الشعب البريطاني الضحية الأكبر في حالة الخروج أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ما بين فوضى تعيشها الحكومة للتوصل لاتفاقات مُلزمة و"لعبة الداما"

الشعب البريطاني "الضحية الأكبر" في حالة الخروج أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الشعب البريطاني "الضحية الأكبر" في حالة الخروج أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي

ميشيل بارنييه وتيريزا ماي
لندن -كاتيا حداد

يطرح مستنقع التناقض وعدم الترابط الذي يطغى الآن على إستراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سؤالًا بسيًطا، وهو لماذا يتظاهر الجميع بأن لدينا خيارًا بين خطة لعبة الداما الخاصة برئيسة الوزراء، تيريزا ماي، وعدم وجود صفقة؟، دعونا نذكر أنفسنا بالحقيقة البارزة هنا: كانت لعبة الداما، كما هي عليه نهائية بشكل قاطع، رفضها ميشيل بارنييه بشكل لا لبس فيه، وأعلن ذلك تحت النظر لأن الافتراضات الأساسية انتهكت المبادئ المقدسة للاتحاد الأوروبي.

اتفاق ماي مجرد مخرج لبدء المفاوضات

ما عرض على مجلس الوزراء كان خارج الطاولة ويلقي في النسيان التاريخي، ورغم ذلك أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي أن العرض ليس خيارًا قابلًا للتطبيق في مثل هذه الشروط الرنانة، حيث يتعين إعادة صياغته لجعله جديرًا بالمناقشة، لذا، فإن مصطلح "لعبة الداما"، كما هو الحال في شعار "تشاك تشيكرز" وريز موغ، هو مجرد أمر مشفر، تعبير ملطف عن مخرج لين أو غير موجود، وهذا يعني، من أجل القيام بمناورة افتتاحية في "مفاوضات" ذات اتجاه واحد تكون فيها جميع التنازلات من جانبنا، وسيخرج السيد بارنييه الناجح بأناقة.

ويعد هذا هو الخيار الفعلي، ولكن ساعد فيليب هاموند بطريقة لا تضاهى على توضيح مخاطر عدم وجود صفقة، ويؤكد ذلك فريق وزارة الخزانة، حيث سيكون مدمرًا ماليًا واجتماعيًا على حد سواء، لذا، دعونا نتفق جميعًا على أن "لعبة الداما" هي رمز للبدء، ولكن لا يمكن اتخاذها حرفيًا لأنها بعيدة عن كونها البديل الوحيد الممكن "لعدم وجود صفقة"، فهي ليست الصورة الحالية، وهذا يقودنا إلى أوراق التوجيه الفني التي طال انتظارها والتي تقدم المشورة إلى القطاعات الاقتصادية المعنية حول ما يجب فعله عندما تنفجر القنبلة، يبدو أن هذا يتألف جزئيًا من التحذيرات السخيفة حول التوافه، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يتحكم في تصميم الملصقات على الأغذية العضوية، من يعرف؟، إلى تعليمات مملة بشكل مثير للذخف حول الأوراق الجمركية التي تمكنت من أن تكون غامضة ومضللة بشكل مزعج.

كان كل هذا مليئًا بكلمات مثل "قد" و"ربما" و"يمكن" والتي تعني قول "لا أحد يعرف في الواقع ما هو المطلوب لأننا لم نناقش أي شيء بعد"، لأننا لم نصل بعد إلى إعلان عدم وجود صفقة، ولذا فإننا نمضي قدمًا، عند هذه النقطة فقط سنكتشف فقط مقدار العقوبة التي يستعد الاتحاد الأوروبي لإلحاقها بدوله الأعضاء في السعي إلى الانتقام، وبالتالي مقدار الضرر المحتمل الذي يجب أن تستعد بريطانيا له، فهذا الثأر سيأتي بسعر.

الحكومة تعيش حالة من الفوضى

وفي هذه الأثناء، يبدو أن هناك بعض الارتباك حول نية الحكومة في إصدار هذه الأوراق الاستشارية الفنية، هل صممت لطمأنة عامة الناس الذين يفترض أنهم لم يتم إبلاغهم أن كل شيء سيكون على ما يرام حتى في حالة الخروج دون صفقة؟

كان هذا بوضوح الهدف الظاهر، حيث صاغ دومينيك راب، إعلاناته بأكبر قدر ممكن من الشروط، لن يلاحظ الناس في المنزل الفرق بين الخروج من الاتحاد الأوروبي في موعده أو غير موعده، ولكن كانت هناك نظرية بديلة، وهي التفاصيل المعقدة والمقلقة في بعض الأحيان، حيث لن يحصل المغتربون على معاشاتهم التقاعدية! ستصبح معاملات بطاقات الائتمان أكثر غلاء!، من شأن هذه المخاوف أن تجعل الجحافل الحزينة تحتضن لعبة الداما الخاصة بالسيدة ماي، ولكن أيضًا وسط حالة من الرعب، ولكن أيهما كان؟ من تعرف؟ تبدو نوايا الحكومة متناقضة ومتناقضة إلى درجة أنه من المستحيل الحكم عليها.

إذا كانت هذه الحزمة الغريبة من النصائح العديدة تهدف إلى التقليل من القلق والغضب لكل هؤلاء الأشخاص العاديين الذين يريدون فقط من الحكومة "أن تتعامل معهم"، فقد يكون لها تأثيرا ضارا.

 

البريطانيون ضحية في حالة المغادرة أو البقاء

وإذا تم وضع هذه الحزمة الغريبة من المشورة ستفشل الحكومة في ذلك، وإذا كان المقصود منها تقليل القلق والغضب لكل هؤلاء الأشخاص العاديين الذين يريدون فقط من الحكومة أن تتعامل معهم، فقد يكون لها تأثيرًا ضارًا، وما أصبح واضحًا بشكل مزعج في كل تلك التفاصيل الغزيرة هو كيف أصبحنا متشابكين في النظام البيروقراطي للاتحاد الأوروبي، وتهيمن الآن الدرجات المذهلة من القانون واللوائح الأوروبية على إدارة كل مجالات حياتنا اليومية تقريبًا، وهنا رسالة إلى الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، كان الأمر أسوأ بكثير مما كنت تعتقد، ولمؤيدي البقاء، هل علمتم أننا كنا في هذا العمق؟

ومن الواضح أن التجار الأحرار خسروا صراعًا على السلطة مع وزارة الخزانة، التي لا تؤمن بأي شيء حر، لأنها مهووسة بالتحكم في السيطرة، لذا يبدو أن المملكة المتحدة تركت راية مدقومة من لعبة الداما أو نهاية العالم لعدم وجود صفقة، وحتى الآن لا أحد يعرف كيف يمكن أن تنتهي نهاية الصفقة.

إن عدم وجود اتفاقية تجارة حرة شاملة لن يمنع الترتيبات الحدودية غير الرسمية أو التفاهمات الثنائية أو إصلاحات القنوات الخلفية، كل ذلك سيأخذ مساره الخاص، كما أن الحكومات المنتخبة في أوروبا لن تفكك سكانها من أجل الغرور الإيديولوجي.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب البريطاني الضحية الأكبر في حالة الخروج أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي الشعب البريطاني الضحية الأكبر في حالة الخروج أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 صوت الإمارات - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates