عدن ـ حسام الخرباش
مرَّ مهرجان "ميدان السبعين" بسلام من دون أية حوادث تذكر، بعدما تراجعت قيادة "الحوثي" عن اجراءاتها التصعيدية وتهديداته المرتفعة لعلمها أن أية مواجهة تحصل ستنهي حلمهم الانقلابي وضرب خطتهم التوسعية. فقد احتشد مئات الآلاف من انصار الرئيس اليمني السابق علي صالح في "ميدان السبعين" في صنعاء، للاحتفال بالذكرى الـ35 لتأسيس حزب "المؤتمر الشعبي" العام الذي يتزعمه صالح. وحظي الحشد الأكبر في اليمن على مدى السنوات الأخيرة، باهتمام دولي وعربي ومحلي كونه يحمل الكثير من الرسائل السياسية للداخل والخارج.
فقبل أيام شهد تحالف "الحوثيين وصالح" توتراً بلغ أعلى مستوياته وصل إلى أعلى هرم الطرفين بسبب الحشد الذي نظمه حزب المؤتمر حيث تخوفت مليشيات الحوثيين من تنفيذ انقلاب عسكري عليها في صنعاء ودخول القبائل الموالية لصالح لصنعاء بحجة الاحتفال ومشاركتها بعملية عسكرية تستهدف الحوثيين. وكان الحوثيون وصالح على وشك الدخول بمواجهات عسكرية في صنعاء بعد إعلان قادة الميليشيات الحوثية قبل أيام عن تحشيدهم العسكري عند مداخل صنعاء، ما يعني اعتراضهم لحشود صالح والانزلاق بمواجهات، وتدخلت وساطات برعاية صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الذي يدير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وصالح وأنهت التوتر العسكري.
وقال البرلماني عبدالسلام الدهبلي، إن "الشارع اليمني يطالب اليوم بوقف الحرب وينشد السلام العادل وينشد الاستقرار والتسامح والتصالح بين القوى اليمنية ووقف الحرب المدمرة"، مشيرًا إلى أنّ "الحرب غير قادرة على تحقيق الانتصار لطرف"، معتبرًا أن "الانتصار الحقيقي يكون بانتصار الجميع لليمن ووقف الحرب وتحقيق السلام والمصالحة، فالسلام لصالح الجميع والمستفيدين من الحرب تجار الحروب وليس الشعب".
وأشار الدهبلي إلى أنّ حشود الكبيرة لحزب المؤتمر في الذكرى الـ35،للتأسيس تأتي في سياق للمطالبة بالسلام ووقف الحرب وإنقاذ اليمن وإخراجها من هذا الوضع الكارثي حيث أثبتت الحرب فشلها وينبغي الانصياع للسلام والمصالحة، ووفقاً للدهبلي فإن اليمن ملغم بالنعرات والصراعات والثارات ومكتظ بالسلاح ويتطلب تصالح وتسامح واتفاقات وحوارات جادة ووطنية بين الأطراف اليمنية ،مؤكداً أن حزب المؤتمر لايشكل تهديد للجوار وليس حزب طائفي او ديني بل حزب وسطي ليس له ارتباطات إقليمية ومستعد لخوض حوار مع الخليج والسعودية والتصالح والتسامح مع الجوار والداخل اليمني لتحقيق السلام.
وحسب الدهبلي فإن المؤتمر حكم اليمن 33 عاما ولم يهدد أمن الجوار ذات يوم بل كانت العلاقات أخوية. وامتثل المؤتمر للمبادرة الخليجية التي تم تجاوزها من قبل الأطراف اليمنية وتجاهلها من رعاة المبادرة في ذلك الوقت لهذه التجاوزات، وهذا الذي اشعل نيران الحرب وجعل اليمن على ماهي عليه اليوم ،مشيراً أن المؤتمر الشعبي العام حزب وسطي غير طائفي وليست له ارتباطات بإيران والخليج يعلم ذلك.
وبيّن عادل الشجاع وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر، أنّ هذه الحشود أرادت تقديم رسائل عنوانها مطالب السلام العادل والمصالحة الوطنية مع الداخل والخارج ووقف الحرب التي جعلت 20 مليون يمني بحاجة لمساعدات غذائية وأكثر من عشرة آلاف مدني قتلى أبرياء ،وبلغ عدد المصابين بالكوليرا نصف مليون بينما ضحايا المرض أكثر من ألفين، ودمرت المدارس والمصانع والطرقات والمنشآت وأوقفت الرواتب في معظم المحافظات وجوعت معظم الشعب اليمني وادت إلى انهيار شبة كامل في اليمن.
وأشار الشجاع إلى أن الحرب غير قادرة على تحقيق الانتصار لطرف وثلاث سنوات من الحرب أثبتت ذلك وينبغي وقف الحرب والجلوس على طاولة واحدة للحوار لتخليص اليمن من هذا الوضع الكارثي وتحقيق الأمن للداخل اليمني وضمان أمن الجوار وبناء ما دمرته الحرب والدخول بمرحلة سياسية لترسيخ الوضع بعدها الدخول بعملية ديمقراطية يختار فيها الشعب من يريد بعيداً عن النيران والقذائف والصواريخ .
واعتبر الشجاع استمرار الحرب بالأمر الذي يزيد من رقعة الدمار وسقوط الضحايا وإحراق ما تبقى من وطن وأيضا يمثل استنزاف للخليج وغير مفيد لاحد إلا تجار الحروب، ولفت إلى أن المصالحة والدعم السياسي لوقف النعرات السياسية والعسكرية مستقبلاً والدعم الاقتصادي والتنموي لليمن في المرحلة القادمة سيجنبها الانزلاق باي صدامات او مواجهات عسكرية وسيحقق لها الأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي، وأوضح الشجاع أنه يجب أن يتعلم الساسة في اليمن من اخطأ الماضي الذي شارك فيها الجميع بنسب متفاوتة وأدت إلى هذه الحرب ففشل القوى السياسية بتجنيب اليمن هذا الوضع خلال المرحلة الانتقالية وفشل قيادة السلطة حينها بامتصاص المشاكل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني واثارة اطراف داخلية وخارجية للنعرات ومحاولة كل طرف سياسي بالداخل التهام الجميع واستبعادهم من السلطة والمشهد السياسي وأسباب أخرى أوصل اليمن إلى هذا الوضع .
وأفاد الشجاع بأن دول الخليج هي المتضرر الأكبر من أي صراع باليمن وعدم الاستقرار السياسي والأمني فيها كما أنها المستفيد الأكبر من السلام والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في اليمن ولن يتحقق السلام والاستقرار إلا بوقوف الخليج على مسافة واحدة من كل القوى السياسية باليمن وتقديمة الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي لليمن في المرحلة المقبلة وعدم دعم طرف سياسي للتغلب على طرف آخر أو محاولة التهامه لان ذلك مستحيل ولا يقود إلا إلى صراع.
أرسل تعليقك