عدن - امير باعويضان
احتضنت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن الخميس، أكبر حشد شعبي للجنوبيين، في مسيرة، تعدّ الأكبر في تاريخ عدن السياسي، بعد توافد الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية المؤيدين للمقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي، رفضًا لقرارات الشرعية اليمنية والرئيس هادي، بعد إقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي، وعضو مجلس الوزراء ووزير الدولة، هاني بن بريك، المنتميين إلى المقاومة الجنوبية، نهاية أبريل/نيسان الماضي.
وأصدرت اللجنة المنظّمة للمسيرة، بيانًا سمّى الفعالية، "إعلان عدن التاريخي"، ورفض قرارات الشرعية، إلى جانب، تفويض محافظ عدن السابق، عيدروس قاسم الزبيدي، بإعلان قيادة سياسية وطنية "برئاسته" لإدارة وتمثيل الجنوب، بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان، وتتولى تمثيل وقيادة الجنوب وشعبه لتحقيق أهدافه وتطلعاته، وعلى رغم رفض البيان، قرارات الشرعية التي قضت بإقالة بن بريك والزبيدي، إلا أن الزبيدي في كلمته خلال الإعلان أكد على استمرار تأييده لشرعية الرئيس هادي، وعدم الخروج عنها، والأداة السياسية لحماية القضية الجنوبية، ومشروعها السياسي، وتحقيق تطلعات شعب الجنوب للسيادة على أرضه وقيام دولته الوطنية الفيدرالية الديمقراطية الحرة، فإن الإرادة الشعبية الجنوبية قررت تسمية هذا القرار "إعلان عدن التاريخي" ويحمل القوة القانونية للنفاذ المستمدة من الإرادة الشعبية الجنوبية، وتفويض القائد عيدروس قاسم الزبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية "برئاسته" لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته، ويجدد الحشد المليوني التأكيد إن الجنوب كوطن وهوية في حاضرة ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وإن جنوب ما بعد 4 مايو2017م، ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية، وإن الحقائق الواقعة على الأرض أثبتت عمق ومتانة الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي، وهذا الحشد المليوني يؤكد مجدداً للمجتمع الدولي والعربي والعالمي، وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية، التزامه التام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يجدد مناشدته إلى المجتمع الدولي، بمساعدة شعب الجنوب وتخفيف معاناته بتحقيق تطلعاته القانونية المشروعة".
واعتبر مراقبون، بأن ضغوطات مارسها "الإخوان" وعلي محسن الأحمر على هادي، لإقالة الزبيدي وبن بريك، اللذان يتمتعان بشعبية، كبيرة بين أوساط المقاومة والحراك الجنوبي، بسبب وقوفهما أمام مشاريع الإخوان للسيطرة على عدن، يكلف هادي كثيرا، بعد خسارته للشارع الجنوبي، في الوقت الذي ممنح الجنوبين فرصة جديدة، للسعي نحو الانفراد بالقرار السياسي والتحرك العسكري في المناطق الجنوبية، بعيدا عن أوامر الشرعية، مما قد يحقق لهم استقلالهم، ولاقى إعلان عدن قبول دول التحالف العربي، من بينها الإمارات العربية المتحدة، التي كان لها دور كبير في تسليح المقاومة الجنوبية، وتحرير المناطق الجنوبية، وخوض إلى جانبهم معارك ضد ميلشيات الحوثي وصالح في الجبهات الشمالية.
وأعلنت الجالية الجنوبية، في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي في بيان لها، تأييدها المطلق لإعلان عدن التاريخي، و وصفته بأن خطوة أولى ستمنح الجنوبيين الاستقلال والاعتراف الدولي لهم على كامل الأراضي الجنوبية الممتدة من باب المندب وحتى المهرة، غرب سلطنة عمان، وأدت الجالية في الخليج، أنها إلى جانب تأييدها المطلق للإعلان، تعلن دعمها الكامل بالمال والرجال بما فيهم كافة كوادرها المتخصصة ورجال الأعمال من قياداتها وأعضائها لتقديم كل ما يلزم لإنجاح كافة مراحل وخطوات تشكيل المجلس الانتقالي والمجلس العسكري، وصولاً إلى إعلان بيان الاستقلال الاول.
ودعت الجالية الزبيدي إلى تشكيل مجلس استشاري خاص به، مكون من الكوادر ذات الكفاءة في مختلف التخصصات، وأشارت بانه يتوجب عليه، رسم خطة كاملة، يبدأ في تنفيذها منذ اليوم الثاني من إعلان الكيان السياسي أو المجلس الانتقالي الجنوبي وحتى يوم إعلان الاستقلال، على أن تشمل قيادته إدارة العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري والاقتصادي مع تكليف ممثلين لإدارته في كافة الإدارات الحكومية للإشراف والمراقبة والتدقيق والتوقيع على كافة الإجراءات الذي يتخذها المسؤولين في المرافق العامة، مؤكّدة أنها بصدد تقديم حزمة من الأفكار والآراء والاقتراحات والمبادرات للزبيدي بما يساعده على تنفيذ التكليف الذي منحه الجنوبين له.
أرسل تعليقك