أبوظبي ـ سعيد المهيري
تقدمت دولة الإمارات إلى المرتبة السابعة عشرة عالميًا في التقرير السنوي للتنافسية الرقمية العالمية الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، الذي أشاد بالتطور الكبير الذي تشهده الدولة في مجال التمكين الرقمي لتشكل وفقًا للتقرير، مثالًا يحتذى للدول في هذا المجال. وحلت الدولة في المرتبة الأولى عربيًا، لتكون الدولة العربية الوحيدة ضمن العشرين الأوائل في التقرير، الذي شمل 63 دولة، وتصدرته الولايات المتحدة في المرتبة الأولى تلاها كل من سنغافورة والسويد والدنمارك وسويسرا.
وأشار التقرير إلى أن تقدم الإمارات في النسخة الثانية لتقرير القدرة التنافسية الرقمية، يعتبر أمرًا حتميًا لأنها تعمل وبشكل مستمر على تطوير وزيادة تبنيها للرقمنة في مختلف الاستراتيجيات والمشاريع والمبادرات التي يتم تنفيذها في الدولة. وبحسب التقرير فقد سجّلت الإمارات المركز الأول عالميًا في مؤشر مرونة الأعمال، الذي يندرج ضمن مؤشر الجاهزية المستقبلية، بينما حلّت في المركز الثالث عالميًا في مؤشر الأطر التنظيمية، وفي المركز الرابع في مؤشر المواهب، والذي يندرج ضمن مؤشر المعرفة والإدراك الرقمي، وهي أمور تتعلق بتطبيق الدولة للرقمنة وتحدد جاهزيتها المستقبلية، ما ينعكس بدوره على طبيعة الحياة في الدولة وطبيعة الأعمال والطرق التي يعمل بها الاقتصاد.
وقال البروفيسور أرتورو بريس، مدير مركز التنافسية العالمية التابع لمعهد التنمية الإدارية IMD: "تمكنت الإمارات من تحسين أدائها الرقمي العام في مؤشر 2018 بمعدل نقطة واحدة لتصل إلى المركز السابع عشر، وعلى الرغم من أن الزيادة طفيفة، إلا أننا نرى تفوقاً عالمياً في العديد من المؤشرات الفرعية للتقرير، وإذا ما تم التركيز أكثر على الجوانب المتعلقة بالتركيز العلمي والتدريب والتعليم، فلا بد وأن تحتل الإمارات مراتب متقدمة جداً في المستقبل، خصوصاً وأن الإمارات تحتل مراتب أولى في كلّ من مرونة الأعمال والأطر التنظيمية، وهما عاملان أساسيان لتحسين القدرة التنافسية الرقمية".
وأما على الصعيد العالمي، فقد حسّنت الولايات المتحدة ترتيبها من المركز الثالث الذي كانت قد أحرزته في ترتيب العام الماضي لتتصدر الترتيب هذا العام متبوعة بسنغافورة، ثم السويد، أما المركز الرابع فكان من نصيب الدنمارك، وحلت سويسرا في المركز الخامس. وتؤكّد ترتيبات عام 2018 أنه على الرغم من التحدي الكبير الذي تشكله بعض الدول الآسيوية، إلا أن الهيمنة في التقرير لا تزال غربية حتمية، حيث تتصدر أميركا وكندا، وسبع دول أوروبية ترتيب العشر الأوائل، فيما نجد دولة آسيوية واحدة فقط.
وعلى الصعيد الإقليمي، أظهر التقرير السنوي للتنافسية الرقمية العالمية 2018 وجود فجوة في تطبيق الرقمنة بشكل عام، ورغم التصدّر الواضح لدولة الإمارات، وتحسّن أدائها في مختلف عوامل مؤشر التكنولوجيا، وبالأخص العامل التكنولوجي، إلا أن الفجوة بين دولة الإمارات وبقية الدول العربية واسعة جداً، بفارق 11 مرتبة عن ثاني الدول العربية في التقرير التي جاءت في المرتبة الـ28، ومن ثم تتسع الفجوة أكثر لتحلّ المملكة العربية السعودية في المرتبة الـ42، والأردن في المرتبة الـ45.
وأشار التقرير إلى أن التراجع في الأداء السعودي يعود إلى الركود في مؤشري التدريب والتعليم، والتكنولوجيا وكافة عوامل مؤشر الجاهزية المستقبلية، أما الأردن فيعود الفضل في تحسّن أدائه بشكل عام إلى تحسن عام في كافة العوامل الرقمية وتطبيق الرقمنة في مختلف قطاعات المملكة.
وشهدت غالبية الدول التي شملها التقرير هذا العام تحسنًا في قدرتها التنافسية الرقمية (29 دولة)، بينما تُظهر نسبة 40% من الدول التي شملها التقرير (26 دولة) انخفاضًا، فيما بقيت القدرة التنافسية الرقمية على ما هي في ثمانية اقتصادات فقط، ومن الجدير بالذكر أن هذه التغييرات سواء أكانت تقدّمًا أو تراجعًا، ليست متمركزة جغرافيًا، فالتحسينات والتراجعات تحدث في مختلف الدول وعبر القارات.
أرسل تعليقك