تفاهمات أميركية روسية تهدف إلى إعادة النظام السوري إلى الجنوب وإنهاء دور إيران
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فيما رفضت دول أوروبية إعطاء شرعية للأسد أو المساهمة في الإعمار

تفاهمات أميركية روسية تهدف إلى إعادة النظام السوري إلى الجنوب وإنهاء دور إيران

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تفاهمات أميركية روسية تهدف إلى إعادة النظام السوري إلى الجنوب وإنهاء دور إيران

الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب
موسكو- حسن عمارة

أكدت مصادر دبلوماسية غربية، الخميس، أن هجوم قوات الحكومة السورية بغطاء روسي على ريف درعا والمدينة جنوب البلاد، جاء ضمن تفاهمات بين واشنطن وموسكو تتضمن عودة الجيش السوري إلى الجنوب مقابل إخراج مقاتلي المعارضة ورافضي ذلك إلى إدلب، على أن يتعهد الجانب الروسي بـ"إضعاف ثم إنهاء" الدور الإيراني في سورية. وأشارت إلى فوز تيار في الإدارة الأميركية يميل إلى التفاهم مع موسكو ما يعني قرب تعيين مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي جويل روبرن مبعوثًا إلى سورية تابع لوزارة الخارجية.

وستكون تفاهمات الجنوب السوري، على جدول أول قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في هلسنكي في 16 الشهر الجاري التي ستعطي دفعة إضافية لاتفاقهما في فيتنام في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون زار لندن قبل توجهه إلى موسكو للقاء الرئيس بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للتمهيد للقمة الروسية - الأميركية التي ستعقد بعد قمة "حلف شمال الأطلسي" – ناتو- في بروكسل يومي 11 و12 الشهر المقبل وزيارة ترامب إلى لندن بدءً من 13 من الشهر ذاته.

ويتوقع أن تبارك القمة إعطاء أولوية لتشكيل لجنة من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني وإجراء إصلاحات دستوري في سورية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في العام 2021 ودعم جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف للجسر بين "ضامني" عملية آستانة و"النواة الصلبة" التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن وألمانيا لتشكيل اللجنة وصوغ الإصلاح الدستوري والتمهيد للانتخابات.

ويعني توافق روسيا وأميركا عمليًا "قبول الرئيس بشار الأسد حاليًا كأمر واقع مع استمرار رفض إعطائه الشرعية بل استمرار التصريحات الرافضة لذلك"، كما حصل الأربعاء، لدى قول وزير الخارجية مايك بومبيو أن لا سلام مع الأسد ووجود إيران في سورية، بحسب المصادر الغربية.
وأشارت إلى أن "الاتحاد الأوروبي ومعظم الدول الأوروبية غير مرتاحين لهذه التفاهمات وأن معظم الدول لن يقبل ذلك وسيبقى متمسكًا برفض الشرعية للأمر الواقع وسيبقى رافضًا المساهمة في إعمار سورية ما لم يحصل انتقال سياسي فيها". كما أن دولًا "تشكك عمليًا في قدرة روسيا أو رغبتها في إضعاف إيران".

وحرص الرئيس ترامب على إيفاد بولتون إلى أوروبا لإطلاع حلفاء واشنطن على توجهات الإدارة الأميركية المقبلة التي جاءت بعد سلسلة من المشاورات الداخلية والمحادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لعب دورًا رئيسيًا في إقناع بوتين في بعض التفاهمات وجوهرها "عودة الجيش السوري إلى الجنوب مقابل إضعاف ثم إنهاء الدور الإيراني".

وكان نتنياهو زار موسكو بداية الشهر، وكان لافتًا أن الجيش الإسرائيلي شن غارات شاملة على مواقع يعتقد أنها تابعة لإيران في سورية، ما يعني أن ذلك حصل بموجب قبول سياسي من الكرملين وتنسيق عسكري بين قاعدة حميميم الروسية وتل أبيب. وتم الاتفاق وقتذاك على تأسيس خط أحمر بين بوتين ونتنياهو أضيف إلى الخط الآخر بين حميميم وتل أبيب. وتزامن ذلك مع قول وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأنه على الرئيس الأسد إخراج إيران من سورية.

