بروكسل ـ عادل سلامه
أكد أعضاء حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو" إلى أن "روسيا تنتهك معاهدة نووية تاريخية تعود الى حقبة "الحرب الباردة"، مما يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة لمغادرة الاتفاقية. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن "الولايات المتحدة ستعلق التزاماتها تجاه المعاهدة خلال 60 يومًا بسبب الانتهاكات الروسية، وبعدها ستبدأ في فترة الانسحاب التي تمتد لستة أشهر من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى لعام 1987 .
وذكر بومبيو أن روسيا طورت مجموعة متعددة من صواريخ "SSC-8" ، في إشارة إلى صاروخ "كروز" ، متوسط المدى ، الذي يحمل اسم "نوفاتور 9M729." وأشار بومبيو أن موسكو تختبر الصاروخ فعلياً منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي. وقال في مؤتمر صحفي جديد بعد اجتماع مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، "إن "نطاق الصاروخ يجعله خطراً مباشراً على أوروبا".
وقال بومبيو إن "العالم بحاجة إلى مواجهة الغش الروسي بشأن التزاماته للحد من التسلح". وأضاف "أن الدول تواجه خيارين، "إما دسُّ رؤوسها في الرمال " أو "مواجهة موسكو".
وكشف وزير الخارجية الأميركي عن أن واشنطن أثارت القضية 30 مرة على الأقل، وواجهت "اتهامات لا أساس لها" من روسيا في المقابل. وقال بومبيو إنه "لا يمكن رؤية قضية الصواريخ الروسية بمعزل عن تصرفات موسكو حول العالم - بما في ذلك النزاع في أوكرانيا و ضمّ القرم والتسمم في "ساليسبري" في المملكة المتحدة وعدد من الحوادث الأخرى. وأشار إلى أن واشنطن سوف تضطر إلى استعادة التوازن العسكري في أوروبا في الفترة المقبلة، ولكن بومبيو امتنع حتى الآن عن تقديم مزيد من التفاصيل .
وضغط حلفاء الـ"ناتو" بقيادة ألمانيا، على بومبيو في اجتماع في بروكسل لإعطائهم فرصة أخيرة قبل انسحاب واشنطن من المعاهدة، وسط مخاوف من سباق تسلح جديد في أوروبا. ووافق وزراء الخارجية لدول الحلف على الإعلان رسمياً بأن روسيا "قد خرقت بشكل كبير" معاهدة الأسلحة النووية في بيان دعماً للولايات المتحدة.
في المقابل، نفت روسيا القيام بتطوير صاروخ "كروز" الأرضي متوسط المدى والقادر على حمل رؤوس حربية نووية وضرب المدن الأوروبية في وقت قصير. لكن الأمين العام لحلف "ناتو" ينس ستولتنبرغ، قال إنه "سيكون هناك الآن دفعة دبلوماسية مكثفة لمحاولة إقناع روسيا بالتخلي عن تلك الصواريخ ، حتى لا تنسحب واشنطن من الاتفاقية في فبراير/شباط المقبل.
يُذكر أنه كان تمَّ التفاوض على معاهدة الأسلحة النووية بين الرئيسين آنذاك رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف ، وتم القضاء على ترسانات الصواريخ المتوسطة المدى لأكبر قوتين نوويتين في العالم والحد من قدرتهما على شن ضربة نووية في وقت قصير. وتمت إزالة صواريخ "كروز" وبيرشينغ الأميركية المنتشرة في بريطانيا وألمانيا الغربية، نتيجة لذلك ، في حين أن الاتحاد السوفياتي سحب سحب الصواريخ من طراز SS-20 خارج النطاق الأوروبي.
أرسل تعليقك