أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات حريصة دوماً على تعزيز نهج الشراكات الاستراتيجية مع البلدان الصديقة، بما يسهم في الدفع قدماً بتبادل المعرفة والخبرات والتكنولوجيا المتطورة، وتوثيق التعاون والاستثمارات المشتركة، لضمان النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.
وبحث "آل نهيان" مع سيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا، علاقات الصداقة والتعاون المتميزة التي تجمع دولة الإمارات والنمسا، وسبل تنميتها في المجالات كافة، بما يحقق مصالحهما المشتركة.
ورحب خلال اللقاء - الذي جرى في أبوظبي - بمستشار النمسا، الذي أعرب عن اعتزازه بعلاقات الصداقة المتميزة التي تجمع دولة الإمارات وبلاده، متطلعاً إلى أن تسهم زيارته في دعم علاقات البلدين، والمضي بها إلى آفاق أرحب على المستويات كافة.
واستعرض ولي عهد أبوظبي والمستشار النمساوي، جوانب التعاون الثنائي والعمل المشترك في عدد من المجالات، خاصة الاستثمارية والاقتصادية والثقافية، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، وتطورات الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
تطوير
وأعرب المستشار النمساوي عن سعادته بزيارة دولة الإمارات، مؤكداً أن بلاده تولي اهتماماً خاصاً لترسيخ وتطوير علاقاتها مع الإمارات، التي تعد نموذجاً تنموياً حضارياً، ومركزاً اقتصادياً مهماً، وملتقى للحضارات والثقافات.
وأكد الجانبان في ختام اللقاء، حرصهما على تنمية علاقات التعاون بين البلدين إلى آفاق أشمل، في ظل توفر الإرادة المشتركة، والفرص والمقومات الاقتصادية والاستثمارية لدى الجانبين، وشددا على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة خطر التطرف والإرهاب بأشكاله كافة، وأكدا ضرورة تحقيق التنمية والازدهار، وترسيخ قيم التسامح والحوار والسلام بين شعوب العالم كافة، منوهين بما يجمع البلدين من قيم التسامح والتعايش والسلام والتواصل مع شعوب العالم.
شراكات
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا، أمس، مراسم توقيع اتفاقيات إطارية بين أدنوك، وكل من شركة «أو.إم.في» وشركة «بورياليس»، وذلك لاستكشاف فرص تعزيز الشراكات الاستراتيجية والاستثمار والتعاون في مجال الطاقة والبتروكيماويات.
ووقع الاتفاقيات معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك ومجموعة شركاتها»، وكل من الدكتور راينير سيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أو.إم.في»، وألفريد ستيرن الرئيس التنفيذي لشركة بورياليس.
ووفقاً للاتفاقية الأولى، ستتعاون كل من أدنوك وشركة «أو. إم. في»، في تقييم فرص جديدة لتوسعة شراكاتهما الحالية في مجال مشاريع البتروكيماويات وتبادل المعرفة، والخبرات في مجال تطوير وتحقيق التكامل في مجال التكرير والبتروكيماويات، وستقيم الشركتان فرص التعاون بينهما لدعم تسويق إنتاجهما من البتروكيماويات.
فرص
وتنص الاتفاقية الثانية على تعاون أدنوك و«أو.إم. في»، في استكشاف فرص استخدام تقنية «Reoil» لإعادة تدوير البلاستيك في مجمع الرويس، أكبر مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات، التابع لأدنوك في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وتستخدم تقنية «Reoil» من «أو. إم. في»، في إنتاج وقود نفطي صناعي من إعادة تدوير البلاستيك المستخدم.
وبموجب الاتفاقية الثالثة، ستتعاون أدنوك وبورياليس في استكشاف فرص النمو المحتملة في كافة مجالات صناعة البولي أوليفينات في الأسواق الرئيسة، وذلك بالبناء على مقومات النجاح والقوة التي تمتلكانها، والتي أسهمت في نمو وتطور شركة «بروج»، المشروع المشترك بيم أدنوك وبورياليس، خلال الأعوام العشرين الماضية لدعم نمو العملاء في الأسواق الرئيسة، من خلال تبني حلول مبتكرة لتعزيز القيمة.
توجيهات
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز نهج الشراكة والتعاون، تسهم هذه الاتفاقيات بتوثيق شراكتنا الاستراتيجية مع شركة «أو. إم. في»، والتي تشمل أعمالنا في كافة مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، وتتيح هذه الشراكة الاستفادة من الخبرات العالمية والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها «أو. إم. في»، وتسهم في تمكين أدنوك من تحقيق قيمة إضافية من إنتاج أبوظبي من النفط الخام وزيادة الربحية والعائد الاقتصادي، من خلال الاستفادة من النمو في الطلب العالمي على البتروكيماويات، في سعيها لتسريع وتيرة تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي».
أقرأ أيضًا : محمد بن زايد يؤكد الإمارات تواصل نهجها في دعم الدول الشقيقة
وأضاف: «تماشياً مع خطط أدنوك للتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات، من خلال استقطاب وتنفيذ استثمارات تسهم في زيادة القيمة والعائد الاقتصادي من مواردنا الحالية، وتأمين وصول محفظة منتجاتنا المتنامية إلى الأسواق بصورة أكثر فعالية، ستسهم شراكتنا الاستراتيجية مع بورياليس في خلق المزيد من فرص النمو، بما يعود بالنفع على الطرفين، وبما يضمن ترسيخ مكانة أدنوك، وتعزيز قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على مجموعة متنوعة من المنتجات المكررة والبتروكيماوية ذات القيمة العالية».
