الجيش السوري يفقد سيطرته على قريتي تل ملح والجبين بعد هجوم شنته الفصائل
آخر تحديث 16:54:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أسفرت المعارك عن مقتل 26 من قوات الجيش

الجيش السوري يفقد سيطرته على قريتي "تل ملح والجبين" بعد هجوم شنته الفصائل

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الجيش السوري يفقد سيطرته على قريتي "تل ملح والجبين" بعد هجوم شنته الفصائل

قوات النظام السوري
دمشق - نورا خوام

تواجه قوات النظام السوري «حرب استنزاف» شمال غربي سوريا الذي شهد أمس تصعيداً واسعاً في حدة المواجهات مع فصائل المعارضة، وتحت غطاء جوي كثيف، سيطرت قوات النظام على قريتي تل ملح والجبين الواقعتين في منطقة استراتيجية. لكن لم تمر ساعات حتى شنّت الفصائل هجوماً معاكساً واستطاعت استرجاع كل ما كانت قد خسرته صباحاً. وأسفرت معارك أمس عن مقتل 26 من قوات النظام.

وتشير مجريات المعارك الأخيرة إلى أن قوات النظام تواجه حرب استنزاف فعلية في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وإلى أن الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الحربية، سواء التابعة للنظام أو لروسيا، ليس كافياً، كما يبدو، لتحقيق تغيير جذري في خريطة توزع مناطق السيطرة.

إلى ذلك، تردد دوي انفجار مساء أمس في أنحاء عدة من دمشق، ناجم وفق ما أعلن مصدر عسكري سوري عن انفجار مستودع ذخيرة تابع للجيش، بعدما امتدت إليه نيران حرائق، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي.

شهد ريف حماة الشمالي، أمس (السبت)، تصعيداً واسعاً في حدة المواجهات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، حيث فتح غطاء جوي كثيف، تمثّل بشن أكثر من 100 ضربة جوية، وسيطرت قوات النظام على قريتي تل ملح والجبين، الواقعتين في منطقة استراتيجية تتيح لمن يمسك بها التقدم في عمق الجيب الأخير الخاضع لسيطرة المعارضة، شمال غربي البلاد. لكن لم تمر ساعات حتى شنّت الفصائل هجوماً معاكساً، واستطاعت استرجاع كل ما كانت قد خسرته صباحاً. وأسفرت معارك أمس عن مقتل 26 من قوات النظام، ليرتفع بذلك حجم خسائرها في الساعات الـ72 الماضية إلى ما لا يقل عن 147 قتيلاً.

وتشير مجريات المعارك الأخيرة إلى أن قوات النظام تواجه حرب استنزاف فعلية في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وإلى أن الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الحربية، سواء التابعة للنظام أو لروسيا، ليس كافياً، كما يبدو، لتحقيق تغيير جذري في خريطة توزع مناطق السيطرة. كما أن غياب المشاركة الفعلية في المعارك للميليشيات الموالية لإيران حرم النظام من عنصر بشري لطالما شكّل عاملاً مهماً في الانتصارات التي حققتها الحكومة السورية ضد المعارضة في السنوات الثلاث الماضية.

وفي المقابل، بدا أن الدعم التركي للفصائل قد ساعدها حتى الآن في امتصاص هجمات قوات النظام، ومنعها من التوغل في المنطقة المصنفة «منطقة خفض تصعيد»، بموجب اتفاق روسي - تركي أبرم العام الماضي.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) بأن معارك عنيفة قد جرت أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بدعم من القوات الروسية، من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية، ومجموعات توصف بأنها «جهادية»، من جانب آخر، على محوري الجبين وتل ملح بريف حماة، وذلك «في إطار الهجمات المتواصلة» التي تشنها قوات النظام تحت غطاء جوي ومدفعي مكثف. وأضاف: «إن قوات النظام فشلت في هجومها الأول على المنطقة، بعد تمكن الفصائل من صده، لتعمد عقبها إلى شن هجوم ثانٍ عنيف على المحورين، تمكنت خلاله من إحراز تقدم، والدخول إلى الجبين، قبل أن تجبرها الفصائل على الانسحاب مجدداً».

وأشار إلى «مقتل مجموعة من قوات النظام بعد دخولها بحقل ألغام في محاور القتال، ليرتفع إلى 26 تعداد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها منذ فجر اليوم (أمس)، وهم: 8 قتلوا بانفجار حقل ألغام بهم، و18 قتلوا خلال المعارك العنيفة مع الفصائل والجهاديين»، وأضاف أن خسائر «الفصائل والجهاديين» بلغت 9 مقاتلين.

وأقرت صفحات مؤيدة للنظام السوري بفشل الهجوم على الجبين وتل ملح، وقالت إن مقاتلي فصيلي «جيش العزة» و«هيئة تحرير الشام» استعادوا القريتين بعد هجوم معاكس لم يسمح لجيش النظام بتثبيت مواقعه فيهما.

