زيارة الرئيس الفرنسي لأميركا تُبيِّن حبّ دونالد ترامب للهيمنة والسيطرة
آخر تحديث 21:47:52 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يُقرّر سياسته الخارجية تبعًا لعلاقاته ويعتقد بأنه القائد والزعيم الخالد

زيارة الرئيس الفرنسي لأميركا تُبيِّن حبّ دونالد ترامب للهيمنة والسيطرة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - زيارة الرئيس الفرنسي لأميركا تُبيِّن حبّ دونالد ترامب للهيمنة والسيطرة

الرئيس دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون
واشنطن ـ يوسف مكي

كشفت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذا الأسبوع إلى واشنطن، عن حبّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للسيطرة والهيمنة، لكنه في الغالب يحتاج إلى أن يكون محبوبا للقيام بذلك، إذ وقف ترامب إلى جانب ماكرون أمام الصحافيين وتحدّث عن قوة العلاقة بينهما، قائلا: "إنها ليست أخبارا مزيفة، سيدي الرئيس يقولون إننا نتمتع بعلاقات عظيمة"، وردّ عليه ماكرون بابتسامة عريضة، ولكن ترامب تقرب من كتف ماكرون، ليجد على كتفة "قشرة شعر" على سترة البدلة، وقال: "سأزيح قشرة الشعر الصغيرة بعيدا عنك، يجب أن نجعلك تظهر بمثالية، إنه مثالي".

زيارة الرئيس الفرنسي لأميركا تُبيِّن حبّ دونالد ترامب للهيمنة والسيطرة

ماكرون تقبّل ما فعله ترامب لكونه صديقا مُقرّبا
ولاحظ مضيف التلفزيون ستيفن كولبير، في تلك الليلة، أن الرئيس ماكرون ظل واقفا بجاور ترامب مبتسما، قائلا "بعد أن تسكع معك ليومين، ما على كتفه ليس قشرة شعر لكن كوكاين".
وركز الأميركيون على ما فعله ترامب البالغ 71 عاما، ولم يركزوا على رد ماكرون الذي ظلّ يضحك، وفي الحقيقة خلال زيارته الأولى لترامب، قدم الرجل الفرنسي درسا في كيفية اللعب مع ترامب، ليضع نفسه في الصف الأمامي لأصدقاء الرئيس الأميركي، حيث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والياباني شينزو آبي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يخفي ترامب علاقته القوية معه.
يذكر أن جميعهم من الرجال الأقوياء، وهذه ليست بشرى جيدة لرئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والتي ستستضيف ترامب في 13 يوليو/ تموز المقبل، وكذلك المستشارة الألمانية أنغلا ميركل التي كانت في واشنطن الجمعة، وهي السيدة التي تقود حكومة هشة، وبالتالي يراها ترامب ضعيفة، ولكن أثبتت أنها غير قادرة أو ربما غير راغبة في تضليل غرور الرئيس الأميركي.

ميركل ترفض تصرفات ترامب بنصف ابتسامة
كان التناقض في لغة الجسد كبيرا جدا الجمعة، حين قامت ميركل بزيارة قليلة الأهمية وعقدت مؤتمرا صحافيا مشتركا، في نفس الغرفة التي احتضن فيها ترامب ماكرون وأعلن أنه يحبه بقوة "الغرفة الشرقية"، التقى ميركل هناك لكنهما تصافحا فقط، ومع الانتهاء من الاجتماع وضع يده على ظهرها دون لمسها.
وحاول ترامب استفزاز ميركل في الجلسة قائلا "سياد المستشارة.. يمكن أن تكون واشنطن مانا مناسبا جدا.. ألا تعرفين ذلك"، ومزح بشأن سرعة فصل الناس من عملها في ألمانيا، ولكن رد فعل ميركل كان باردا، حيث رفعت حاجبيها، وابتسمت نصف ابتسامة، وربما فكرت في كيفية الرد على حركة  قشرة الشعر.

يحبّ السيطرة لكنه غير محبوب
وتعدّ كيفية التعامل مع منهج ترامب الارتجالي لغزا حير قادة العالم، إذ قال أحد الدبلوماسيين الغربيين، الذي حضر اجتماعا لترامب وزعيم بلاده " أعتقد بأنه يريد أن يكون محبوبا، ولكن يجب عليه إقامة علاقة والعثور على أرضية مشتركة، إيجاد شيء يجعل صورته إيجابية لدى الآخر".
ولاحظ الدبلوماسي، الذي رفض ذكر اسمه، كيف يرى ترامب السياسة الخارجية من خلال منظور العلاقات الشخصية، قائلا "أود قول شيئا هو أن العلاقة الشخصية ربما تكون أكثر أهمية لديه من العلاقة مع الطرف الآخر كونه الرئيس، إنها مسألة تتعلق بالتوافق الشخصي، وأعتقد بأنه سيتمكن من التعامل مع بوتين من خلال ذلك".
ويضيف "يؤمن أن مسؤوليته الشخصية تشكل الأشياء لصالحه، كونه رجل أعمال وصفقات طوال حياته، فهذا النوع من العلاقات الشخصية الذي شكله طوال حياته مهم بالنسبة إليه، وسارت الأمور بشكل جيد مع ماكرون، ولكن دعونا ننتظر ونرى".

ماكرون وآبي الأقرب إليه
وأكد مصدر في البيت الأبيض أن آبي وماكرون يتحدثان إلى ترامب هاتفيا أكثر من أي زعيم سياسي آخر، وكان آبي أول من يدخل برج ترامب بعد انتخابه في عام 2016، وأعطى الرئيس مضربا للغولف بقيمة 3800 دولار أميركي، وذهب إلى مزرعة الرئيس الفخمة في مارو لاغو، والتقى ترامب حين زار اليابان، واصطحبه إلى مأدبة العشاء الرسمية، وكان هناك قبعة بيضاء مُطرز عليها اسميهما بخيوط ذهبية، ولعبا الغولف معا.
وزار آبي، مار لاغو للمرة الثانية، في وقت سابق من هذا الشهر، ولكن رغم هذه الصداقة، هدد ترامب بالانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي، وتهميش اليابان من خلال موقفه على مقابلة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون؛ لمناقشة أزمة السلاح النووي.
وفي هذا السياق، قال جون ألترمان، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "بالتأكيد هناك جدل قائم في اليابان حول أن آبي أنحاز إلى ترامب في القضايا الحاسمة، مثل كوريا الشمالية".
وقال دان كورتز فيلان، المحرر التنفيذي لمجلة فورين أفيرز، إن "مسألة آبي تعلمنا أشياء كثيرة، حيث كان جيدا جدا في التمثيل الدرامي مع ترامب، ويمكن تطبيق نفس الشيء على ماكرون، فكليهما يخدمان غرائز ترامب بطريقة معينة، وهذه الرغبات تخدمهم حتى تتوقف".

موقف ترامب أسوأ لليابان
ويعتقد البعض بأن الأمور ستكون أسوأ لليايان، حيث ذكر موقع أكسيوس "يرى ترامب أن اللوائح التجارية اليابانية مزعجة للغية، ولكنه يتمتع بعلاقة جيدة مع رئيس الوزراء الياباني، ومن الممكن أن يكون الأمر أكثر صعوبة إذا كانت العلاقة متوترة".
وبالنسبة إلى ماكرون، سيكون مقياس الفشل أو النجاح الملموس في الشهر المقبل، عندما يقرر ترامب مصير الاتفاق النووي الإيراني، ومن الصعب على الرئيس الفرنسي فعل المزيد لاجتذاب ترامب، حيث بالفعل بدأ ذلك في الصيف الماضي حين زار ترامب فرنسا، وقدم له عرضا عسكريا في يوم الباستيل الفرنسي، في محاولة لإرضائه للتصرف بالطريقة التي يحب.
وبعد القبلات بين ترامب وماكرون، أعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستعود يوما ما إلى اتفاق باريس للمناخ، ووقف الديمقراطيون فرحون يصفقون له، أما الجمهوريون بقوا في مقاعدهم مندهشين.