التزام
من جانبه، قال الدكتور راينير سيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أو. إم. في»: «تؤكد هذه الاتفاقيات التزامنا بالشراكة الاستراتيجية مع أدنوك، واستعدادنا لتقديم الخبرة بما يسهم في تحقيق قيمة إضافية، وتتماشى هذه الخطوة مع استراتيجيتنا التي تهدف للنمو والتوسع في كافة مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، وتعزيز أعمالنا في مجال البتروكيماويات، إضافة إلى المساهمة في تخفيض ثاني أكسيد الكربون، من خلال تطبيق تقنية «Reoil» لإعادة تدوير البلاستيك، والتي تقوم على مفهوم اقتصاد إعادة التدوير».
وقال ألفريد ستيرن الرئيس التنفيذي لشركة بورياليس: «تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز جهود خلق القيمة من خلال الابتكار، وذلك بالبناء على النجاحات التي حققتها «بروج»، المشروع المشترك بين أدنوك وبورياليس، ومن المتوقع أن يشهد الطلب على الحلول المبتكرة من منتجات البولي أوليفينات عالية القيمة، ارتفاعاً مستمراً، نتيجة للنمو المستدام في منطقة آسيا والشرق الأوسط.. كما تهدف هذه الاتفاقية إلى توفير التقنيات المتطورة والخبرة السوقية التي تمتلكها بورياليس، ما يسهم في تعزيز وتطوير شراكتنا الناجحة مع أدنوك، ومن خلال شراكة طويلة الأمد مع دولة الإمارات، توجت بورياليس وأدنوك هذه الشراكة بتأسيس شركة «بروج»، المشروع المشترك الناجح بينهما، ونحن نتطلع إلى استكشاف المزيد من فرص تعزيز القيمة، وذلك من خلال البناء على تعاوننا الناجح مع شريكنا الموثوق أدنوك، في مجال صناعة البولي أوليفينات، لخدمة عملائنا في جميع أنحاء العالم».
وتتعاون أدنوك و«أو. إم. في»، في عدة مجالات تغطي كافة مراحل وجوانب قطاع النفط والغاز، بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات.
كانت «أو إم في» قد حصلت في يناير 2019 على نسبة 15 % في «أدنوك للتكرير»، وفقاً لاتفاقية شراكة استراتيجية، قيمت أصول «أدنوك للتكرير» بنحو 19.3 مليار دولار. وجاء ذلك في أعقاب إبرام أدنوك لاتفاقية امتياز في ديسمبر 2018، تسري لمدة أربعين عاماً، حصلت بموجبها شركة «أو. إم. في» على حصة 5 % في منطقة امتياز «غشا» للغاز عالي الحموضة، كما حصلت «أو. إم. في» على حصة 20 % في امتياز «صرب وأم اللولو» البحري، بموجب اتفاقية امتياز وقعتها أدنوك في أبريل 2018.
تجدر الإشارة إلى أن أدنوك وبورياليس النمساوية، تتعاونان منذ عام 1998 كشركاء في «بروج»، المشروع المشترك بين الطرفين.. وتعتبر «بروج» شركة بتروكيماويات رائدة في توفير الحلول البلاستيكية المبتكرة للعديد من الصناعات.
طاقة إنتاجية
وبفضل طاقتها الإنتاجية السنوية الإجمالية، التي تبلغ 4.5 ملايين طن، أصبح مجمع بروج الصناعي في الرويس بدولة الإمارات، أكبر مجمع متكامل لإنتاج البولي أوليفينات في العالم.
ويسهم توسع أدنوك وتنفيذها لاستثمارات جديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات، في تسريع وتيرة تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي، وتعزيز مرونتها وتنوع أعمالها، والارتقاء بالأداء، في سعيها لتحقيق أقصى قيمة وعائد اقتصادي من كل برميل نفط يتم إنتاجه.
كما ستسهم خطة أدنوك للنمو والتوسع في مجال التكرير البتروكيماويات، في تنويع وتعزيز النمو الاقتصادي في دولة الإمارات، واستقطاب الاستثمارات الخارجية، وخلق المزيد من فرص العمل والتطور المهني، ودعم مبادرة أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
وفي إطار استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي، تهدف أدنوك إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من المنتجات البتروكيماوية ثلاث مرات، لتصل إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025، للمساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات البتروكيماوية والبوليمرات ذات القيمة العالية على المدى البعيد.
حضر اللقاء وتوقيع الاتفاقيات، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخة حصة بنت محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ومعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومعالي جاسم محمد بوعتابه الزعابي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وحمد علي الكعبي سفير الدولة لدى جمهورية النمسا، والوفد المرافق لمعالي مستشار النمسا
قد يهمك أيضًا:-
ولي عهد أبوظبي يتسلم جواد "الأساتذة" هدية من مستشار النمسا
محمد بن زايد يقدم واجب العزاء بوفاة حرم أحمد السويدي
أرسل تعليقك