طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، عن انطلاق عملية عسكرية تحت اسم "عاصفة الوطن"، للقضاء على فلول تنظيم "داعش"، قرب مدينة مصراتة، كبرى ثالث المدن الليبية. وجاء الإعلان الرسمي عن تدشين العملية العسكرية المفاجئة على لسان محمد السلاك المتحدث باسم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، الذي أشار إلى أن العملية التي بدأت بتعليمات من السراج باعتباره القائد الأعلى للجيش، وتستهدف بؤر الإرهاب كافة وملاحقة فلوله في إطار الحفاظ على أمن الوطن والمواطن.
وقال السلاك، في مؤتمر صحافي في طرابلس، إن هذه العملية، تبدأ من الأودية والشعاب الممتدة من بوابة "الـ60 كيلومتر"، شرق مدينة مصراتة، وحتى ضواحي مدن بني وليد، ترهونة، مسلاتة، الخمس وزليتن، مؤكدًا أن "عاصفة الوطن" تستهدف فلول "داعش" الإرهابي تحت إمرة وقيادة قوة مكافحة الإرهاب. ولفت إلى أن قوة مكافحة الإرهاب أحاطت الجهات المختصة بالعملية لتتبع فلول "داعش" والإرهابيين والتعامل مع الأهداف المحتملة كافة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات بشأنها، موضحًا أنه يجدد إدانته "للهجوم الإرهابي الغادر" الذي استهدف بوابة أجدابيا الشرقية يوم الجمعة الماضي، ويترحم على أرواح الضحايا من العسكريين والمدنيين، ويؤكد على "الضرورة الماسة لتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب".
وكشف أن السراج يرحب بأي عمل يسهم في رأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد، ولا سيما الخطوات الأخيرة لتفعيل الصلح بين مصراتة والزنتان، ويحث على مزيد من الجهود البناءة نحو مصالحة وطنية شاملة، ويأمل أن تنعكس هذه الخطوة على بقية الملفات العالقة، خاصة ملف عودة نازحي تاورغاء لمدينتهم. ويأتي الإعلان بعد ساعات فقط على استئناف حركة الملاحة الجوية بمطار مصراتة الدولي، الذي تعرض لإغلاق مفاجئ دام بضع ساعات وتم توجيه رحلاته إلى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، إثر هجوم شنته ميليشيات مسلحة تطالب بالإفراج عن عنصرين تم اعتقالهما، تابعين لتنظيم مجلس شورى ثوار بنغازي المتطرف.
وقبل نهاية العام الماضي، اغتال مسلحون مجهولون محمد اشتيوي، عميد بلدية مصراتة، عقب خروجه من مطار المدينة الدولي، فور عودته من تركيا رفقة عدد من ممثلي المدينة. ويعتقد على نطاق واسع أن تنظيم "داعش" المتشدد الذي فقد منذ العام الماضي الكثير من مقاتليه في عملية عسكرية تحت اسم "البنيان المرصوص" لتحرير مدينة سرت الساحلية، ولا يسيطر حاليًا على أراض في ليبيا، يحاول تجميع فلوله في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الشريط الساحلي بين مصراتة وطرابلس وهي منطقة تلتف حول محيط مدينة بني وليد وصولاً إلى الصحراء الواقعة جنوب سرت.
وتبنى "داعش" خلال العام الماضي هجومًا استهدف مجمع المحاكم، أحد أبرز معاقل حكومة السراج في مدينة مصراتة الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس، والتي تعد الميليشيات المسلحة التابعة لها الأفضل تسليحًا مقارنة ببقية الميليشيات في عموم ليبيا، إذ إنها تمتلك طائرات من طراز "ميغ" ومروحيات هجومية.
إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مقتل وإصابة 16 مدنيًا جراء أعمال عدائية في البلاد خلال الشهر الماضي. وقالت البعثة، في تقريرها الشهري، إنها وثقت 16 اعتداء على المدنيين، من بينها 5 حالات وفاة و11 حالة إصابة، وذلك أثناء أعمال عدائية في مناطق مختلفة من ليبيا، مشيرة إلى أن هذه الإحصائية تمثّل انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بشهري يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط الماضيين.
أرسل تعليقك