السوبر باغ في اليمن يهدّد بتراجع النظام الصحي الذي يواجهه معوقات
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أدى القصف الجوي إلى شلّ مراكز إمداد الطعام والبني التحتية الحيوية

"السوبر باغ" في اليمن يهدّد بتراجع النظام الصحي الذي يواجهه معوقات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "السوبر باغ" في اليمن يهدّد بتراجع النظام الصحي الذي يواجهه معوقات

الغارات الجوية
صنعاء خالد عبدالواحد

نشر موقع "مكتب التحقيقات الصحافية"، تحقيقا تحت عنوان "اليمن: مزيج قاتل من الدواء والمقاومة والحرب". ويقول الموقع في بداية تحقيقه، "فقط بعد يومين من العملية، بدأ الأطباء يشمون الرائحة، حيث قاموا بتضميد رجل طالب جامعي (22 عاما)، مزقتها قنبلة، التي هشمت العظام، ومزقت اللحم، إلا أن رائحة بدأت تنبعث منه، يطلق عليها الأطباء في أدبياتهم (هجوما)، ويعني التهابا سيئا وخطيرا يهدد الحياة، ولم يكن يتحسن".   ويشير التحقيق، إلى أنه عندما شعر الأطباء في مركز أطباء بلا حدود أن الجرح يقاوم المضادات الحيوية، فإنهم قاموا بإرسال عينة دم للتحليل في مختبر الميكروبات التابع للجمعية في عدن، الذي افتتح العام الماضي، وهو الوحيد المتوفر في المنطقة، ويحتوي على معدات قادرة على اكتشاف الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.   ويكشف الموقع عن أن النتيجة كانت سلبية، حيث أن هناك بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية المعروفة كلها، ومن غير المعلوم لأحد كيف دخلت البكتيريا إلى جسد الطالب، الذي عرف باسم Acinetobacter baumanni على اسم البكتيريا؛ للحفاظ على هويته، مشيرا إلى أنه من الشائع في اليمن أنها قد تكون دخلت جسده من القنبلة، أو الرمل عندما سقط على الأرض، بحسب ما يقول الدكتور المسؤول عن برنامج المضادات الحيوية في مركز أطباء بلا حدود نجوان منصور.   ويلفت التحقيق إلى أن أطباء المركز بدأوا البرنامج في مجال المضادات الحيوية المتخصصة، التي لا تستخدم بسبب مخاطرها والأعراض الجانبية، حيث تم إجراء عدة عمليات على الطالب، وكان عددها سبعا في المجمل، مشيرا إلى أن ما كان يحتاج علاجا لمدة خمسة أيام فإنه امتد لثلاثة أسابيع، حيث تم وضع الطالب في عزلة؛ حتى لا تنتقل العدوى إلى بقية المرضى، وعندما كانت عائلته تزوره لم يكن يسمح لها بلمسه دون استخدام الواقيات القطنية، وفي النهاية نجا الطالب، حيث يقول الدكتور نجوان: "لقد أنقذناه من فم الموت".   ويفيد الموقع بأن "الغارات الجوية التي قام بها التحالف السعودي في اليمن أدت إلى آلاف الجرحى، لكن الثمن الحقيقي قد لا يعرف إلا بعد سنوات مقبلة، فبعد سنوات من القصف الجوي الذي لا يرحم، الذي أدى إلى شل مراكز إمداد الطعام والبني التحتية الحيوية، وعرقل الإمدادات الطبية، فإن اليمن تحول إلى جبهة المقاومة للمضادات الحيوية، وحتى الآن فإن مخاطر (السوبر باغ) كانت خطرا نظريا، حيث اقتصرت على حالات معزولة أدت إلى إثارة قلق الأطباء والعلماء الباحثين حول ما يمكن عمله في حال خروجها عن السيطرة، فمشكلة السوبر باغ أو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في اليمن تهدد بانهيار النظام الصحي، الذي يواجه معوقات كبيرة".   ويذكر التحقيق أن حالات المقاومة للمضادات الحيوية زادت مدة بقاء المصابين في المستشفى الميداني بأربعة أضعاف للنجاة من جراح الحرب، أي من المعدل المعروف خمسة أيام إلى 19 يوما، لافتا إلى أن هذا الوقت الإضافي، والمضاد الحيوي المتخصص الذي يحتاجه المرضى لمقاومة مرضهم، يعنيان أن عددا قليلا منهم يستطيع الحصول عليه؛ لأنه مكلف، ففي المراكز الطبية العامة، التي لا توجد فيها مراكز متخصصة أو أدوية، فإن هناك احتمال وفاة الكثير من المرضى بسبب الالتهابات التي يمكن في الغالب علاجها.   وينقل الموقع عن المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن الدكتورة أنا نيري، قولها: "إنه عبء ضخم على النظام الصحي، الذي لا يمكنه التعامل مع الخدمات الصحية الأساسية"، فنسبة 70% ممن أدخلوا في مستشفى أطباء بلا حدود في عدن يعانون من مقاومة للمضادات الحيوية في نظام الدم لديهم، وتضيف نيري: "هذا مخيف، والمقاومة المتعددة للأدوية التي نراها في الشرق الأوسط أمر مخيف أيضا".   وبحسب التحقيق، فإن تقارير لمنظمة أطباء بلا حدود تشير إلى أن المرضى يعانون من التهابات Methicillin-resistant Staphylococcus aureus (MRSA); extended-spectrum beta-lactamase- (ESBL); and some with carbapenem-resistant Enterobacteriaceae (CRE). ويبدو أن الكثير من المرضى يخسرون أطرافهم أو يموتون بسبب المقاومة للمضادات الحيوية، فيما سجلت حالات مشابهة في مناطق أخرى في الشرق الأوسط، بما فيها سورية والعراق والأردن.   وقال الموقع إن المرضى الذي يعالجون في مستشفى أطباء بلا حدود محظوظون؛ لأن غالبية المرضى ينتهون في مستشفيات تديرها الحكومة، أو مستشفيات خاصة، ليست لديها برامج أو إجراءات لمعالجة مقاومة متعددة للمضادات الحيوية، ويقول الدكتور نجوان إن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مقاومة متعددة للمضادات الحيوية يموتون دون معرفة السبب.  وينوه التحقيق إلى أنه عادة ما يعالج الأطباء في اليمن الالتهابات من خلال أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، التي تجعل المرض أسوأ ليس للمريض فحسب، لكن للسكان كلهم، وهذا يؤدي، كما يقول الدكتور نجوان، إلى "خلق جيل جديد مقاوم لأنواع عدة من المضادات الحيوية".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوبر باغ في اليمن يهدّد بتراجع النظام الصحي الذي يواجهه معوقات السوبر باغ في اليمن يهدّد بتراجع النظام الصحي الذي يواجهه معوقات



GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates