عدن ـ عبدالغني يحيي
اندلعت ليل الأحد، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش اليمني ومليشيات "الحوثي وصالح" شرق مدينة تعز. وقال مصدر عسكري إن مواجهات عنيفة اندلعت عقب هجوم للمليشيات على مواقع قوات الجيش شرق المدينة. وأشار المصدر إلى أن المواجهات استمرت حتى الفجر بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ، بالتزامن مع قصف عنيف تشنه المليشيا على الأحياء السكنية شرق المدينة بقذائف المدفعية ومضادات الطيران من مواقع تمركزها في تبتي السلال والجعشة.
كذلك اندلعت مواجهات دموية بمختلف الأسلحة، الأحد، بين أطراف متباينة داخل عناصر ميليشيات الحوثي في منطقة حريب القراميش شرق العاصمة اليمنية صنعاء، بسبب خلافات في ما بينهم على خلفية محاولة تغيير المشرف الأمني للانقلابيين في المنطقة. وأكدت مصادر ميدانية أن عناصر من الحوثيين من منطقة حريب القراميش اشتبكوا مع أفراد حوثيين آخرين في نقطة "نقيل شجاع" الواقعة بين مديريتي حريب القراميش و"بني حشيش" التابعة لمحافظة صنعاء.
ونقل الموقع الإخباري الناطق باسم الجيش اليمني عن المصادر أن المواجهات خلفت مقتل نحو 21 مسلحاً وإصابة العشرات، في وقت لا تزال الأوضاع متوترة بينهم حتى الأثناء، مع حشد كل طرف لأتباعه. ويأتي ذلك في وقت تتواصل المعارك بين قوات الشرعية، مدعومة بطيران التحالف العربي، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، في عدة جبهات في مديرية نهم شرق صنعاء، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين.
واستهدف طيران التحالف العربي بغارات جوية تجمعات للمتمردين، لإسناد تقدم الجيش الوطني، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات الانقلابيين، بينهم قيادات ميدانية كبيرة.
في هذا الوقت، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن "مشكلتنا مع الحوثي تتمثل في أنه يرى أن معه أمراً من الله وأنه مكلف بالحكم وأن السلطة من حقه، وهنا كيف تتفاهم ـ سياسياً ـ مع رجل يرى أنه مكلف من الله، ثم المشكلة الأخرى تتمثل في امتثال الحوثيين للأوامر الإيرانية.
وقال في حديث صحافي: "الحوثي يرى أنه مقدس، ونحن نرى أننا كلنا "عيال تسعة" من المهرة إلى صعدة، ولا أحد أفضل من أحد". واتهم الرئيس اليمني خصومه الحوثيين بأنهم "يحملون مشروعاً دينياً يقوم على تمييز الناس إلى مقدسين وغير مقدسين، مكرراً اتهامهم بالارتباط بإيران".
وشدد هادي في الحوار على أن "الدولة الاتحادية" هي المخرج من الحروب والانقلابات التي تعصف باليمن منذ أكثر من خمسين سنة حسب تعبيره. مؤكداً على أن الحل العسكري بات مطروحاً بقوة بعد رفض الحوثيين لكل الحلول السلمية. واتهم الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقيام بالانقلاب من أجل إجهاض مشروع الدولة الاتحادية التي قال إنها تقضي على طموحاتهم في الانفراد بالسلطة والثروة.
وأكد أن ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي" الذي يرأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي والذي يطالب بعودة دولة الجنوب ما قبل عام 1990، يعتبر في حكم المنتهي، وأن مخرجات الحوار الوطني قد أنصفت القضية الجنوبية وضمنت حلها. وذكر أن إيران تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب عن طريق دعم الحوثيين الذين ذكر انهم ينقضون اتفاقاتهم مع الحكومة بناء على تعليمات من طهران، مجدداً اتهام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإدخال الحوثيين صنعاء.
واشار هادي الى أن "هناك تنسيقاً ضمن التحالف العربي لضبط الأمن في المناطق المحررة، مؤكداً أن عدم رغبة بعض الأطراف في إحراز تقدم عسكري في تعز يحسب على مكونات معينة هو ما يعيق تقدم المعارك في تعز". وأكد الرئيس اليمني أن خطوة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن منعت إعلان إفلاس البنك، ومن ثم انهيار الدولة في اليمن، متهماً الانقلابيين بمنع توريد إيرادات المناطق التي تحت سيطرتهم للبنك المركزي في عدن.
من جهته نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن ، التقى الأحد عدداً من القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية لمحافظة إب لمناقشة المستجدات والقضايا المرتبطة بالمحافظة. وأكد خلال اللقاء على "مضي الشرعية بدعم ومساندة التحالف في استكمال عملية التحرير واستعادة الدولة اليمنية المنهوبة"، منوهاً إلى "ما تكبده اليمنيون من خسائر فادحة ومعاناة كبيرة جراء انهيار الدولة واستيلاء الميليشيات الانقلابية ونهبها لموارد البلد.
