر، بعد خسارته لمواقع ونقاط في المنطقة، خلال الأيام الفائتة، نتيجة الهجمات المعاكسة والعنيفة والمباغتة التي كان ينفذها عناصر تنظيم “داعش”، والتي خلفت خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، إذ يتزامن هذا التقدم في حويجة صكر، مع اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال، لا تزال مستمرة على محاور التماس في بقية أحياء مدينة دير الزور، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية تمكنت من التقدم في نقاط ومواقع للتنظيم داخل أحياء مدينة دير الزور، كانت هي الأخرى قد خسرتها القوات الحكومية في الهجمات المضادة للتنظيم على محاور في مدينة دير الزور، التي لا يحكم تنظيم “داعش” سيطرتها فيها، إلا على نحو 7% من مساحة المدينة، وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من الطرفين، تسبب في وقوع مزيد من القتلى بين الجانبين.
وفي محافظة حمص، استهدفت القوات الحكومية بعدة قذائف أماكن في مدينة الرستن بالريف الشمالي لحمص، وأسفر الاستهداف عن استشهاد 3 أشخاص بينهم طفل، بالإضافة لإصابة عدة أشخاص بجراح متفاوتة الخطورة. وفي محافظة حلب، قصفت القوات الحكومية مناطق في أطراف تل باجر بريف حلب الجنوبي، ما تسبب بأضرار مادية، دون أنباء عن إصابات.
وأخيرًا في محافظة الرقة، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العشرات من الأشخاص خرجوا في مظاهرة في منطقة المشلب شرق مدينة الرقة، مطالبين بالسماح لهم بالعودة إلى بيوتهم، حيث أطلقت "قوات سورية الديمقراطية" الرصاص بشكل عشوائي لتفريق المظاهرة، ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص، وكان نشر المرصد السوري في الـ 20 من الشهر الجاري، أنه رصد استياءاً يسود الشارع العربي المعارض، من قيام وحدات حماية المرأة برفع صور زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان في وسط مدينة الرقة الخالية من تنظيم “داعش”، إذ أثار رفع الصورة التي توسطت دوار النعيم في وسط مدينة الرقة، من قبل وحدات حماية المرأة المنضوية تحت راية وحدات حماية الشعب الكردي التي تشكل العماد الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، أثار حفيظة أبناء المدينة والشارع العربي المعارض، وجاء رفع هذه الصورة مع الإعلان عن “تحرير” المدينة من قبل وحدات حماية المرأة، والذي من المرتقب أن يعقبه اليوم الجمعة الـ 20 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، من العام 2017، إعلان نهائي ورسمي من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، بعد المعركة الكبرى التي انطلقت في الـ 6 من حزيران / يونيو من العام الجاري 2017
المدينة التي كانت يقطنها من 300 – 350 ألف مدني، باتت اليوم خالية من معظم سكانها الذين توزعوا المصائر فيما بينهم، فمنهم من استشهد ومنهم من أصيب، ومنهم من لا يزال مفقوداً، ومنهم من لا تزال جثته تحت أنقاض الدمار، ومنهم من اختار الهجرة والنزوح من مدينته، إلى مناطق سورية أخرى، فراراً من الموت الذي خيم على المدينة، لتتحول المدينة إلى كتلة من دمار، خالية من الأرواح، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان داخل مدينة الرقة، دماراً هائلاً، بحيث وصلت نسبة الدمار والمباني الغير صالحة للسكن إلى نحو 80 % من مساحة المدينة، التي كانت تعد في السنوات السابقة، المعقل الرئيسي لتنظيم “داعش” في سوريا، ومركزاً لقيادة العمليات في سوريا
أرسل تعليقك