ولفت «المرصد»، من جهته، إلى أن الهجوم الصباحي لقوات النظام تم التمهيد له بغطاء ناري كثيف، شمل إطلاق ما لا يقل عن 450 قذيفة صاروخية ومدفعية، فيما شنت الطائرات الحربية أكثر من 100 غارة على محاور القتال، وعلى مناطق مختلفة في محافظتي حماة وإدلب. وأوضح أن الغارات الجوية استهدفت تل ملح والجبين ومحيطهما، بشمال غربي حماة، وكفرزيتا والزكاة ولطمين والأربعين وحصرايا، بريف حماة الشمالي، ومدايا وخان شيخون والهبيط واحسم ومعرة النعمان وحيش والفقيع معرزيتا وابديتا ودير سنبل وترملا والبارة والفطيرة، ضمن ريف إدلب الجنوبي، في حين استهدفت الفصائل بالقذائف الصاروخية مناطق في الشيخ حديد والجلمة ومحردة، الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي.
وفي غضون ذلك، قال «المرصد» إن مدنياً قُتل جراء القصف الصاروخي الذي نفذته قوات النظام على مناطق بالقرب من بلدة الناجية، بريف جسر الشغور الغربي، مساء الجمعة.

وفي إطار مرتبط، قال «المرصد» إنه رصد «دخول رتل عسكري جديد يتبع للقوات التركية نحو الأراضي السورية»، وأوضح أن «أكثر من 35 آلية عسكرية، بينها مجنزرات، دخلت صباح السبت إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون، واتجه الرتل نحو نقاط المراقبة التركية في تل الطوقان، بريف معرة النعمان، ومورك، شمال حماة». وأكدت مصادر عسكرية في أنقرة صحة معلومات {المرصد}. وقالت هذه المصادر، أمس، إن قيادة القوات المسلحة أرسلت قافلة تضم شاحنات محملة بدبابات ومدرعات وناقلات جند وأسلحة ثقيلة، إلى نقطة المراقبة التي تحمل الرقم 10 بين 12 نقطة مراقبة عسكرية أقامتها تركيا في منطقة خفض التصعيد بموجب اتفاق وقع خلال مباحثات آستانة عام 2017.

وجاء الدفع بهذه التعزيزات بعد تعرض محيط نقطة المراقبة المذكورة للقصف المدفعي أكثر من مرة من قبل قوات النظام السوري آخرها يوم الخميس الماضي حيث أصيب 3 من الجنود الأتراك في قصف قالت وزارة الدفاع التركية إنه كان مقصوداً. وسبق أن تعرضت نقطة المراقبة ذاتها لاستهداف قوات النظام 3 مرات في 29 أبريل (نيسان) و4 و12 مايو (أيار) الماضيين.

وعقب الهجوم الأخير أعلنت أنقرة أنها سترد على أي قصف على نقاط مراقبتها في إدلب، وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن القصف مقصود من جانب قوات النظام وإن هذه القوات لم تستهدف نقاط المراقبة التركية بشكل مباشر، لكن تركيا سترد على أي قصف يطالها. وحمّل جاويش أوغلو، في تصريحات أول من أمس، روسيا المسؤولية عن وقف هجمات وانتهاكات النظام في إدلب، قائلاً إنه لا يصدق أن الروس عاجزون عن وقف ما تقوم به حكومة دمشق.

وفي ظل المعارك الجارية على محاور عدة بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، بالإضافة إلى ريف إدلب الجنوبي، تحدث «المرصد» عن «خلافات تتسيد المشهد ضمن الفصائل المقاتلة والإسلامية والمجموعات الجهادية، ولا سيما هجوم تنظيم أنصار التوحيد (...) على فصائل أخرى»، موضحاً أن هذا التنظيم المسلح يتهم تركيا «بقيادة غرفة عمليات الفصائل»، وبمنع عناصره من القيام بأي عمل عسكري «إلا تحت راية غرفة عمليات الأتراك»، وتابع أنه حصل على تسجيلات صوتية لأحد قادة تنظيم «أنصار التوحيد»، الذي كان سابقاً يدعى تنظيم «جند الأقصى»، جاء فيها حديثه عن «مزايدات في أرض الشام»، وعن أن هناك من «لا يزال يتاجر بالدين، وهم أنفسهم من قاتل وسبب اقتتالاً داخلياً».

 وزاد هذا القيادي: «قادة الفصائل يزايدون علينا باسم غرفة عمليات مشتركة... من أنتم لتمنعوا الناس من فتح عمل عسكري؟». وأشار إلى أن فصيله جهّز 500 مقاتل لفتح معركة في كفريا (بإدلب)، لكنهم مُنعوا من القتال من دون تنسيق مع غرفة العمليات التركية

قد يهمك ايضا:

عقوبات أميركية محتملة على تركيا لاستلامها صفقة صواريخ "إس 400"

قلق دولي بشأن آثار القتال في شمال غرب سوريا على المدنيين

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش السوري يفقد سيطرته على قريتي تل ملح والجبين بعد هجوم شنته الفصائل الجيش السوري يفقد سيطرته على قريتي تل ملح والجبين بعد هجوم شنته الفصائل



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates