استنكرت دولة الإمارات إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية سادسة في مخالفة واضحة وصريحة لإرادة المجتمع الدولي وقراراته في هذا الجانب، مؤكدة أن هذه التجارب النووية المتكررة لا تمثل تحدياً لقرارات مجلس الأمن الدولي ومعاهدة عدم الانتشار النووي فحسب، بل تشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار العالمي. وطالبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان مجدداً بضرورة الالتزام بالقرارات والمعاهدات الدولية المتعلقة بحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم، داعية مجلس الأمن الدولي للعمل التصدي لهذه الممارسات التي من شأنها أن تقوض فرص السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا. كما طالبت الوزارة في بيانها كوريا الشمالية بالالتزام بقرارات مجلس الأمن، داعية الأطراف المعنية كافة إلى انتهاج سبيل الحوار والدبلوماسية للحد من التوترات والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وحذرت الولايات المتحدة أمس الاثنين كوريا الشمالية من أنها لن تتوانى عن شن هجوم عسكري واسع في مواجهة أي تهديد من كوريا الشمالية بعد إجرائها تجربة نووية أكدت أنها لقنبلة هيدروجينية مصغرة. وبينما أجرت سيؤول مناورات بالذخيرة الحية شملت اطلاق صواريخ بالستية ردا على بيونغ يانغ.
وهدد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس برد عسكري هائل على أي هجوم تتعرض له الولايات المتحدة أو أي من حلفائها. وقال ماتيس متحدثا أمام البيت الأبيض أي تهديد للولايات المتحدة أو أراضيها بما في ذلك جوام أو حلفائنا سيواجه برد عسكري هائل. رد سيكون فعالا وساحقا. وأضاف أن واشنطن لا تفكر في التدمير الكلي.. لكوريا الشمالية. لكن، كما قلت، أمامنا العديد من الخيارات.
وفي رد فعل على التجربة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر إن كلمات وأفعال كوريا الشمالية ما تزال عدائية للغاية وخطيرة على الولايات المتحدة. وأضاف «كوريا الشمالية دولة مارقة أصبحت تشكل تهديدا كبيرا ومصدر حرج للصين التي تحاول المساعدة لكنها لا تحرز نجاحا يذكر. وقال الخبراء إن قوة القنبلة كانت أكبر من القنبلة الذرية التي أطلقت على مدينة هيروشيما اليابانية في 1945.
وعقد مجلس الأمن أمس اجتماعا طارئا لبحث الرد على كوريا الشمالية. وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمس أن مجلس الأمن سيجري خلال هذا الأسبوع نقاشا حول مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، على أن يعرض للتصويت الاثنين المقبل. ويتوقع أن تقدم واشنطن اليوم الثلاثاء مشروع عقوبات جديدة لمجلس الأمن.
وقالت هايلي لم تكن الحرب يوما هدفا للولايات المتحدة، ولا نريدها اليوم أيضا، لكن صبر بلادنا له حدود، معتبرة أن ما فعلته كوريا الشمالية هو صفعة على وجه المجتمع الدولي برمّته. ودعا ترامب مستشاريه لشؤون الأمن القومي إلى اجتماع طارئ وأجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الحكومة الياباني شينزو آبي للمرة الثانية خلال أسبوع. لكنه لم يتحدث إلى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان واتهم سيؤول بالسعي إلى التهدئة. كما هدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية قاسية تشمل وقف كل التبادل التجاري مع أي دولة تتعامل مع كوريا الشمالية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في جلسة للبرلمان أمس إنها ما زالت ترى مؤشرات على أن كوريا الشمالية تعتزم إجراء المزيد من تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية وإن هذا قد يشمل صاروخا باليستيا عابرا للقارات. وأعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي أن سيؤول تعتقد أن كوريا الشمالية نجحت في تصغير سلاح نووي بشكل يمكن وضعه على صاروخ بالستي.
وأعلنت كوريا الجنوبية أنها أطلقت أمس الاثنين عدداً من الصواريخ البالستية في إطار مناورات عسكرية بالذخيرة الحية لصد هجوم وهمي من الشمال، ردا على التجربة النووية السادسة التي أجرتها بيونغ يانغ. وكشفت صور صواريخ بالستية قصيرة المدى من نوع "هيونمو" تطلق في السماء من موقع على الساحل الشرقي للبلاد. كما نشرت السلطات تسجيل فيديو تظهر فيه طائرات "اف-15كي" كورية جنوبية تطلق صوارخ جو ارض. وقالت رئاسة الأركان المشتركة في بيان إن الصواريخ أصابت أهدافها في البحر الشرقي، الاسم الذي تطلقه كوريا الجنوبية على بحر اليابان. وأضافت أن التدريبات «أجريت كتحذير قوي» إلى الشمال بعد إجرائه تجربة نووية سادسة قال إنها لقنبلة هيدروجينية. وتؤيد فرنسا وبريطانيا واليابان فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، فيما لم يتضح بعد موقفا الصين وروسيا.
وقال السفير الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا بعد الاجتماع سنرى على ماذا ينطوي مشروع القرار، لكن العقوبات وحدها لن تساعد في التوصل إلى حل، ولست متأكدا من أنها ستؤثر على الطرف الآخر. ولم يعرف أيضا ما هو موقف الصين، الحليف الأكبر لكوريا الشمالية، من فرض حزمة ثامنة من العقوبات الأممية على بيونج يانج، علما أن بكين صوتت في الخامس من أغسطس الماضي إلى جانب الدول الأربع عشرة الأخرى الأعضاء، على إقرار عقوبات قاسية ضدها.
ورأت الصين وروسيا أمس أن الأزمة مع كوريا الشمالية ينبغي أن تحلّ بشكل سلمي، بحسب ما أعلن مندوبا البلدين في مجلس الأمن الدولي، من دون الحديث عن اتخاذ إجراءات جديدة ضد بيونغ يانغ. وقال سفير الصين في مجلس الأمن لو جيي ندعو كوريا الشمالية إلى الحوار.
وأضاف في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حول كوريا الشمالية بفضل الحوار، يمكننا أن نتوصل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي. وقال كذلك المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا إن بلاده تدعو كل الأطراف إلى الحوار واستئناف المفاوضات». وأضاف ليس هناك حل عسكري، مشدداً في الوقت نفسه على أن كوريا الشمالية تعاملت بازدراء مع القرارات الدولية. وشدد على ضرورة الحفاظ على الهدوء وعدم الانجرار للمشاعر، والعمل بشكل هادئ ومتوازن في ما يبدو أنه تلميح إلى ترامب الذي توعّد كوريا الشمالية في الأسابيع الماضية بالنار والغضب.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لقد طفح الكيل، داعية إلى اتخاذ أقوى الإجراءات الممكنة، لأن الوقت حان للكف عن أنصاف الحلول. ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة لديها حزمة من العقوبات التي يمكن أن تقترحها على الأمم المتحدة، لكن الأمر يتطلب مبادرة من الصين. ومن هذه العقوبات طرد الرعايا الكوريين الشماليين الذين يؤمنون مصدر دخل كبير لبيونغ يانغ، أو عقوبات تستهدف قطاع النسيج أو النفط.
دعت صحيفة كورية جنوبية سيؤول أمس إلى حيازة قنبلة نووية. وكتبت صحيفة "دونغا ايلبو" في افتتاحية: بينما يتم التلويح بأسلحة نووية فوق رؤوسنا، لم يعد بإمكاننا الاعتماد على المظلة النووية والردع الأميركي. وكان الجيش الأميركي قام بتخزين أسلحة نووية في كوريا الجنوبية بعد الحرب الكورية (1950 - 1953). لكنه سحب هذه الأسلحة في 1991 بعدما أكد الشمال والجنوب معاً عزمهما على العمل من أجل جعل شبه الجزيرة منطقة خالية من السلاح النووي. وقالت الصحيفة إن هذا الاتفاق أصبح قديما. وكتبت "ليس هناك أي سبب للتمسك بهذا الإعلان بما أننا في مرحلة إخلاء كوريا الجنوبية من السلاح النووي وليس إخلاء شبه الجزيرة الكورية". وتابعت أنه على الحكومة الكورية الجنوبية ألا تتردد في السماح بعودة الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية والبدء في تطوير أسلحتها الخاصة. وأشار خبراء إلى أن أي ضعف في العلاقات بين سيؤول وواشنطن أو شكوك كورية جنوبية في هذه العلاقة، يمكن أن تثيرها تصريحات ترامب قد تدفع الجنوب إلى التفكير في امتلاك سلاح ذري. وكتب الخبير في جامعة جورجتاو كولن كال في تغريدة أن تقويض التضامن في هذه المرحلة داخل التحالف سيكون أمراً غبياً وخطيراً.
أرسل تعليقك