وحث نائب رئيس الجمهورية خلال اللقاء على "مضاعفة الجهود والعمل على توحيد الصف الوطني والالتحام بصفوف الجيش لمقاومة الانقلاب ودحره"، مشيدًا بالتضحيات التي قدمها أبناء محافظة إب إلى جوار إخوانهم من بقية المحافظات في سبيل حماية امن اليمنيين واستعادة حريتهم. واستمع نائب الرئيس من الحضور إلى المستجدات والمتطلبات لأبناء المحافظة ومواقف أبنائها بمختلف تنوعاتهم من رفضهم المطلق للانقلاب ومساندتهم للشرعية ولجهود القيادة السياسية.
وأعلن اللواء عبدالله سالم النخعي قائد القوى البحرية اليمنية والدفاع الساحلي عن نتائج ايجابية لزيارة وفد عسكري سعودي لقوات البحرية بعدن وكشف عن هتمام سعودي بريطاني مشترك باعادة بناء وتأهيل وتسليح القوات البحرية اليمنية. وأشاد اللواء النخعي في تصريح صحفي بنتائج زيارة الوفد العسكري السعودي لقوات البحرية وقال ان تلك الزيارة جاءت لتلمس أوضاع واحتياجات القوات البحرية ومستوى الجهود المبذولة لإعادة تأهيلها بعد تعرضها لتدمير واعمال تخريبية كبيرة طالت مختلف المعدات والقطع البحرية والمواقع والمعسكرات التابعة للبحرية بعدن نتيجة الحرب العدوانية للمليشيات الانقلابية العام قبل الماضي.
وأكد القائد النخعي ان قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة قدمت مشكورة بعض الدعم الخاص بالقوات البحرية ووعدت بتقديم المزيد من الدعم المطلوب لإعادة مكانة ودور القوات البحرية اليمنية في حفظ أمن اليمن والخليج وحماية المياة الإقليمية، وان زيارة الوفد السعودي للقوات البحرية يأتي في إطار الاهتمام الذي توليه دول التحالف العربي في اعادة بناء قوات الشرعية اليمنية بقيادة فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي حتى تتمكن من القيام بكافة مهامها في حفظ أمن واستقرار اليمن وحماية شعبه وسيادة واستقلال ووحدة أراضيه.
وأوضح اللواء النخعي أن الوفد السعودي الزائر قبل عدة أيام للقوات البحرية تمكن من الاطلاع عن قرب على ابرز الاحتياجات المختلفة للقوى البحرية وابدى استعداد المملكة ودول التحالف لتقديم الدعم العسكري اللازم لتجاوز واقع الدمار الكبير الذي لحق بالقوات البحرية ومعسكراتها ومعداتها بعدن، نتيجة تلك الحرب العدوانية لمليشيات الحوثي-صالح الانقلابية ومارافقها من أعمال تخريب ونهب للمؤسسات العسكرية والأمنية،إضافة الى اطلاعه على الجهود البحرية المبذولة لاعادة بناء وتأهيل وتدريب منتسبي القوى البحرية وخاصة المجندين الجدد المرقمين مؤخرا والبالغ عددهم قرابة الف مجند والذي سبق وأن تخرجت منهم الدفعة الأولى قبل فترة وسنشهد بعد أيام باذن الله تخرج الدفعة الثانية.
وشدد قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي على الدور الامني والتسليحي المطلوب لتمكين قوات البحرية اليمنية من تأمين خليج عدن وباب المندب والمياه الإقليمية والاضطلاع بدورها العسكري الهام في استكمال المعركة الوطنية مع المليشيات الانقلابية حتى إعادة الشرعية وبسط نفوذها على مختلف المناطق اليمنية برا وبحراً وجوا حتى يأمن الشعب اليمني واشقائه في دول الخليج والمنطقة من شرور ومخاطر هذه الجماعات المارقة والخارجة عن النظام والقانون والإجماع الوطني. واشار القائد النخعي الى تلقي القوات البحرية اليمنية،وعودا مختلفة بدعمها من قبل بعض الدول، منها بريطانيا التي قال أن وفداً عسكرياً لها زار القوى البحرية مطلع الشهر الماضي ووعد بتقديم مساعدات لإعادة بناء وتأهيل القوات البحرية اليمنية،معبراً عن أمله في تكاتف كل الجهود المحلية والاقليمية والدولية لاعادة بناء قدرات القوات البحرية بمايجعلها قادرة على القيام بكل المهام والمسؤوليات المناطة بها.
أرسل تعليقك