دبي ـ سعيد المهيري
أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دولة الإمارات بدأت مبكراً بإعداد أجيال ذات خبرات ومهارات استثنائية قادرة على تشكيل المستقبل وفق رؤية استشرافية واضحة، وعلى أسس علمية توظف أفضل الأدوات المستقبلية لتحقيق الأهداف العليا لدولتنا لتكون في مقدمة دول العالم في المجالات كافة. وقال ، خلال تكريم 50 موظفاً يمثلون 37 جهة حكومية من خريجي برنامج استشراف المستقبل في دفعته الأولى، والذي انطلق في نوفمبر 2016: "إن الإمارات أدركت مبكراً اتجاهات العالم المستقبلية وما يحمله الغد من تحديات فبدأت الاستعدادات بتأهيل أجيال من مستشرفي المستقبل من أبناء الإمارات لاستباق التطورات والمتغيرات العالمية المتسارعة".
وأضاف الشيخ محمد بن راشد قائلاً : "إن بناء قدرات فرق العمل على أسس استشراف المستقبل لتصميم الحلول والأدوات الكفيلة بمواجهة تحدياته أمر في غاية الأهمية لإرساء تجربة متفردة نتشاركها مع حكومات العالم، ونسهم من خلالها في رسم مستقبله، ويكون لنا بصمة إماراتية متميزة فيه".
وتابع مخاطباً الخريجين: "أنتم الجيل الأول من مستشرفي المستقبل في حكومتنا... مسؤوليتكم نشر المعارف والخبرات التي اكتسبتموها في الجهات التي تعملون بها وتحفيز الطاقات الكامنة لدى زملائكم لتعميم نموذج مستشرف المستقبل.. نريد جهات حكومية ذات فكر وممارسات مستقبلية تتفوق على احتياجات الحاضر وتواكب متطلبات المستقبل".
وأشار الشيخ محمد بن راشد إلى أن عالم الغد مختلف بأساليبه وتحدياته وآليات التعامل معه.. الرؤية الاستشرافية العلمية الدقيقة هي الأداة التي تمكننا من توظيف قدراتنا وطاقاتنا بالشكل الأمثل لصناعة المستقبل الذي نريده لأبناء وشعب الإمارات، حاثاً الخريجين على ابتكار نماذج حكومية متكاملة تستشرف مستقبل القطاعات كافة، لتكون حكومتنا مثالاً عالمياً يحتذى.
وحضر حفل تخريج الدفعة الأولى للبرنامج التدريبي لاستشراف المستقبل، الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعدد من الشيوخ والوزراء.
وهدف البرنامج إلى تمكين المشاركين من فهم عملية الاستشراف وأدواته ومنهجياته، وتدريبهم على التطبيقات العملية لاستشراف المستقبل، من خلال التركيز على القطاعات التي يمثلها المشاركون في التدريب، ما يدعم جهود الجهات المختلفة لتعزيز استشراف المستقبل في عملها.
كما هدف البرنامج إلى فهم النهج والمفاهيم وتخطيط السيناريوهات في إطار عمل حكومة دولة الإمارات، وتطوير العملية التنظيمية والمهارات، بحيث تصبح مهارة استشراف المستقبل وتخطيط السيناريوهات ركيزة أساسية لصنع القرار وجزءاً من عمل الإدارات والقطاعات في حكومة دولة الإمارات، وتمكين مفهوم تخطيط السيناريوهات لاعتماده أداة رئيسية للتخطيط الاستراتيجي في الحكومات وفهم الروابط بين تخطيط السيناريو والقرار الاستراتيجي.
وقد تم تصميم البرنامج التدريبي على أسس علمية وعملية تواكب أحدث التوجهات وأفضل الممارسات العالمية المستقبلية بما يساهم في تطوير العمل الحكومي، ويتضمن محتوى البرنامج أحدث وأفضل الممارسات العملية والمصممة بطريقة جاذبة تجعل المشاركين يربطون بين أدوارهم في الحكومات ومهارة استشراف المستقبل وإمكانية عكسها على العمل الحكومي.
ويساعد البرنامج على فهم التعقيدات المتعلقة باغتنام الفرص والخيارات المستقبلية، وتحديد أفضلها وربطها بالاستراتيجيات، والعمل مع السيناريوهات والفهم التطبيقي لأدوات الاستشراف، مع التركيز على مهارة تخطيط السيناريو التي تساعد في تحديد أكثر الاحتمالات، واختبار وتحسين الاستراتيجيات المقبلة وتعزيز القرار.
وقد تم تنفيذ البرنامج التدريبي بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال في جامعة أوكسفورد الرائدة في مجالات التعليم التنفيذي وعلوم المستقبل، وتناول البرنامج مواضيع عدة أبرزها أهمية استشراف المستقبل في العمل الحكومي، وسبل رفع الوعي حول استشراف المستقبل وتطوير أدوات الاستشراف وتحديد الاحتمالات ووضع الفرضيات. وسلط البرنامج الضوء على أهمية فهم بيئة العمل في التخطيط الاستراتيجي للمستقبل ووضع الخطط المستقبلية المبنية على الاستشراف، وأدوات تشكيل إطار زمني للمبادرات المستقبلية لاستكمال المبادرات في القطاع الحكومي، وتطرق إلى سبل تحسين فهم الفرص المستقبلية، وبناء فهم أعمق لطبيعة استشراف المستقبل ودوره في الحاضر وآليات تطبيق استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل.
وكانت حكومة دولة الإمارات، أطلقت البرنامج التدريبي لاستشراف المستقبل في إطار دعم الجهود لتنفيذ استراتيجية الإمارات للمستقبل التي تهدف للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في القطاعات الحيوية كافة، وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى على المستويات كافة، لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.
وتأتي استراتيجية الإمارات للمستقبل كخطوة رئيسية في تشكيل حكومة المستقبل التي تسعى لتبني الفرص العالمية الجديدة واستباق التحديات الاقتصادية والاجتماعية المقبلة، وتشمل بناء نماذج مستقبلية للقطاعات الحيوية ومواءمة السياسات الحكومية الحالية، إضافة إلى بناء قدرات وطنية في مجال استشراف المستقبل، وعقد شراكات دولية، وتطوير مختبرات تخصصية، وإطلاق تقارير بحثية حول مستقبل مختلف القطاعات في الدولة.
أرسل تعليقك