بعدها، جرت اتصالات بين واشنطن وتل أبيب أسفرت عن مباركة تفاهمات نتنياهو - بوتين، حيث جرى تنفيذها خطوة بعد خطوة. بداية جرى الاتفاق على بدء تنفيذ الهجوم العسكري على ريف درعا الشرقي والمدينة وصولًا إلى معبر نصيب على حدود الأردن وتأجيل الهجمات على القنيطرة والقسم الغربي من اتفاق خفض التصعيد. كما أبلغت واشنطن رفع الغطاء العسكري على فصائل "الجبهة الجنوبية" في "الجيش الحر" عبر إبلاغها خطيًا بعدم توقع "أي تدخل عسكري أميركي"، إضافة إلى عدم قبول لاجئين سوريين في الأردن.

وحسمت تلك الرسالة بين خطين كانا في الإدارة الأميركية: الأول، يدعو للضغط على موسكو لالتزام اتفاق "خفض التصعيد" الموقع بين روسيا وأميركا والأردن في يوليو/ تموز الماضي ثم جرى التأكيد عليه بين ترمب وبوتين في نوفمبر والتلويح بـ"إجراءات حاسمة" ضد دمشق. الثاني، التخلي عن المعارضة والتزام ترتيبات ثلاثية روسية - أميركية - أردنية أو رباعية تضم إسرائيل لعودة قوات الحكومة السورية وإبعاد المعارضة مقابل "إبعاد إيران عن حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان المحتل تمهيدًا لإنهاء دورها في سورية".

في المقابل، أعلنت موسكو ضمن التفاهمات عن خفض قواتها في قاعدة حميميم كما فعلت مرات سابقة في العامين الماضيين. كما جال ضباط روس في ريف درعا عارضين "التسوية والمصالحة أو التهجير والضغط العسكري" مع فتح أربعة معابر لخروج مدنيين، كما حصل في غوطة دمشق وشرق حلب. كما جرت مفاوضات في عمان بين شخصيات محسوبة على المعارضة في درعا وضباط روس للوصول إلى وقف للنار وإخراج مقاتلين معارضين وتسيير دوريات للشرطة الروسية.

وهذه التفاهمات الروسية - الأميركية حول الجنوب تأتي ضمن تصور أوسع لسياسة الإدارة الأميركية في سورية. وأكدت المصادر الغربية أن ترامب لا يزال متمسكَا بالانسحاب من شمال شرقي سورية "مجرد القضاء على "داعش" الذي لا يزال يسيطر على 2 في المئة من الأراضي السورية" -كان يسيطر على أكثر من 40 في المئة-. وأشارت إلى أن دولًا غربية وعربية قدمت نحو مئة مليون دولار أميركي لدعم الاستقرار في المناطق المحررة من "داعش" بناء على طلب ترامب من جميع الحلفاء المشاركة في حمل العبء استعدادًا لإعلان الانسحاب بعد إنهاء "داعش" بالتزامن مع موعد الانتخابات النصفية للكونغرس بداية نوفمبر المقبل.

عليه، أشارت مصادر إلى أن التفاهمات التي ستكون موضوع بحث بين ترمب وبوتين، ستتناول أيضًا شمال شرقي سورية بحيث يتم البحث في ترتيبات تتجاوز اتفاق منع الاحتكاك القائم بين الجيشين الروسي والأميركي خلال قتال "داعش" قد تنضم إليها أنقرة بعد استعادة الثقة مع واشنطن في ضوء اتفاق منبج لتصبح ترتيبات روسية - أميركية - تركية لشرق نهر الفرات تتضمن مجالس محلية ودورًا أكبر لـ"قوات سورية الديمقراطية" والأكراد مقابل بقاء علاقة مع الدولة المركزية في دمشق. -قد يشمل هذا تشجيع عملية سياسية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في تركيا مقابل تركيز الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على وضعه المحلي في سورية.

لكن المصادر أعربت عن الاعتقاد أن "اللغز" لا يزال في إدلب ومصير الوجود التركي فيها، خصوصًل بعد تجمع آلاف المقاتلين المعارضين ووجود "هيئة تحرير الشام" التي تضم "فتح الشام" - النصرة سابقًا- ونحو 2.5 مليون شخص. وأشارت إلى أن "أنقرة تريد بقاء نفوذها في إدلب وشمال سورية على المدى الطويل".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاهمات أميركية روسية تهدف إلى إعادة النظام السوري إلى الجنوب وإنهاء دور إيران تفاهمات أميركية روسية تهدف إلى إعادة النظام السوري إلى الجنوب وإنهاء دور إيران



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates