مشكلات وانقسامات الاتحاد الأوروبي تهدّد استمراريته أكثر من البريكست
آخر تحديث 23:43:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

خطر التفكك في دول شرق التكتّل يشكل قلقًا أكبر من خروج بريطانيا

مشكلات وانقسامات الاتحاد الأوروبي تهدّد استمراريته أكثر من "البريكست"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مشكلات وانقسامات الاتحاد الأوروبي تهدّد استمراريته أكثر من "البريكست"

رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
لندن ـ سليم كرم

أعطت المفوضية الأوروبية في عام 2017، دولة المجر شرارة الانطلاق للتوسّع في محطتها النووية التابعة إلى العصر السوفيتي، في مدينة باكس، على بعد 75 ميلا من العاصمة بودابست،  حيث وقعت مع روسيا اتفاقا بقيمة 12.5 مليار يورو، وهو نسبة 100% من التمويل المطلوب، ووقع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الصفقة شخصيا، فما فعلته المجر رد فعل عكسي لإهمال الاتحاد لها.

وتعد هذه الصفقة هزيمة تكتكية في معركة طويلة الأمد بين المفوضية الأوروبية وروسيا، في جعل أعضائها أقل اعتمادًا على الطاقة الروسية، وليس فقط الخيارات النووية التي تسيطر على العناوين الرئيسية، فبدلا من ذلك، ظهر انقسام بين بولندا والمتمثلة في الحكومة اليمينة الأكثر صرامة في وسط وشرق أوروبا، وبين غرب أوروبا وحكوماته الأكثر ليبرالية مثل ألمانيا وفرنسا، وهذا الانقسام في تزايد.

ويهدد قانون الإصلاح القضائي في بولندا استقلال القضاء، حيث يتعارض مع مبادئ الفصل بين السلطات والتي تتطلبها عضوية الاتحاد الأوروبي، وفقا لبروكسل، وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، دونالد تاسك، إن هذا القانون وضع ليتبع خطة الكرملين، وقد خلق حالة غير مريحة لرئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أثناء زيارتها إلى بولندا لتبحث عن توازن في العلاقات بين النظام البولندي والحفاظ على النتائج الإيجابية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وما تقوم به بولندا ربما ينتج عنه سحب حقوق تصويتها في بروكسل، ولكنه يمثل تهديدات جسيمة داخل مشروع الاتحاد الأوروبي أكثر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفقا لخبراء الاقتصاد، حيث يقول كريس باوتشامب، مدير تحليل الأسواق في مجموعة "جي آي"، إن خطر الانقسام في الاتحاد الأوروبي خاصة في الشرق يشكل قلقا أكبر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن البريكست يمكن التحكّم بها، ولكن مشكلة بولندا ليست كذلك".

ويشير إلى أن هذه الانقسامات تعد علامات قلق يجب أن تجذب انتباه قادة الاتحاد الأوروبي أكثر من مغادرة بريطانيا للاتحاد، فمسألة التجارة المنفردة لن تحل مشكلة انقسام الاتحاد الأوروبي شرقا وغربا، وأيضا ليست في صالح مستويات النمو الاقتصادي، وشكلت دول وسط وشرق أوروبا محورا قويا في الاتحاد الأوروبي هذا العام، ويقدر البنك السويسري نمو الناتج الإجمالي المحلي بنحو 4.2% في بولندا، و3.7% في المجر ، ولكن هذا الازدهار الاقتصادي لم يتم ترجمته إلى وحدة سياسية.

ويلفت باوتشامب إلى أنه من الصعب القول إن إلى أي مدى سيكون الأمر خارج عن السيطرة، خاصة إذا تطوّرت الأزمة في بولندا، وسيؤدي ذلك إلى حدوث خلل وسقوط الخط، ويشعر البولنديون أنهم يقبعون في الخلف في الزاوية وراء بقية دول الاتحاد الأوروبي، ومن بين أبرز المشاكل بين دول الاتحاد الأوروبي الجديدة والدول الغربية القديمة هي الهجرة واللجوء، حيث يقول بيتر سزيغرتو، وزير خارجية المجر، في مؤتمر صحافي في سبتمبر/ أيلول الماضي " اغتصبت السياسة القوانين والقيم الأوروبية"، وذلك بعد فشل محكمة العدل الأوروبية في حل مشكلة طالبي اللجوء في المجر وسلوفاكيا، ويبدو أن هذه المشكلات ستستمر مع حلول عام 2018، نتيجة خطط الاتحاد الأوروبي، وفي هذا السياق، قال إيان سيتوارت، اقتصادي  في ديلوتي " الاختبار الحقيقي للاتحاد الأوروبي ليس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن مستقبل اتجاهه".

وتقود الحكومة المجرية الحالية الانتخابات،  مما يجعل فترة ولاية حزبها شبه مؤكدة في عام  2018، وتشك أحزاب المعارضة المنقسمة تهديدا ضئيلا، بعدما فشلت في محاولة تعاونية للتغلب على حزب "فيدز" الحاكم، في الانتخابات الفرعية هذا العام، وتظهر الانتخابات الرئاسية التشيكية والتي من المرجح أن تعيد ميلوس زيمان، إلى منصبه، ولكنها بالنسبة للاتحاد الأوروبي أقل أهمية من الانتخابات العامة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي شهدت عودة الملياردير أندريه بابيس، إلى السلطة، وتستعد إيطاليا إلى انتخابات عامة ربما تعود بها إلى الشعبوية والقومية التي انتشرت في أوروبا، ولكن النتيجة الأكثر احتمالا هي تشكيل ائتلاف بين الأحزاب المختلفة.

ووسط هذه الانتخابات، تحاول بريطانيا التوصل لاتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن مشكلة انقسام شرق وغرب أوروبا تعد أخطر من البريكست، وكشفت دراسة بحثت أثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن ذلك سيساهم في خفض ميزانية الاتحاد الأوروبي بمقدار مساهمة بريطانيا وهي 12.5%، مما يعني أن الدول الأكثر فقرًا في الاتحاد ستحصل على ما يسمى بصناديق التماسك، وهذا سيشكل ضربة للدول الغنية، وربما يوقع الاتحاد الأوروبي العقوبات نفسها على المجر، حيث سحب حقوق تصويتها في بروكسل، وحينها قد تحاول بودابست استخدام الفيتو لمنع توقيع عقوبات على بولندا، وسوف تتصاعد هذه المكائد السياسية بحلول مايو/ أيار المقبل، إذ وضع مقترحات الميزانية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلات وانقسامات الاتحاد الأوروبي تهدّد استمراريته أكثر من البريكست مشكلات وانقسامات الاتحاد الأوروبي تهدّد استمراريته أكثر من البريكست



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 05:11 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 صوت الإمارات - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 05:46 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كاندي كراش تربح شركة "كينج" 1.33 مليار دولار

GMT 17:52 2014 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

منع بيع لعبة فيديو عنيفة ومثيرة للجدل في أستراليا

GMT 19:29 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منتجع أليلا مكان مميز في بلدة Payangan

GMT 03:28 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 23:50 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أحدث أجهزة ألعاب الفيديو قريبًا في الأسواق

GMT 16:43 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة الثلاثاء في مدينة الرياض

GMT 23:13 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"زهر" رواية للراحل جمال أبو جهجاه

GMT 20:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

فافرينكا يتقدم في بطولة مدريد للأساتذة

GMT 04:20 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل وشروط التقدّم لوظائف وزارة الزراعة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates