لندن ـ كاتيا حداد
اتهم نواب البرلمان البريطاني، الجواسيس بحجب المعلومات عند فحص أول حادث قتل، من قبل الحكومة خارج نطاق القضاء لمتطرف بريطاني، في هجوم طائرة بلا طيار في سورية، وترغب لجنة الاستخبارات والأمن "ISC"، في الحصول على المزيد من التفاصيل بشأن التهديد الذي مثله الإرهابي على بريطانيا، وما إن كان تم اعتبار خطر الأضرار الجانبية بشكل صحيح.
وأخبرت لجنة الاستخبارات والأمن بقيادة المحامي العام السابق دومينيك جريف، مسؤولي المخابرات، أنها غير راضية عن المعلومات التي قاموا بتمريرها بشأن غارة 2015 الجوية، وتم تسليم هذا النقد في مذكرة لمكتب رقم 10، واستجابت المخابرات بأنه يجب على لجنة الاستخبارات والأمن، الالتزام باختصاصها في دراسة الاستخبارات، بدلًا من التشكيك في صنع القرار العسكري.
وقُتل رياض خان من كارديين في سبتمبر/ أيلول 2015، من قبل طائرة RAF Reaper من دون طيار، وأمر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، حينها بالهجوم باعتبار أن رياض يمثل تهديدًا وشيكًا على بريطانيا، قائلًا "كان هناك إرهابي يوجه إلى القتل في شوارعنا، ولم يكن لدينا وسيلة أخرى لمنعه"، إلا أن لجنة الاستخبارات والأمن أوضحت أنها غير متأكدة من التهديد الذي يمثله خان بما يكفي للمضي قدمًا في الهجوم، وتساءلت اللجنة عما إن كان كاميرون أخذ في اعتباره الأضرار الجانبية للغارة، التي أودت بحياة اثنين أخرين من المتطرفين، بما في ذلك راهول أمين من أبردين.
وتم الكشف عن اغتيال خان، في غارة بريطانية في نزاع بريطاني مُثار، وأصّر كاميرون على أن الهجمات كانت من أعمال الدفاع عن النفس، وليست ممارسة لإقناع البرلمان بالتصويت للقيام بمزيد من الأعمال العسكرية ضد "داعش"، مشيرًا إلى إحباط بعض المؤامرات بينما لا تزال بعض المؤامرات الأخرى نشطة، وردًا على سؤال ما إن كان سيفعل ذلك مرة أخرى، قال كاميرون "إذا كان ذلك ضروريًا للحفاظ على بريطانيا والدفاع عن النفس، وليس هناك طرق أخرى للقيام بذلك نعم سأفعلها، تُركنا للتفكير، وهو أمر صعب للغاية، إما أن نلقي السلاح ونبتعد ومن ثم ننتظر الفوضى والإرهاب ليضرب بريطانيا، أو نتخذ إجراءً من أجل المصلحة الوطنية".
وزعم كاميرون أن خان وحسين، كانا ينظمان لهجمات إرهابية رفيعة المستوى، في الاحتفالات العامة خلال الصيف من معقل داعش في الرقة، وشملت الأهداف الاحتفالات بيوم VJ Day و VE day في 8 مايو/ أيار، وشمل حضور الاحتفالات عشرات المحاربين القدامى وكبار الشخصيات بما في ذلك الملكة، وأضاف غريف "كانت الهجمات وحشية، وأنها ستؤدي إلى تحدي قانوني".
وأصبح خان الذي كان طالب في كاردييف صبي الملصقات لدى تنظيم "داعش"، عندما ظهر في فيديو دعائي باسم "لا حياة دون جهاد" في يونيو/ حزيزان العام الماضي، وحثّ الغربيين على الانضمام إلى الحرب، ووصف خان الذي حضر في الصف السادس في كلية سانت ديفيد بواسطة أصدقاءه أنه كان تلميذ مواظب على الدروس ويحب الرياضة، وعندما اختفى خان أعربت عائلته عن رغبتها الشديدة في عودته إلى المنزل، وتوصلت إليه والدته رقية (42 عاما)، قائلة "برجاء العودة إلى المنزل قبل فوات الأوان، أنت أبني الوحيد، أحبك كثيرًا"، ولكن بعد وصول خان إلى سورية أواخر عام 2013 مع صديقه ناصر مثنى (21 عاما)، طالب الطب أصبح من الصعب التعرف على خان، ونشر مشاركات وصور دموية مثل غيره من مقاتلي "داعش" عبر "تويتر"، متفاخرًا بإعدام العديد من السجناء وقطع رؤوسهم.
وأشارت صفحة خان على الفيسبوك، إلى أنه من مشجعي تشيلسي، وأنه يلعب FIFA 12 و Call of Duty ما يكشف عن سرعة تحوله من مراهق عادي إلى مقاتل متطرف متعطش للدماء، وبعد ظهور خان في فيديو دعائي متطرف بالسلاح، أعربت والدته أنه تعرض لغسيل دماغ للانضمام إلى "داعش".
وأصر كاميرون على أن الغارة كانت قانونية تمامًا بعد أخذ المشورة القانونية من النائب العام، مضيفًا "نحن نمارس الحق الطبيعي في بريطانيا في الدفاع عن النفس، وكان هناك دليلًا واضحًا على تخطيط هؤلاء الأفراد إلى هجمات مسلحة ضد بريطانيا، وذلك جزء من سلسلة من المحاولات الفعلية، والتي أحبطنا بعضها لمهاجمة بريطانيا وحلفائها، وفي ظل الظروف السائدة في سورية كانت الغارات الجوية الوسيلة الوحيدة لتعطيل فعالية الهجمات المخطط لها من قبل هذا الشخص، لذلك يعد من الضروري والمناسب الدفاع عن النفس في بريطانيا".
أرسل تعليقك