انتفاضة السودانيين تساهم في توحيد صفوف الشعب ونبذ العنصرية والعرقية
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

سئم الجيل الجديد من تلك النعرة ويأمل في أن يؤدي تضامنه الى اسقاط البشير

انتفاضة السودانيين تساهم في توحيد صفوف الشعب ونبذ العنصرية والعرقية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - انتفاضة السودانيين تساهم في توحيد صفوف الشعب ونبذ العنصرية والعرقية

حشود المتظاهرين في السودان
الخرطوم ـ جمال إمام

شهدت عطلة نهاية الأسبوع، الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات التي شهدتها في السودان، والتي تمثل أكبر تحدٍ يواجه الرئيس عمر حسن البشير منذ 30 عاماً من الحكم. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "انتفاضة الشارع السوداني ساهمت في توحيد صفوف السودانيين بعد أن استغل الرئيس السوداني عمر البشير الانقسام العرقي في السودان لعقود" .

وأضافت الصحيفة أن حشود المتظاهرين - معظمهم في سن المراهقة وفي العشرينات من العمر- تمت مواجهتهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص. وجرى اعتقال الآلاف، وقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً، وفقا لجماعات حقوق الإنسان.

أقرأ أيضًا : مقتل طفل وطبيب خلال الاحتجاجات وسط دعوات للمضي في المظاهرات في السودان

وفي كل يوم تقريباً ، كان المحتجون يهتفون في شوارع مدن السودان ، بما في ذلك يوم الأحد الماضي، عندما خرج الآلاف للتظاهر "ضد الفساد والجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية، والإدارة الاقتصادية الكارثية للحكومة التي ركزت على الإنفاق العسكري، بينما تستمر في رفع أسعار السلع الأساسية مثل الدقيق".

وتتخلل الهتافات المناهضة للبشير، والتي أصبحت الموسيقى التصويرية لهذه الانتفاضة عبارة مريرة تؤكد القوة غير المسبوقة لهذه الاحتجاجات: "يا عنصري يا مغرور ، كل البلد دارفور".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "بعد عقود من استغلال الانقسامات العرقية والعنصرية في السودان بين العرب الذين يعيشون على طول نهر النيل والعرقيين الأفارقة في منطقة دارفور بالسودان، سئم الجيل الجديد من تلك النعرة، وبات يأمل بأن يؤدي التضامن العرقي ضد البشير إلى اسقاطه".

ونقلت "واشنطن بوست" عن عثمان أحمد- وهو أحد المتظاهرين الشباب في شوارع العاصمة الخرطوم - قوله : "لم يعد الأمر مجديًا، ربما كانوا قد نجحوا في تقسيمنا في الماضي، وقد نجح ذلك مع آبائنا وأجدادنا، لكنه لن ينجح هذه المرة علينا، فالجيل الجديد يخترقهم ".

وقد تخلل حكم البشير أعمال القمع الوحشية ضد الانتفاضات التي شهدتها غرب البلاد وجنوبها ، حيث يشكل السودانيون ذوو البشرة الداكنة أغلبية. وفي أوائل عام 2000 ، قام بتجنيد ميليشيات عرقية عربية تعرف باسم "الجنجويد" في دارفور ، حيث ارتكبوا عمليات قتل واغتصاب جماعية ودفعوا المنطقة بأكملها إلى الاختباء والجوع. ويبقى البشير متهما بارتكاب "جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية "، ويزعم البعض أنه "أشرف على إبادة جماعية في دارفور".

وفي عام 2011 ، تسبب البشير في حرب أهلية طويلة ودموية مع مناطق جنوب السودان ، مما أدى إلى انفصالهم وخلق "جنوب السودان".

وقد حاول أن يعلق الاحتجاجات الجارية على الطلاب من دارفور، وقال إنهم "أشعلوا النار في مكتب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي".

ووصف ناصر الدين عبد الباري ، وهو باحث من دارفور في جامعة "جورجتاون" في واشنطن ، ادعاء البشير بأنه "كذب واضح" ، وقال إن معظم السودانيين كانوا يعرفون أن الاحتجاجات "لا علاقة لها بدارفور" ، وبدلاً من ذلك أصابهم الإحباط بسبب عدم قدرتهم على العثور على دقيق القمح لصنع الخبز. وأضاف:"لقد أصبح الجهد لاستخدام دارفور ككبش فداء يأتي بنتائج عكسية ، كما ان الطرق العنصرية  والأساليب الانقسامية التي ينتهجها البشير اصبحت بمثابة صرخة حاشدة ضده".

ويبلغ متوسط العمر في السودان 19 عاما - وهو نصف ما هو عليه في الولايات المتحدة. وهذا يعني أن الغالبية العظمى من السودانيين عرفوا فقط حكم البشير وثقافة الخوف التي غرسها من خلال مقابلة الاحتجاجات السابقة بالعنف المميت." لكن  التكتيكات الثقيلة  لم تظهر هذه المرة، فلمدة شهر، نمت الاحتجاجات فقط ، وانتشرت في كل منطقة من البلاد ، بما في ذلك دارفور ، حيث كانت حملات القمع الأكثر وحشية في الماضي.

وقال عبد الباري :  "يبدو أن جيل الألفية ، الذين يقودون الاحتجاجات ، تماما مثل نظرائهم في أماكن أخرى في العالم ، يثورون ضد الثنائيات الإقليمية والعرقية في مجتمعهم"، مضيفا أن رسالة "نحن واحد" قد دمجت الاحتجاجات بالأمل في مستقبل أفضل بعد البشير.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن المعارضة السودانية الناشئة حاولت الاستفادة من التضامن مع المحتجين.

وقال خالد عمر ، الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني المعارض : "إن محاولة النظام استخدام سلاح الاستقطاب العرقي أثارت التأثير المعاكس ، وهو الشعور بالتضامن الوطني والرغبة المشتركة في التغيير".

وأثار هجوم حكومي الأسبوع الماضي على مستشفى في مدينة أم درمان ، إدانة دولية ، حيث دخلت قوات الأمن المستشفى وأطلقت النار الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على الأطباء ، وبعضهم كان يعالج المرضى الذين أصيبوا في الاحتجاجات في وقت سابق من ذلك اليوم.

ولقي اثنان من المتظاهرين مصرعهما يوم الخميس على أيدي قوات الأمن ، بحسب "تجمع المهنيين السودانيين" ، الذي يتولى مسؤولية تنظيم الاحتجاجات.

قد يهمك أيضًا  :

الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع لمنع محتجين من الوصول للبرلمان في مدينة أم درمان السودانية

رئيس جنوب السودان يغادر القاهرة

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة السودانيين تساهم في توحيد صفوف الشعب ونبذ العنصرية والعرقية انتفاضة السودانيين تساهم في توحيد صفوف الشعب ونبذ العنصرية والعرقية



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates