أكد الجيش الليبي، السبت، أنه لا تمديد لمهلة الثلاثة أيام الممنوحة لميليشيات الوفاق في مصراتة، مشدداً على قدرته على صدّ أي عدوان تركي، وأن قواته البحرية ستنقل المعركة إلى المتوسط.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن مجموعة من ميليشيات حكومة الوفاق قامت بهجوم فاشل على منطقة الداوون شرق ترهونة.
وبحسب المسماري، فإن الهجوم جاء نتيجة للخسائر التي منيت بها الميليشيات عقب استهداف مواقع عسكرية تابعة لها في مدينة مصراتة.
يأتي هذا فيما أوردت وسائل إعلام ليبية بأن قوات الجيش استهدفت بضربات جوية مواقع لمسلحي الوفاق جنوب غرب مدينة مسلاتة، تزامنا مع غارات على مقر كتيبة الدرع شمال مدينة زليتن.
فيما أعلن الجيش الليبي سيطرته على منطقة البركات بضواحي مسَلّاتة، كما شن الجيش غارات على مركبات مسلحة انسحبت من مدينة ترهونة.
يأتي ذلك فيما لقي 19 عنصراً من تشكيلات حكومة الوفاق الليبية، مصرعهم، بينهم 11 سورياً، بغارة جوية للجيش على سرت، ليل الجمعة.
واستهدفت الضربات الجوية سيارات مسلحة بعد انسحابها من ترهونة جنوب غربي زليتن.
كما قصف سلاح الجو الليبي مواقع للوفاق بمدينة مسلاتة، وثارت اشتباكات بين الجيش الليبي وقوات الوفاق وسط المدينة، بعد تقدم الجيش خلال مطاردته المجموعات المسلحة التي هاجمت مدينة ترهونة، الخميس.
ومن جراء الاشتباكات المذكورة بين الجيش ومسلحي الوفاق، سقطت عدة قذائف على منطقة الوسط بمدينة مسلاتة، وتصاعدت سحب الدخان من تلك المواقع.
ويرجح مراقبون عسكريون أن تسقط مدينة ترهونة في يد الجيش خلال الساعات القادمة، السبت.
هذا واشتعلت جبهتا طرابلس ومصراتة في ليبيا، الجمعة، على وقع تفاقم الأزمة في البلاد، وتصاعد التوتر على خلفية التدخل التركي.
ففي طرابلس، أعلن المركز الإعلامي لغرفة الجيش الوطني الليبي عن قصف طيران عنيف في مختلف محاور جنوب العاصمة.
في الأثناء، أعلن المركز تجدد الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني والميليشيات التابعة لحكومة "الوفاق" في محور الرملة غرب مطار المدينة العالمي. وقال الجيش إن سلاح الجو استهدف مواقع عسكرية في مصراتة تستخدم لتخزين الأسلحة التركية.
وأعلنت قناة "ليبيا" على "تويتر" أن سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي استهدف مواقع كتائب "الوفاق" بمعسكر ماجر جنوب مدينة زليتن.
مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، قال في تصريحات خاصة لقناة "روسيا اليوم" إن "المعارك تزداد شراسة في ليبيا.. ونحن الآن على تخوم منطقة صلاح الدين بطرابلس".
وأضاف أن "العالم كله يقف ضد الإرهاب ولن يقبل التدخل العسكري التركي.. موافقة حكومة الوفاق على التدخل العسكري التركي لا تشغلنا.. سوف نقاتل حتى النهاية".
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أمهل ميليشيات مصراتة 72 ساعة للانسحاب من سرت وطرابلس.
المسماري أضاف أن الجيش الوطني لن يستهدف أي قوات تعود من طرابلس وسرت إلى مصراتة خلال أيام المهلة الثلاثة فقط.
وقال إن طلب السراج من تركيا التدخل في ليبيا "ما هو إلا محاولة للنجاة من الغرق"، على حد تعبيره.
في الجهة المقابلة، ذكرت وسائل إعلام ليبية أن تركيا حوّلت أسلحة إلى مدينة مصراتة، تمهيداً لنقلها إلى الفصائل الموالية لحكومة الوفاق في العاصمة طرابلس.
المصادر نفسها أوضحت أن عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا غادروا إلى تركيا للاجتماع بقيادات من تنظيم الإخوان الدولي ومسؤولين أتراك لتنسيق الدعم.
فيما تشهد دول عربية مشاورات مع ليبيا ودول أوروبية لرفع مسألة دعم تركيا بالسلاح لميليشيات مسلحة في ليبيا إلى مجلس الأمن.
من جانبها قالت حكومة "الوفاق"، في بيان لها، إنه على إثر اجتماع وصف بالاستثنائي لمجلس الوزراء برئاسة فايز السراج وافق المجلس بالإجماع على تفعيل مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري بين حكومة الوفاق والحكومة التركية.
وفي طلب اعتبر بأنه يعكس مدى ضعف وضع "الوفاق" على أرض المعركة، خرج فايز السراج مطالباً كلاً من تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا والجزائر بتفعيل الاتفاقيات الأمنية مع ليبيا للدفاع عن طرابلس، على حد قوله.
ووسط الصراع في الداخل الليبي تواصل الأمم المتحدة مساعيها لإنجاح مؤتمر برلين للسلام، داعية في كل مرة لحلول سياسية بعيداً عن أرض الاشتباكات.
قال مسؤول أميركي، السبت، إن مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية "استفزازية" ومثار قلق للولايات المتحدة الأميركية، في إشارة إلى الاتفاقية الأمنية والعسكرية التي وقعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
وأضاف أن واشنطن تجتمع مع كل الأطراف الليبية التي قد تكون مؤثرة في محاولة صياغة اتفاق يحل الصراع هناك، داعياً إلى محاولة خفض التصعيد من قبل كل الأطراف الليبية، ومشدداً على أن واشنطن لا تنحاز لطرف في الصراع.
ونوه المسؤول الأميركي بأن تواجد مرتزقة روس في ليبيا يزيد الصراع "دموية".
وأقرَّ البرلمان التركي، في وقت سابق السبت، اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع حكومة الوفاق الليبية، التي وقعها كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج.
وكانت تركيا قد وقّعت مع السراج أواخر الشهر الماضي اتفاقاً أمنياً وعسكرياً موسعاً، كما وقّع الطرفان على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية، اعتبرتها عدة دول منها مصر واليونان انتهاكاً للقانون الدولي.
وكان الرئيس التركي صرح في العاشر من ديسمبر أنه مستعد لإرسال جنوده إلى ليبيا دعما لحكومة السراج إذا طلب هذا الأخير ذلك، ما أجج التوتر.
يأتي ذلك فيما تشهد دول عربية مشاورات مع ليبيا ودول أوروبية لرفع ملف دعم تركيا لميليشيات موالية لحكومة الوفاق بالسلاح إلى مجلس الأمن، بالإضافة إلى دراسة دول أوروبية الضغط على تركيا، لوقف الاتفاقيات الأمنية وصفقات بيع أسلحة لوقف الاتفاقية المُبرمة مع حكومة السراج.
وبعث السراج، الجمعة، رسائل إلى رؤساء الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإيطاليا، والجزائر، وتركيا، طالب فيها بتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني والبناء عليها لـ"صد العدوان الذي تتعرض له العاصمة الليبية من أية مجموعات مسلحة تعمل خارج شرعية الدولة".
ويأتي هذا الطلب عقب أقل من يوم واحد، على إعلان حكومة الوفاق الوطني "الموافقة على تفعيل" مذكرة تعاون عسكري وقعت مؤخراً مع تركيا.
أعلن الجيش الليبي أن سرية بحرية مقاتلة، سوسة، قامت بجر سفينة تركية للتفتيش، تحمل علم غرينادا ويقودها طاقم تركي الجنسية، وذلك قبالة السواحل الشمالية الشرقية للبلاد.
وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "تم القبض على سفينة تحمل علم (غرينادا) يقودها طاقم يتكون من أتراك" وذلك اثناء "دورية في المياه الإقليمية الليبية قبالة ساحل درنة" الواقعة على بعد 1300 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، نفذتها"السرية البحرية المقاتلة (سوسة)".
وأضاف المسماري: "تم جر السفينة إلى ميناء رأس الهلال للتفتيش والتحقق من حمولتها واتخاذ الاجراءات المتعارف عليها دوليا في مثل هذه الحالات".
وميناء رأس هلال الواقع ضمن ساحل مدينة درنة يقع تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا.
ونشر المتحدث العسكري مقطع فيديو يظهر أفراد دورية خفر السواحل يحملون أسلحة خفيفة، وينفذون عملية اعتراض السفينة وإنزال طاقمها المكون من 3 أشخاص على متن قارب دوريتهم، والتحقيق معهم والتحقق من وثائقهم الخاصة.
كما بث المسماري صور جوازات سفر تركية لثلاثة أشخاص من طاقم السفينة.
وكان الجيش الليبي حذّر في وقت سابق السفن التركية من انتهاك السواحل الليبية، وهدّد بإغراقها.
وتأتي الواقعة بعد أيام من إعلان حكومة الوفاق في طرابلس بقيادة فائز السراج "الموافقة على تفعيل" مذكرة تعاون عسكري وقعت مؤخرا مع تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب اردوغان صرح في 10 كانون الاول/ديسمبر أنه مستعد لإرسال جنوده الى ليبيا دعما لحكومة السراج اذا طلب هذا الاخير ذلك، ما أجج التوتر.
وصادق البرلمان التركي، السبت، على اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع حكومة السراج.
وتشهد ليبيا، مواجهات عنيفة منذ 4 نيسان/أبريل عندما شنت قوات حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، متهمة الأخير بإيواء ميليشيات إرهابية من دول أجنبية.
وتسببت المعارك بمقتل أكثر من 2000 مقاتل وما لا يقل عن 200 مدني، فيما بلغ عدد النازحين 146 ألف شخص، بحسب غسان سلامة المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا
قــــــد يهمــــــــــك أيضًـــــا:
أحمد المسماري يتّهم الدوحة وأنقرة مُجدّدًا بارتكاب جرائم بحقّ الليبيين
أحمد المسماري يُؤكّد أنّ الجيش الليبي يُواجه ميليشيات مُتطرّفة مدعومة خارجيًّا
أرسل تعليقك