نظرة المواطنين الروس لخصومهم تتبدل وفقًا للدعاية الإعلامية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تحافظ أميركا على وضعها الدائم مع دخول وخروج آخرين

نظرة المواطنين الروس لخصومهم تتبدل وفقًا للدعاية الإعلامية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نظرة المواطنين الروس لخصومهم تتبدل وفقًا للدعاية الإعلامية

الروس حائرون يبدّلون أعداءهم
موسكو ـ ريتا مهنا

 يشعر الروس بأنهم محاطون بالأعداء. ويخشون أن تكون بلادهم مقبلة على تحولات كبرى، أو مواجهات كبرى. لكن خصومهم المحتملين يتبدلون كل عام. وبينما تحافظ الولايات المتحدة على موقع الصدارة في لائحة "الأعداء"، فإن بلداناً تدخلها وأخرى تخرج منها، في مؤشر يهبط سهمه أو يصعد وفقاً للهجة نشرات الأخبار.

هكذا يتغير مزاج المواطن الروسي حيال التطورات الجارية في العالم على هوى الدعاية الإعلامية، خلافاً للوضع عندما يدور الحديث عن الهموم الداخلية، وهنا تبرز معايير تحدد توجهات الرأي العام الروسي، تقوم على درجة الشكوى من تدهور الأوضاع المعيشية والغلاء والفقر، ومشاكل الصحة والإسكان، ومصائب التعليم والكتب المدرسية المتضاربة في ما بينها حتى عندما يتعلق الأمر بتاريخ البلاد وأمجادها التليدة.

مزاج الروس عندما يميل الحديث إلى السياسة الخارجية، يبدو مختلفاً. هنا لا مجال للشكوى، أو حتى للتندر أحياناً على الأحوال. وأظهرت دراسات الرأي العام خلال السنوات الثلاث الماضية أن الغالبية الكبرى من الروس تشاطر القيادة السياسية مواقفها، وإن كانت لا تدرك أحياناً المغزى أو الأهداف المرجوة منها. وأبرز قرار التدخل المباشر في سورية ثبات المزاج الشعبي عند تأييد القرار لأنه "دليل على قوة روسيا ووقوفها إلى جانب الحق"، على رغم المخاوف من تداعياته على روسيا، إما عبر تصاعد الخطر الإرهابي، أو الخوف من انزلاق نحو مواجهة غير محمودة العواقب مع واشنطن.

لكن الحيرة التي تغلب على المزاج الشعبي الروسي، سببها تقلب أحوال السياسة والتحالفات. وثمة قناعة ثابتة عند ثلثي الروس بأن بلادهم محاطة بالأعداء الذين يضمرون شراً، وأبرزهم الولايات المتحدة التي يقول 68 في المائة من الروس أنها العدو الأول والأخطر، تليها أوكرانيا التي، على رغم صلات التاريخ وأخوة الدم، يعتبرها 30 في المائة عدواً لدوداً، ثم تأتي أوروبا بنسبة 14 في المائة لتكون العدو الثالث للروس حالياً. والطريف أن "الأعداء الحقيقيين" الذين تحاربهم روسيا خارج أراضيها ليسوا مصنفين داخلياً ضمن ألدّ الأعداء. فالإرهاب "عدو" بالنسبة إلى 3 في المائة فقط من الروس! أما المعارضة الداخلية المتهمة رسمياً بأنها "طابور خامس" و "عميلة للأجنبي"، فهي في ذيل لائحة الأعداء بنسبة 2 في المائة.

لكن هذه الأرقام والنسب ليست ثابتة، إذ دلت نتائج استطلاع مماثل العام الماضي على أن ألمانيا حلّت مكان أوروبا في عداوة الروس، تحت تأثير الحملات الإعلامية على المستشارة أنغيلا مركل بسبب أزمة اللاجئين وسورية. وفي عام 2015، كانت تركيا هي العدو الثالث بعد أميركا وأوكرانيا بتأثير أزمة إسقاط الطائرة الروسية وتدهور العلاقات.

في المقابل، ثمة لائحة للأصدقاء تتغيّر أيضاً وفقاً لهوى وسائل الإعلام الرسمية، فتتصدر فيها بيلاروسيا عندما يكون الكرملين راضياً عنها، ويتراجع موقعها عندما تتذمر من بعض سياساته. وحافظت الصين وحدها على صعود ورضا، فهي أوفى الأصدقاء بالنسبة إلى 12 في المائة عام 2015، و28 في المائة عام 2017. أما "صداقة" سورية التي لم تكن تدخل أصلاً في حسابات الاستطلاعات قبل عام 2015، فصعدت من 2 في المائة قبل عامين إلى 13 العام الماضي.

ولا تقتصر التبدلات على حسابات الصداقة والعداوة، إذ كان 64 في المائة من الروس يرون بلادهم "دولة عظمى" عام 2014، لكن نصفهم كان يأمل في ذلك الوقت بأن تغدو "روسيا العظمى شبيهة بالغرب"، هذا الأمل تلاشى بعد ثلاث سنوات من المواجهة الباردة مع الغرب، وغدا 80 في المائة يرون بلادهم "قوة عظمى" عليها أن تقاتل لتحافظ على مواقعها الجديدة. وعلى رغم هذه الثقة، تبرز حيرة الروس في خياراتهم مرة أخرى، عندما يكون السؤال: هل علينا أن نخشى حلف الأطلسي؟ 57 في المائة يقولون أن لدى الأطلسي "ما نخشى منه"، بينما لا تزيد نسبة الواثقين في أن "على الأطلسي أن يخشى منا" عن 40 في المائة. وفي الوقت ذاته، لا يترددون في إعلان قناعتهم بأن روسيا يجب أن تفعل كل ما في وسعها لتحافظ على وضعها كدولة عظمى.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة المواطنين الروس لخصومهم تتبدل وفقًا للدعاية الإعلامية نظرة المواطنين الروس لخصومهم تتبدل وفقًا للدعاية الإعلامية



GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates