واشنطن - يوسف مكي
بعد غياب طويل عن المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد "ولاية مريلاند" عاد إليه الرئيس دونالد ترامب، مع نائبه مايك بينس وكبار المسؤولين، لدراسة وضع استراتيجية عن مستقبل الحرب في أفغانستان، التي صارت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، منذ أن بدأت مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001. وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض، أول من أمس الاربعاء، إن الهدف من الاجتماع هو مناقشة استراتيجية واشنطن في جنوب آسيا، من دون الإشارة إلى اسم أفغانستان. فيما قالت وكالة "رويترز" أمس الخميس، إن الاجتماع سيقرر ما إذا كانت واشنطن تريد نشر قوات أكثر، للتصدي للتقدم الأخير الذي تحرزه "طالبان". وأضافت الوكالة: تستمر المواجهات العسكرية في أفغانستان، رغم جهود واشنطن وحلفائها. ونشرت تقديرات إخبارية بأن حركة "طالبان" تمكنت من بسط سيطرتها على نصف البلاد تقريبا.
وقالت وكالة "رويترز"، على لسان مسؤولين أميركيين، إن ترامب تساوره شكوك في الحرب في أفغانستان. وتسبب هذا في تأخير استكمال استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة. أيضا، أثار ترمب شكوكا شملت اقتراح إقالة قائد القوات الأميركية هناك. وحسب الوكالة: ثار توتر شديد خلال الاجتماع في البنتاغون عندما قال ترامب إن على وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، النظر في إقالة الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان؛ لأنه لم ينتصر في الحرب. وغادر بعض المسؤولين الاجتماع مذهولين من شكاوى الرئيس بأن الجنرالات مسؤولون عن عدم الانتصار في الحرب. وحسب تلفزيون "إن بي سي"، صار ترامب متوترا جدا مع جنرالاته ومستشاريه في البيت الأبيض؛ لأنهم لم يقدموا له خطة يريدها عن الحرب في أفغانستان.
في غضون ذلك، قتل جندي أميركي في أفغانستان خلال عملية ضد تنظيم "داعش"، بحسب قادة عسكريين أمس، في ضربة جديدة للقوات الأميركية في الدولة التي تعاني من حروب متعاقبة. وبمقتله يرتفع إلى عشرة، عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في أفغانستان هذا العام، متخطيا بواحد عدد الجنود الذين قضوا في 2016 بأكملها، في صفوف هذه القوة التي لم تعد تقوم بدور قتالي.
وقالت القوات الأميركية في أفغانستان، في بيان، إن عنصرا من الجيش الأميركي قضى متأثرا بجروح أصيب بها، أول من أمس، خلال عملية مشتركة مع القوات الأميركية والأفغانية في شرق أفغانستان. وقال البيان، إن جنودا أميركيين وأفغانيين جرحوا أيضا في العملية الهادفة إلى تقليص أكبر لوجود تنظيم داعش في العراق وسورية - خراسان في أفغانستان في إشارة إلى الفرع المحلي لتنظيم داعش. وأضاف البيان أنه تم في وقت لاحق إجلاء الجرحى للعلاج.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قتل جنديان أميركيان في قندهار، عندما قام انتحاري من "طالبان" بتفجير عربة مفخخة في موكب جنود. ويدرس الرئيس الأميركي دونالد ترمب خططا لإرسال مزيد من الجنود إلى أفغانستان؛ لمساعدة حكومة كابل في التصدي لـ"طالبان" وتنظيم داعش. وتستهدف القوات الأميركية باستمرار عناصر تنظيم داعش في أفغانستان، منذ سيطرتهم على مساحات في شرق البلاد في 2015. وقتلت القوات الأميركية عددا من قادة التنظيم في الأشهر الماضية، وتقول إنها تريد دحرهم بنهاية العام.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ألقى الجيش الأميركي ما يطلق عليها "أم القنابل" على مجمع للتنظيم يضم دهاليز وتحصينات في ولاية ننغرهار الواقعة في الشرق، ما أدى إلى مقتل أكثر من 90 مسلحا. ولا يزال التنظيم يشن هجمات في هذه الدولة التي تعاني من حروب متعاقبة. وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد في هرات أوقع 33 قتيلا.
أرسل تعليقك