استخدم جيسون غرينبلات، الممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب للمفاوضات الدولية، حسابه على موقع "تويتر"، لتوجيه كلام الى المسؤولين الفلسطينيين الناشطين على تلك المنصة الإلكترونية بشكل كبير، حيث وجه اليهم خلال الأسابيع الماضية أفكاراً وانتقادات واقتراحات.
وذكرت صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية أنه في منشور لغرينبلات سأل فيه: "من الذي يقول إن الولايات المتحدة والسلطة الوطنية الفلسطينية لا يتحدثان معا ؟ الفارق الوحيد الآن هو أننا نتحدث في كل الأمور، ولكن عبر تويتر لكي يعرف الناس موقف كل طرف، فالشفافية أفضل للجميع".
أقرأ أيضًا : واشنطن تكشف قريبًا عن خطة السلام رغم المقاطعة الفلسطينية
ويعود السبب في الصمت التام بين الجانبين هو ما أطلق عليه ترامب اسم "صفقة القرن" والتي ربما تدخل حيز التنفيذ بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، في 9 أبريل/ نيسان.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2017، أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة من تل أبيب إلى هناك، وهي خطوة تعتبر مثيرة للجدل إلى حد كبير، والتي دفعت القادة ومفاوضي السلام من الجانب الفلسطيني إلى إلغاء كل شيء يخص الجهود الدبلوماسية الأميركية.
وتقول الإدارة الأميركية إنها مضت قدما في "صفقة القرن"، لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. وفي الواقع، لا يوجد ما يشير إلى أي جانب من جوانب الخطة. وقد رفض غرينبلات الافصاح عن أي اقتراحات حول ما قد تحتوي عليه، كما كان هناك إنكار قاد إلى إطلاق الجولة الأخيرة من التغريدات الدبلوماسية في 17 يناير/ كانون الثاني.
وغرد الصحافي الإسرائيلي، براك رابيد، قائلا إن لديه بعض التفاصيل حول "خطة السلام المبهمة". وقد أثار تقريره على الفور رداً من غرينبلات، حيث قال:" بينما أحترم السيد رابيد، فإن تقريره عن صفقة القرن غير دقيق، التكهنات حول محتوى الخطة ليس مفيدا، عدد لا يذكر من الناس على هذا الكوكب في الوقت الراهن يعرفون محتواها."
وبعد أيام قليلة من المناقشة على "تويتر" مدى دقة الخطة والنقاط التي أثارها رافيد والتي أنكرها غرينبلات، كتبت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على "تويتر" تقول: "تحتاجون إلى كمية كبيرة من الملح لتصديق التسريبات الصادرة عن المصادر الإسرائيلية، خاصة في سياق خطابات الانتخابات، وعلى أي حال فإن غرينبلات نفى ذلك بشدة، ولكن الإدارة الأميركية ليس لديها مصداقية."
ورد غرينبلات على عشراوي قائلا:" ربما لا تحبين سياستنا وقرارتنا، ولكن قولك إن ليس لدينا مصداقية ليس واقعيا."
وأعقب الرسالة خيط طويل بدا وكأنه يسلط الضوء على احباطات إدارة ترامب مع القيادة الفلسطينية لرفضها المستمر للقاء أو التحدث إلى المسؤولين الأميركيين.
ومنذ نقل السفارة الأميركية إلى القدس في شهر مايو/ أيار الماضي، زادت الإدارة من نفور الفلسطينيين من خلال تقليص جميع سبل المساعدة والتمويل تقريبا، حتى وصل إلى حد احتمالية إنهاء شريان الحياة المالي الذي يدعم قوات الأمن الفلسطينية للحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة.
وتم تسليط الضوء على هذه النقطة المثيرة للجدل يوم الجمعة من قبل نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث قال إن "التخفيضات سيكون لها تأثير سلبي على الجميع وتزيد من عدم الاستقرار". ورد غرينبلات على الفور على تويتر، قائلا:" مقولة مزعجة من أبو ردينة، الناطق باسم الرئيس الفلسطيني عباس."
وتبع ذلك سلسلة طويلة أخرى من التغريدات تشرح سبب قطع المساعدات، وقال غرينبلات في الغالب، لأن الفلسطينيين رفضوا تحمل المسؤولية والانخراط في التغيير، مضيفا:" سيد أبو ردينة حان الوت لنكون جادين، إما العمل على السلام أو على مساعدة الفلسطينيين". ولفت الى أن الرسائل والأساليب القديمة لن تعمل بعد الآن، ليس مع الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، إنها مسألة وقت حتى تقول دول أخرى ذلك بصوت عال أيضا."
وسلط غرينبلات الضوء على تعليقات قادة فلسطينيين بارزين آخرين ممن انتقدوا الولايات المتحدة، خاصة الدكتورة عشراوي، والتي علقت على تغريدات غرينبلات ومناقشته للقضايا السياسية على تويتر قائلة:" سياسة تويتر تعد انتصارا للعقول الضيقة والتفكيرات الضعيفة، مما يحول دون وجود تفاعلات تحليلة ناقدة شاملة ومسؤولة وصادقة وذكية. نشهد تداعيات عالمية لهذا الفشل."
ورد عليها غرينبلات:" دكتورة عشراوي، باب منزلي مفتوح أمام السلطة الفلسطينية والفلسطينيين للتحدث، في الواقع، لقد التقيت العديد من الفلسطينيين على مدى الـ 14 شهرا الماضية وما زالت مستمراً، يسعدني لقاؤك ولقاء زملائك في أي وقت في البيت الأبيض للتحدث شخصيا."
قد يهمك أيضًا :
فريق الرئيس الأميركي يُمهّد الطريق لإطلاق عملية السلام دون موافقة الفلسطينيين
غرينبلات يدَّعي أن "حماس" عقبة أمام السلام في المنطقة
أرسل تعليقك