موقف بن سلمان والرئيس الصيني ونتنياهو
وكان ذلك مشهدا يوضح المعضلة التي يواجهها القادة الديمقراطيون الذين يحاولون كسب نفوذ أقوى شخص في العالم بينما يتجنبون الإذلال قبل ناخبيهم، ولكن بالنسبة لبن سلمان، لا يوجد ما يقلقه، حيث وضع صورة ترامب على فندق الريتز كارلتون، أثناء زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، وكذلك للرئيس الصيني الذي استقبله في زيارة رسمية، وأكد ترامب في المؤتمر الصحافي مع ماكرون على قوة العلاقة التي تجمعه بالرئيس الصيني.
وإذا ألغى ترامب الاتفاق النووي الإيراني، سيكون ذلك بمثابة مكسب آخر لنتنياهو، والذي دائما ما يمتدح الرئيس الأميركي، حيث في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كتب نتنياهو على تويتر "خلال خبرتي البالغة 30 عاما في الأمم المتحدة، لم أسمع أبدا خطبة أكثر جرأة وشجاعة، لقد اعترف الرئيس الأميركي أن القدس عاصمة إسرائيل، ولم يتحدث كثيرا عن بناء المستوطنات الإضافية أو تقديم تنازلات للفلسطينيين".

يقرّر سياسته الخارجية تباعا للعلاقة الشخصية
ولم تسر علاقات ترامب الأخرى على ما يرام، فإن تيريزا ماي والتي كانت أول زعين أجنبي يزوره بعد الفوز، لا تحظى بعلاقة جيدة مع ترامب وبخاصة بعد إعادة تغريده فيديو مناهض للمسلمين نشره حزب بريطاني يمني متطرف "بريطانيا أولا"، مما أزعجها، ويبدو أن زيارته المرتقبة إلى المملكة المتحدة في 13 يوليو/ تموز ستكون زيارة عمل وتستمر ليوم واحد.
وفي ما يخص أستراليا، وصف ترامب مكالمة مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنوبول بأنها "الأكثر سوءا" من بين المكالمات التي أجراها مع قادة العالم، وقد اختصر المكالمة، التي كان من المفترض أن تستمر لفترة أطول، ونشر ترامب تغريدة عبر موقع "تويتر" قال فيها إنه "سيدرس هذا الاتفاق الغبي"، وهو اتفاق يخص اللاجئين، وبموجب الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، سيُعاد توطين 1250 شخصا من طالبي اللجوء إلى استراليا، في الولايات المتحدة، ورفضت استراليا استقبال هؤلاء اللاجئين، ووضعتهم في مخيمات احتجاز في الخارج بجزر ناورو وبابوا غينيا الجديدة، ويبدو أن العلاقات تراجعت مع رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، بسبب التجارة.
ويبدو أن ترامب يؤمن بنظرية الرجل العظيم، حيث يرى نفسه في الدور القيادي، حيث قال مايكل كورنفليد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن "هناك الكثير من الشعبويين في تركيا والمجرر والفلبين، يعتقدون بأن ترامب سيقيم تحالفات معهم، ولكن هذه ليست الحقيقة، لأن علاقته الخاصة مع بوتين والرئيس الصيني الذي يطري عليه بشكل جيد، وكلاهما يجعلان ترامب يشعر كأنه يخلد في التاريخ".​

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة الرئيس الفرنسي لأميركا تُبيِّن حبّ دونالد ترامب للهيمنة والسيطرة زيارة الرئيس الفرنسي لأميركا تُبيِّن حبّ دونالد ترامب للهيمنة والسيطرة



GMT 03:31 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 صوت الإمارات - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 03:47 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 صوت الإمارات - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 صوت الإمارات - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 08:15 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مسرحية "الغرفة" على تياترو "آفاق" يناير المقبل

GMT 13:50 2012 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين جمعه يطالب بإنشاء هيئة عليا للعقارات

GMT 06:56 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير نادي العين تنقسم بشأن دعمها للنجم عموري

GMT 12:28 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الإذاعة البريطانية "BBC" تواجه تحقيقات جديدة ومتعدّدة

GMT 16:06 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

صناعات غذائية وتجميلية ووقود طائرات من مستخلصات الطحالب

GMT 18:08 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإمارات للدراسات" يشارك في معرض الشارقة للكتاب

GMT 16:33 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

سعيد بن طحنون يحضر حفل تخرج عاد ومعيض المنهالي

GMT 03:07 2014 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طقس الإمارات صحو - غائم جزئيًا والرياح خفيفة الخميس

GMT 00:10 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

أفكار لتجدّيد ديكور غرف النوم الرئيسية "المودرن"

GMT 20:41 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates